عبرها إلى بر الأمان.. وسجل نجاحاً في السينما وصناعة المحتوى الكوميدي
مصبح بن هاشم: عشت تجربة مريرة بسبب التنمر
نجح الممثل وصانع المحتوى، مصبح بن هاشم ليس في الإعلان عن موهبته فحسب، بل وتخطي عقبات المشوار، والصمود في وجه سلسلة من التحديات، في مقدمتها التنمر، وتعرضه لموجة عالية من الانتقادات، ما جعله يعيش تجربة وصفها في حواره مع «الإمارات اليوم» بالمريرة، لكنه استطاع تجاوزها، ليصل إلى قلوب جمهور تابعه بإعجاب في عدد من الأفلام السينمائية الإماراتية الناجحة، وتجارب المحتويات الكوميدية الهادفة التي يتناول فيها عدداً من النماذج الإنسانية، والظواهر الاجتماعية بطريقة لا تخلو من حسّ الدعابة والنقد البنّاء.
ومن منطلق إيمانه الكبير بقدرته على تقديم شخصيات متباينة ومركبة، شدد مصبح على عدم حصر موهبته في التمثيل عند حدود الكوميديا، مضيفاً «أشعر أن التمثيل بحر لا ينتهي من الإبداع والتميز، لذا لا أرغب في حصر تجربتي الفنية في مجال واحد فحسب، علماً بأن أول مشهد احترافي لي في التمثيل، كان في عام 2016، من بوابة دور (الضابط) في الفيلم السينمائي الإماراتي (هجولة)، الذي تركت مشاهدي الثلاثة فيه، أثراً جيداً لدى الجمهور. ومن ثم، تشجعت كثيراً على المشاركة في فيلم (هجولة 2) لأوسع مساحة دوري، وأتمكن بالتالي، من إبراز موهبتي بشكل أفضل من خلال تقديم شخصية مركبة تحمل الكثير من التناقضات والصراعات».
خطوات ثابتة
شجعته خطواته الأولى، ونجاحه في عالم «الفن السابع»، على مواصلة المشوار، ودخول تجربة فيلم «بتاع كلو» الذي ابتدع من خلاله مصبح، شخصية «أبوصبحي»، الرجل العصبي صاحب الشخصية الكوميدية ذات المواصفات الفريدة.
وقال «نجحت في تقديمها بعد أشهر من البحث عن شكل كوميدي لافت، أستطيع من خلاله جذب اهتمام الجمهور لتجربتي، وقد ساعدتني في ذلك مساحة الدور الواسعة التي أفردها مخرج الفيلم أحمد الزين لتفاصيل هذه الشخصية العصبية والمزاجية، في صراعاتها الكوميدية اليومية مع بطل الفيلم هاني المصري الذي يجسّد شخصية مزارع صعيدي يتسبب بالكثير من المشكلات، فيطرد من العمل».
قاعدة جماهيرية
بداية من عام 2016، وبالتوازي مع نجاحه في السينما، ومشاركته في خمسة أفلام، استطاع مصبح شق طريق أحلامه عبر وسائل التواصل، إذ تعرف الجمهور إليه أكثر عبر المنصات الرقمية، باعتبار توسع قاعدتها الجماهيرية، وقدرتها على الجذب على حد تعبيره، مقارنة بالأعمال السينمائية التي تبقى بالنسبة له، بمثابة الشهادة والتأريخ الفني لمسيرته في المجال.
وتابع «أغلب المقاطع الكوميدية التي أقدمها للجمهور على منصات التواصل الاجتماعي تسير في اتجاهين، أولهما رسم الابتسامة على الوجوه، وثانيهما تكريس قيمة مضافة في المجال تتجسّد في الرسائل والمضامين الاجتماعية التي تقدمها شخصياتي باستمرار»، مشيداً بإقبال الجمهور على مقاطعه المصورة، ما شجعه على ابتكار نماذج كوميدية متجددة باستمرار، تنطق بلهجات متعددة، وتطرح ردات فعل متباينة، تحمل الكثير من الخصوصية على صعيدي الشكل أو المضمون.
«أبجد هلوس»
واعترف مصبح بأن شخصياته الطريفة تحتاج منه جهوداً مطولة من البحث والاجتهاد والتفكير في حلول كوميدية جديدة على الدوام، متوقفاً عند المراحل الثلاث التي مرت بها تجربته في هذا المجال: «اعتماداً على مبدأ الفعل وردة الفعل، قدمت في المرحلة الأولى مقاطع مصورة لا تتجاوز مدتها 15 ثانية، في الوقت الذي تضمنت المرحلة الثانية مقاطع دقيقة واحدة. أما المرحلة الحالية، فتعتمد بحكم التجربة والخبرة واعتماد الفكرة الأساسية لكل مقطع مصور، على الارتجال والعفوية».
وأكد أنه صاغ الآن ما يزيد على 1000 فكرة جديدة، يعمد إلى تدوينها في مفكرته الخاصة، مستعيناً بتجارب معاينته لحياة الناس، وتفاعله مع من حوله وصداقاته لأجيال متعددة التي أكد أنها «تدفعه إلى التفكير بطرق خارجة عن الصندوق، وتقديم حلول كوميدية فريدة تلقى إعجاب ومتابعة شرائح متعددة من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وأشار إلى مشاركته في تجربة كوميدية تلفزيونية، هي السلسلة اليومية «أبجد هلوس» التي قدمت في «رؤيا»، وأطل فيها من خلال ثلاث حلقات، تناولت اختلاف الثقافات والعديد من القضايا الاجتماعية المتنوعة التي تابعها الجمهور خلال شهر رمضان بأسلوب كوميدي بعيد عن التهريج والابتذال.
كما توقف مصبح عند المراحل الثلاث التي مرت بها تجربته على وسائل التواصل، والتي تخللتها مرحلة من الإحباط والاكتئاب، بسبب معارضة أهله لهذه التجربة، وتعرضه لموجة عالية من الانتقادات والتنمر، الذي وصل إلى حدود التهجم، موضحاً: «عشت تجربة مريرة للغاية، يمكن وصفها بأزمة هوية حقيقية، دفعتني مراراً إلى التفكير جدياً بالابتعاد عن المجال الفني، لكن رغبتي في تحدي نفسي، وشغفي بمتابعة ما بدأته من نجاحات، شكل نقطة عبور جديدة لي نحو بر الأمان، ومن ثم تحقيق أحلامي بالنجاح من جديد في المجال الذي عشقته».
دعم المواهب الجديدة
أعرب الفنان مصبح بن هاشم عن سعادته بالانضمام إلى ورشة كتابة المخرج الإماراتي حيدر محمد، التي بشر من خلالها بالكثير من المفاجآت، مؤكداً «يكفيني فخراً أن هذا المخرج المبدع قد اختارني من بين العديد من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، وسعيد بالمشاركة في تجربة كتابة سلسلة كرتونية جديدة، تحاكي نجاحات شعبية الكرتون، سترى النور قريباً لتكون مفاجأة فنية للجمهور».
ودعا عبر «الإمارات اليوم» المخرجين والقائمين على الإنتاج الفني إلى ضرورة الاهتمام بالمواهب الشابة، وتقديم الدعم الكفيل بالارتقاء بتجاربهم ومساعدتهم على شق طريقهم بثبات وتميز.
مصبح بن هاشم:
• شغفي بمتابعة ما بدأته من نجاحات شكّل نقطة عبور جديدة لي نحو بر الأمان.
• إقبال الجمهور على مقاطعي الكوميدية شجعني على ابتكار نماذج متجددة باستمرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news