جائحة «كوفيد19-» شكلت نقطة تحوّل كبيرة في مسيرتها العلمية والمهنية

شريفة يتيم.. إماراتية تسخر تخصصها الفريد لمساعدة "ذوي التوحّد"

صورة

شكّلت جائحة «كوفيد-19» نقطة تحوّل كبيرة في مسيرة الدكتورة شريفة يتيم المهنية، حيث وجهت جهدها لتقديم خدمات استشارات تطوعية «أونلاين» لمتابعة الأطفال من ذوي التوحّد، بهدف توظيف العلم لخدمة المجتمع في تلك الفترة الحرجة.

وأشارت الدكتورة شريفة يتيم، وهي أول إماراتية تحصل على شهادة علم تحليل السلوك التطبيقي من البورد الأميركي لمحلل السلوك، إلى أنها لم تتوقع يوماً أن يتحوّل ما قامت به في تلك الفترة إلى قصة نجاح مستمرة، حيث دفعها تفاعل الناس وإصرار المراجعين الذين تطوّعت لخدمتهم خلال الجائحة إلى افتتاح مركزها الخاص متجاوزة تحديات كبيرة.

وقالت شريفة يتيم لـ«الإمارات اليوم»: «اعتاد أولياء الأمور على متابعة أبنائهم معي، ومنهم كثيرون أرادوا الاستمرار في علاج أبنائهم بعد انتهاء الجائحة، ولكنني لم أملك مكاناً لاستقبالهم، ما دفعني إلى العمل بجد لافتتاح مركزي الخاص لاستكمال متابعتهم، ومع مواجهتي لكثير من العوائق والصعوبات خلال تلك الفترة إلا أنني نجحت أخيراً في افتتاح المركز وتقديم خدمات العلاج والتأهيل بجودة عالمية».

 

إنجاز مميز

حقّق مركز شريفة يتيم للتأهيل في أبوظبي إنجازاً مميزاً بحصوله أخيراً على اعتماد مركز التميز في الصحة السلوكية من «جايد هيلث كاليفورنيا»، ليصبح أول مركز في الإمارات يحقق هذا الإنجاز. وأشارت شريفة يتيم، إلى حرصها على دراسة تخصص تحليل السلوك خارج الدولة، ونقله لدولة الإمارات، والاستمرار في تطويره وفق أعلى المعايير العالمية، وسعيها إلى استدامة هذا العلم بهدف خدمة أطفال التوحّد وذويهم.

وقالت: «بعد 10 سنوات من العمل في مجال تحليل السلوك، تم تأسيس مركز شريفة يتيم الذي يعمل فيه فريق من الأخصائيين المعتمدين، وهو أول مركز تأهيلي لخدمات التوحّد يحصل على شهادة تميز، ويثبت قدرته على تقديم خطط علاجية ذات جودة عالية وعالمية».

سنوات من العمل

وأشارت الدكتورة شريفة يتيم إلى فخرها بهذا الإنجاز الذي أتى نتيجة سنوات من العمل والبحث المستمر عن أبرز التحديات التي تواجه الأطفال في المجتمع، حيث بدأت أولى خطواتها في اكتشاف هذا المجال خلال تطوعها في عام 2008 حين التقت بإحدى الأمهات يعاني ابنها التوحّد، وكانت تقوم بعلاجه في الخارج لعدم وجود هذا التخصص في الإمارات حينها، ما شكّل دافعاً لها لاكتشاف هذا العلم والتخصص فيه. وأضافت: «أخبرتني إحدى الأمهات بأنها تعالج ابنها مع مستشارين وأطباء من خارج الدولة بتدخل يُدعى (تحليل السلوك التطبيقي)، الذي أثبت فاعليته في تطوير مهاراته، ولكن لم يتوافر حينها في الدولة، ما دفعني إلى الرغبة في اكتشاف هذا العلم، فبدأت بالبحث عنه، والقيام لاحقاً بالتخصص فيه ودراسته في الخارج والعودة به إلى الإمارات، والعمل لمدة 10 سنوات في أحد المراكز بإمارة أبوظبي».


كادر إماراتي

تسعى الدكتورة شريفة يتيم إلى استدامة تخصص علم السلوك التطبيقي في الدولة عن طريق تشجيع الشباب والشابات على العمل في هذا المجال، ولاسيما لثبات فاعليته في علاج كثير من ذوي التوحّد وتأهيلهم. وأشارت في رسالتها الأخيرة إلى سعيها لتأهيل كوادر وطنية شابة تسهم في استمرار العلم وتطويره. وأضافت: «أسعى إلى توسعة فريق العمل عن طريق تأهيل كادر إماراتي متفوق من المتخصصين في هذا المجال، حيث إن الكادر الإماراتي هو من سيُسهم في استدامة هذا التخصص وتطويره».

• شريفة يتيم: أحرص على تطوير تخصص تحليل السلوك في الدولة، وفق أعلى المعايير العالمية خدمة لأطفال التوحّد وذويهم.

تويتر