متاحف الإمارات.. رحلة من عمق التاريخ إلى ريادة المستقبل
رحلة عبر الزمن من الماضي البعيد إلى المستقبل بكل ما يحمله من أفكار وتقنيات ترسم ملامح الغد، تقدّمها متاحف دولة الإمارات للجمهور، بفضل ما تتميز به الدولة من تنوع كبير في المتاحف التي تحتضنها وتنتشر بين ربوعها، حيث تتنوع بين المتاحف التاريخية والفنية والعلمية، وكذلك المتاحف التي تركز على تاريخ وتراث وثقافة الإمارات، وأخرى تتسم بطابعها العالمي الذي يجسد ثقافات وحضارات الإنسانية في كل مكان ومختلف الفترات التاريخية. وتعد المتاحف كذلك وجهة مفضلة للأسر والعائلات في فترة الصيف بعيداً عن حرارة الطقس، بما تقدّمه من فعاليات وأنشطة تفاعلية تعليمية وترفيهية وتثقيفية.
أعجوبة معمارية
ومن أبرز متاحف الإمارات «متحف المستقبل» في دبي، أجمل مبنى على وجه الأرض، الذي حاز العديد من الألقاب في مجال التصميم المعماري، منها لقب «مخطط المستقبل». وقد صُمم المتحف ليكون أعجوبة معمارية وهندسية تصل الماضي بالمستقبل، وتغير مفهوم المتاحف التقليدية باستخدامها أحدث التقنيات المبتكرة، وتركز على استشراف شكل العالم في المستقبل. وفي المقابل تضم دبي أيضاً قائمة طويلة من المتاحف المهمة مثل «متحف دبي» الذي بُني عام 1787 ويقع في قلعة الفهيدي ويعد أحد أهم تلك المتاحف، وتعبّر مقتنياته عن طبيعة دبي التجارية وعلاقاتها الممتدة مع الحضارات المختلفة، بما يعكس رؤية الإمارات والإمارة بالاهتمام بالماضي، وكذلك التطلع إلى المستقبل.
معارض تعليمية
ومن المتاحف الفريدة التي تضمها دبي متحف الاتحاد الذي يروي للعالم قصة تأسيس دولة الإمارات عبر معارض تفاعلية وبرامج تعليمية ومعروضات تضم وثائق ومواد تاريخية توثّق أحداث تأسيس الدولة، ومتحف «ساروق الحديد» الواقع في حي الشندغة التاريخي، ويضم قطعاً أثرية تعود إلى آلاف السنين اكتشفت في موقع ساروق الحديد الأثري، وتتنوع ما بين قطع معدنية وأسلحة ولُقى حجرية، وحلي وخرز، إلى جانب متاحف أخرى متنوعة.
قصة الحضارة
وتحظى إمارة أبوظبي بعدد كبير من المتاحف التي ترسم معاً معالم قصة الحضارة الإنسانية بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، بداية من المتاحف التي تستعرض تاريخ المنطقة ومحطات من مسيرة الإمارات وتراثها الحياتي والمعماري وثقافتها المحلية، مثل متحف العين الوطني، ومتحف دلما، ومتحف قصر العين، وحصن الجاهلي، وقصر المويجعي، وصولاً إلى المنطقة الثقافية في السعديات التي تُعد أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية التي تحتفي بإنجازات دولة الإمارات والمنطقة والعالم، حيث تتيح لزوارها تجربة رحلة منظمة للتاريخ العالمي والثقافة الجماعية، من خلال سرد متنوع ومبتكر عبر مجموعة من أهم المتاحف وهي «اللوفر أبوظبي» الذي استقبل أكثر من 1.2 مليون زائر خلال عام 2023، إلى جانب متحف زايد الوطني، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، وجوجنهايم أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي المقرر افتتاحها تدريجياً خلال العامين المقبلين.
متاحف متخصصة
ويعد متحف الشارقة الذي تم إنشاؤه في 1997 من المتاحف المميزة على الصعيد المحلي والإقليمي، ويضم قاعات عدة تمثّل مختلف المراحل التاريخية التي مرّت بها الإمارة، إلى جانب احتضان الشارقة عدداً كبيراً من المتاحف المتخصصة، مثل متحف الشارقة العلمي، ومتحف الشارقة البحري، ومتحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وغيرها.
مختلف الإمارات
وتنتشر المتاحف في مختلف الإمارات، ففي إمارة عجمان هناك «متحف عجمان» الواقع في حصن عجمان، ويضم قطعاً أثرية وتراثية تعود إلى مختلف العصور التاريخية، و«متحف أم القيوين» الواقع في حصن أم القيوين ويتألف من قسمين: الأول للآثار والثاني للتراث. ويضم المتحف المئات من التحف الفضية والبرونزية والعملات، إضافة إلى الأسلحة والحلي النادرة التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية، بينما يضم «متحف رأس الخيمة الوطني» بين جنباته أنواعاً عديدة من الآثار المكتشفة في الإمارة، ويحتوي على قسم لعلم الآثار يضم مختبراً لتصنيف وتحديد عمر المكتشفات، بالتعاون مع بعض الجامعات الأوروبية. ويعد «متحف الفجيرة»، من أهم المتاحف الأثرية في منطقة الساحل الشرقي، حيث يضم عدداً كبيراً من المقتنيات واللقى الأثرية النادرة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية وصدر الإسلام، وما بعد ذلك من عصور، وصولاً إلى العصر الحديث. ويتكون المتحف من أقسام عدة، أهمها قسم الآثار الذي يحتوي على مجموعة من التحف الأثرية المكتشفة في إمارة الفجيرة، وقسم التراث الذي يضم عدداً من القطع التراثية التي كانت تُستعمل في إمارة الفجيرة.
• «متحف المستقبل» صُمم ليكون أعجوبة معمارية وهندسية تصل الماضي بالمستقبل، وتغير مفهوم المتاحف التقليدية باستخدامها أحدث التقنيات المبتكرة.