«اتبع شغفك»
يختبئ خلف الأحلام التي يرسمها غيرنا نيابة عنا في الصغر، ويهجرنا حين نُسلّم مستقبلنا لما يحبه الآخرون لا ما نحبه نحن، ويشفق علينا إن ضيعتنا الطريق.
يعرف سر سعادتنا وإبداعنا وما يؤلمنا، ويقاتل معنا العادات والتقاليد التي تُقيّد أجنحتنا، وترفض ابتعادنا عن موروثها الضيق.
يصرخ محذراً من النهايات الحزينة إن قبلنا الحياة من دونه، ويرسم أياماً رتيبة بلا إقبال أو بهجة أو نجاح حقيقي.
يخبرنا أن لكل منا إبداعه الخاص ومناطق توهجه، وأن الكون سمته وسنته الاختلاف والتباين لنكمل بعضنا بعضاً كفريق.
يشعر بدقات قلوبنا حين نحب، ويفهم وجعنا وقت الانكسار والخوف، وينتظرنا خلف الأبواب المغلقة، كي يعوضنا عن الخسائر التي حدثت في غيابه، وينير وجوهنا ويملأ عيوننا لمعاناً وبريقاً.
يرفض نصف الأداء ونصف الأشياء، ويُخرج أحلى ما فينا من قوة وإرادة، ويشد على أيادينا كلما تعثرت خطانا، ويؤمن بقدرتنا على مواصلة السعي، وتكتمل معه أعمالنا بالنجاح والتوفيق.
إنه الشغف الذي يضاعف فرصنا في النجاح سواء في الدراسة أو العمل أو العلاقات الإنسانية، وللأسف تغيب أهميته عن الكثير من الآباء والأمهات وهم يوجهون أبناءهم من الصغر نحو مستقبلهم أو لاحقاً في اختيار ما يدرسونه من مواد أو ما يمتهنونه من أعمال أو علاقات اجتماعية أو صداقات.
أحياناً نحلم مكانهم أو نأمل أن نحقق أحلامنا بهم دون أن ندرك أن لهم عالمهم ودنياهم التي قد تختلف كلياً عن عالمنا ودنيانا، وهم بالأساس جيل مختلف مفتوح على كل الأشياء وضدها، ويحتاج إلى من يأخذ بيديه، ويبحث في جوانب نفسه عن المناطق التي تنبت فيها وروده وتُزهر وتتفتح.
كل من أبدعوا ونجحوا وتركوا أثراً في هذه الأرض سمعوا عبارة: «اتبع شغفك» في طفولتهم وصباهم، ولم يهتم آباؤهم إلا بما يدعم قدراتهم، ويُعلي همتهم مهما كان الأمر بسيطاً.
في داخل كل طفل وصبي وشاب وفتاة موهبة ومهارة مختلفة، وضعها المولى عز وجل فيه، تحتاج فقط إلى من يبحث عنها ويراقبها ويرويها ويوجهها لتصبح شغفاً حقيقياً يكبر مع سنوات العمر، فيعطي للعمل والحياة معنى وقيمة، ولا بأس أبداً من تأخر البداية، المهم أن نمنحهم أول خطوة على طريق الأمان بعبارة: «اتبع شغفك».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news