«أصداء سيراليون».. ثقافة تشع بألوانها في دبي
من معاناة المرأة الإفريقية إلى وجوه الحياة المتنوعة، يرتحل بنا معرض «أصداء سيراليون» نحو الثراء الثقافي والموهبة الفنية لسيراليون، حيث يقدم الفنانون المشاركون منظوراً فريداً عن الحياة والمجتمع والثقافة بتفاصيلها كافة. تتنوع الأعمال الموجودة في المعرض الذي أقيم في «أربنست غاليري» بدبي، لتجسّد حيوية المجتمع ومرونته وجماله من خلال لغة إبداعية، تجسّد الطبيعة بألوانها المتباينة تارة، والوجوه الإفريقية في الطور الآخر، لتشكل مجتمعة رحلة بصرية استثنائية.
وتسلّط الأعمال الموجودة في المعرض، الضوء على حياة الشعب الإفريقي، من نساء ورجال، وأشكال المعاناة، ووجوه الاعتزاز بالهوية الثقافية. قدمت الفنانة زهرة فقيه، المعروفة باسم (زاتو)، مجموعة من لوحاتها التي تمزج فيها العديد من الألوان المحملة بثقافة سيراليون، حيث تعج لوحتها بالكثير من الطبقات والرموز. وتعالج الفنانة ذات الأصول اللبنانية مشكلات المرأة في البلد، وكذلك المشكلات البيئية من خلال الفن النابض بالحياة والألوان. وتحدثت فقيه عن أعمالها، لـ«الإمارات اليوم»، وقالت: «قدمت معاناة المرأة السيراليونية، التي تتعب كثيراً، وتضحي من أجل العائلة والأولاد، وشكلت هذه الأعمال فرصة بالنسبة لي من أجل تقديم قصص النساء ومعاناتهن، لاسيما العاملات». ولفتت الفنانة ذات الأصول اللبنانية، إلى أنها دخلت عالم الفن من خلال العلاج بالفن، بسبب مرورها بظروف نفسية صعبة، موضحة بأنها عملت على تقديم الألوان التي تنتمي إلى طبيعة البلد. وأضافت فقيه حول قصص اللوحات: «استوحيت إحدى اللوحات من امرأة تُدعى (مريمة) والتي أشتري منها الخضار والفاكهة، والعمل يجسّد المرأة العاملة التي تتحدى الظروف الطبيعية والمناخية كافة، من أجل معيشتها، لكنها في الوقت عينه تتمتع بالقوة، وتحافظ على أناقتها». وأشارت إلى أن 95% من الشعب في سيراليون يعيشون تحت خط الفقر، ومعاناتهم من نوع خاص، وتتجسّد بشكل خاص من البيئة المحيطة، موضحة بأنها تستخدم اللغة في العمل الفني، لتكون اللوحة بسيطة بما يكفي للتعبير عن الحياة اليومية.
في المقابل، عملت الفنانة هوا جين بانغورا، على تقديم الوجوه، وقالت عن أعمالها: «أقدم في أعمالي التاريخ الإفريقي من خلال النساء، خصوصاً نحن كبشر إن عدنا آلاف السنين إلى الوراء، ستكون لدينا أم واحدة، وهذا ما تعمدت تقديمه من خلال اللوحات التي تحمل في تفاصيلها الكثير من الرموز، ومنها رموز الحمض النووي، واللوحة الأم في الحاسوب». وأشارت إلى أنها استخدمت التاريخ الإفريقي، مستعينة بشعر الرأس، للتعبير عن الهوية، موضحة بأنها في المدرسة لم تكن تعرف التاريخ الإفريقي كما هو على حقيقته. أما من الناحية التقنية، فأوضحت بأنها لا تحب مزج الألوان، ولا تقديم الظلال في الأعمال، فعملت على تطوير أسلوبها الخاص في تقديم الألوان، وفق تقنية التنقيط.
من جهته، يقدم الفنان فيليكس أشكالاً مختلفة من الإبداع، بما في ذلك الفن الرقمي والتصميم الغرافيكي، والرسم والنحت، ويعرف بأعماله التجريدية التعبيرية الملونة والنابضة بالحياة.
أزياء إفريقية
حضرت الثقافة الإفريقية الخاصة باللباس في أكثر من عمل، ومنها في عمل الفنان يوليوس سي باركر، فقد عمل على تقديم لوحات تجسّد التاريخ والثقافة والنشاط اليومي من قوة الزي الإفريقي المتميّز، مستعيناً بتقنية خاصة بتطبيق اللون، وجعله يبدو متكسراً. فيما حضر اللباس الإفريقي أيضاً في عمل تصويري لحكمت ليخ، الذي قدّم فيه لباس المرأة التقليدي والمتميّز بالورود التي تزيّن الأقمشة، فضلاً عن غطاء الرأس المزركش، مع الإشارة إلى أنه قدم الأعمال بالأبيض والأسود.