«بقشة» مريم قايد ينتج تراث الإمارات بهوية معاصرة

نجحت الإماراتية مريم قايد في تأسيس مشروع ثقافي رائد يسهم في عكس ألق التراث الإنساني والاجتماعي لبلدها، والتعريف بالجذور والأصالة الإماراتية. واستطاعت مريم جمع مبدعين وحرفيين إماراتيين، لتقديم منتجات تراثية إماراتية بهوية معاصرة وتجارب مبدعة تحت مظلة ابتكار واحدة سمتها «البقشة» ليكونوا حجر الأساس الذي تراهن به قايد على الانطلاق في تحقيق أحلامها وتوسيع أفق طموحها خارج الإمارات.

مسيرة الريادة

وأشارت مريم قايد، صاحبة مشروع «البقشة» لـ«الإمارات اليوم» إلى شغفها القديم بمجالات الخدمة المجتمعية والسياحة الثقافية، واهتمامها بالغوص في تراث بلادها وقراءة التاريخ، وصولاً إلى تطوير أداوتها المعرفية ومشاركة قصص النجاح والتميز الذي اعتبرته ضرباً من تحفيز الناس على الانخراط في هذه التجربة التي تعتبرها جديرة بالمتابعة والاهتمام.

وحول فكرة إطلاق مشروعها الإماراتي الرائد، تحدثت مريم أولاً عن خطوة موازنتها خلال فترة من حياتها، بين تجربة دراستها المسائية لإدارة الأعمال في كليات التقنية بدبي، وعملها في القطاع الحكومي منذ ما يزيد على 14 عاماً خبيرة في الموارد البشرية، وسبقه عملها لما يقارب أربعة أعوام في مجال الإرشاد السياحي، واصفة هذه الخطوة بالقول: «فتح لي هذا المجال فرصة فريدة للتعرف إلى تفاصيل وخصوصية الثقافة الإماراتية، وذلك بعد أن التحقت بدورة تدريبية في دائرة السياحة ونلت ترخيص الإرشاد السياحي. ومن ثم انطلقت في إثراء تجربتي بالاعتماد على تفاعلي اليومي مع الناس وعلى غوصي في مجال التاريخ والتراث، الذي انخرطت فيه من منطلق رغبتي في التعرف أكثر إلى حضارة بلادي». وتابعت: «إضافة إلى مجال التاريخ والحضارة، فتحت لي رغبتي في البحث والتعلم أفقاً جديداً تمثل في فكرة (البقشة)، التي تُعد مشروعاً رائداً وطموحاً أتعاون فيه مع حرفيين إماراتيين، لتقديم منتجات تراثية إماراتية بهوية معاصرة تحمل أهدافاً ورسائل ثقافية ومجتمعية مهمة وأفكاراً خلاقة، ومنها فكرة تقديم (الشماغ) بطريقة عصرية من خلال إعادة تصميمه على هيئة (ربطة عنق) يمكن ارتداؤها في كل المناسبات الرسمية والعملية، أو إعادة تقديم (البرقع) الإماراتي بلمسات عصرية وشبابية تتخللها أبيات شعرية يتغزل فيها قائلها بجمال مرتديته».

تجارب ثقافية

وأكدت مريم انفتاح تجربة «البقشة» على أفق ثقافي إنساني ومجتمعي فريد يحتفي بالتراث والأصالة الإماراتية، بالاعتماد على جملة من التجارب الثقافية المتنوعة التي وصفتها قائلة: «نجحنا من بوابة (البقشة) إلى اليوم، في تقديم أكثر من 20 ورشة عمل تناولت أفكاراً متنوعة حول صناعة البرقع الإماراتي، و(سنع) تقديم القهوة الإماراتية ومراحلها وصناعة (الفروخة) الإماراتية والعطور القديمة، وغيرها من الورش، بالتعاون مع عدد من الجهات العامة والخاصة وفي أماكن مختلفة من الإمارات. وتهدف هذه الورش إلى الحفاظ على ألق الحرف التقليدية القديمة ونشرها لدى الجيل الجديد لضمان استيعابهم وتفاعلهم مع مفردات التراث الثقافي والمادي لبلدهم واستدامته في المستقبل».

أصداء وتفاعل

وحول أصداء تفاعل الجمهور في الإمارات مع هذه الورش التراثية التخصصية، أعربت مريم عن سعادتها الكبيرة بالأصداء الإيجابية التي حققتها حتى الآن، قائلة: «لم يكن غريباً عليّ اهتمام أغلب الجنسيات العربية والأجنبية بهذه الورش ولا رغبتهم في الاطلاع على تفاصيل الحرف اليدوية الإماراتية وكيفية صناعتها وتقديمها بهذا الأسلوب الذي يجمع بين البساطة والتفرّد، لكنني شعرت بسعادة لا توصف وأنا أتابع كذلك إقبال الشباب الإماراتي الواسع عليها، وهذا دليل على الارتباط الوثيق لشباب وبنات الإمارات بهويتهم وجذورهم، لهذا أدعو من خلال (الإمارات اليوم) الشباب المهتم بالهوية الوطنية إلى المشاركة في (البقشة)، سواء من خلال طرح الأفكار أو مساندة أهداف المشروع، باعتباره مبادرة وطنية».

• «الشماغ» أعيد تصميمه على هيئة «ربطة عنق» و«البرقع» بلمسات عصرية تتخللها أبيات شعرية يتغزل فيها قائلها بجمال مرتديته.

• 20 ورشة عمل تناولت أفكاراً متنوعة حول صناعة البرقع الإماراتي، و«سنع» تقديم القهوة الإماراتية وصناعة «الفروخة» الإماراتية والعطور القديمة.

طموح عالمي

لفتت الإماراتية مريم قايد إلى طموحها لتعميم تجربة مشروع «البقشة» الثقافي، ليصل إلى دول الخليج ومن ثم إلى العالم العربي، مؤكدة أن الثقافة الشعبية والموروثات الاجتماعية والإنسانية أثبتت إسهاماتها في تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود والأهداف بين البشر، مضيفة: «أتمنى أن أنجح في تعميم هذه التجربة بين صفوف الشباب الإماراتي والعربي، لما لهذه الفئة من قدرة على قيادة المستقبل واستدامة الموروث الثقافي والحضاري العربي ونشره على نطاق واسع».

حرفيون إماراتيون

 

في معرض حديثها عن المنتجات التراثية الإماراتية، كشفت صاحبة مشروع «البقشة» الثقافي عن تعاونها مع نخبة من المواهب الإماراتية من شرائح عمرية متعددة، قائلة: «سعيدة في إطار هذا المشروع بالتعامل مع أكثر من 20 حرفياً ومبدعاً إماراتياً لتقديم منتجات محلية أصيلة بروح معاصرة، نتعاون فيها معاً على تكريس أهداف الارتقاء بصورة وألق التراث المحلي والاستمتاع باستذكار الماضي، الذي بات اليوم مع تجربة (البقشة)، بمثابة الرسالة الوطنية التي يجب على الجميع الإسهام في إيصالها بكل محبة وحماسة».

الأكثر مشاركة