اليابانيون قادمون.. مسلسل «شوغن» الأوفر حظاً لـ«الإيمي» بترشيحات قياسية
يحظى مسلسل «شوغن» (Shogun) بأوفر الحظوظ لحصد جوائز «إيمي» التي توزع غداً (الأحد) بعد أن دخل هذا العمل عن الصراع على السلطة في اليابان الإقطاعية خلال القرن الـ17، تاريخ الشاشة الصغيرة بحصوله على 25 ترشيحاً لهذه المكافآت، وهو عدد قياسي لمسلسل تلفزيوني في عام واحد.
وسبق لـ«شوغن» أن نال 14 جائزة فنية وتقنية في نهاية الأسبوع الماضي في «كرييتيف آرتس إيميز».
ويتناول المسلسل في البداية قصة بحّار إنجليزي تقطعت به السبل على ساحل اليابان في وقت كانت الإمبراطورية لا تزال مغلقة جداً أمام بقية العالم، قبل أن يغوص في مؤامرات البلاط والمشاكل الإقطاعية.
ويكسر المسلسل - المستند إلى رواية تاريخية للبريطاني جيمس كلافيل حققت نجاحا أدبياً خلال سبعينات القرن العشرين - عقوداً من التمثيل النمطي للأرخبيل الياباني في الأفلام والبرامج التلفزيونية الغربية الإنتاج.
ولتحقيق ذلك، وضع فريق من المتخصصين، من بينهم اختصاصيون يابانيون في الشعر المستعار، خبراتهم في خدمة المسلسل، ودرسوا بعناية الديكورات وأزياء الممثلين وحركاتهم.
وقدم المؤرخ فريدريك كرينس، المقيم في كيوتو، نصائح في أكثر من جانب، بينها ما يتعلق بمختلف أنواع الكيمونو التي ينبغي أن تُستخدَم في المسلسل، أو بترتيب حصائر التاتامي.
وقال كرينس، الأستاذ في المركز الدولي للأبحاث بشأن العلوم اليابانية لـ«وكالة فرانس برس: «لقد جُمِعَت ملاحظاتي، ولدهشتي الكبيرة، أصبحت دليلاً من 2100 صفحة» اتُبع تقريباً حرفياً.
وتولت محطة «إف إكس» المملوكة لمجموعة «ديزني» اقتباس «شوغن» الذي صُوِّر في كندا.
واستوحِيَت بعض شخصيات المسلسل من شخصيات تاريخية حقيقية، من بينها بطل الرواية اللورد توراناغا، استناداً إلى أمير الحرب الياباني الشهير توكوغاوا إياسو.
وفي المسلسل، يواجه توراناغا الذي يؤدي دوره هيرويوكي سانادا، أعداءه، معتمداً على البحار البريطاني جون بلاكثورن وامرأة من فئة النبلاء تُدعى الليدي تودا ماريكو.
وبدلاً من السيف العادي، تستخدم شخصية ماريكو سلاحاً يسمى «ناغيناتا»، وهو قضيب خشبي طويل ذو نصل منحنٍ في نهايته، كانت النساء في عائلات المحاربين اليابانية يستخدمنه في ذلك العصر.
وأوضح فريدريك كرينس الذي أوصى باستخدام هذا النوع من الأسلحة أن «النساء في اليابان كنّ مستقلات في العصور الوسطى».
وأضاف المؤرخ «كان الساموراي يذهبون لخوض المعارك طبعاً، لكنّ النساء كنّ يقاتلن أيضاً بواسطة ناغيناتا عندما كنّ يضطررن إلى حماية قصورهنّ».
وتولى الراقص والممثل المسرحي هانوجو تدريب عدد من الممثلين المشاركين في المسلسل لمدة ثلاثة أشهر في اليابان.
وقال هانوجو «ثمة طرق معينة للمشي والجلوس والوقوف لمن يرتدي لباس الكيمونو، لكن الأمر صعب بالنسبة للممثلين الشباب المفتقرين إلى الخبرة».
وكان هانوجو حاضراً في فانكوفر أثناء التصوير لتقديم المشورة للممثلين بشأن الحركات المنمقة المسماة «شوسا» المعتمدة في كابوكي، وهو شكل تقليدي من المسرح الياباني. وأضاف «على سبيل المثال، لا يؤرجح الساموراي أذرعهم عندما يمشون، بل يتقدمون من دون تحريك الجزء العلوي من الجسم».
واعتمد المسلسل بقدر كبير اللغة اليابانية، إذ تجري الحوارات بها في 70% من الحلقات، مع استخدام مكثف للترجمة، وهو خيار «ثوري» بحسب المنتجة إيريكو مياغاوا.
وتولى خطاط ياباني مقيم في فانكوفر تنفيذ الكتابة اليدوية على اللفائف، مستلهماً أسلوب كتابة الشخصيات التاريخية التي استند إليها المسلسل.
ورأت المنتجة إيريكو مياغاوا التي بدأت مسيرتها المهنية كمترجمة لفيلم «كيل بيل» عام 2003، أن الفريق «لم يكن ليتمكن على الأرجح من إنتاج المسلسل» قبل 10 سنوات.
وأضافت «لقد تغير العالم وتطورت السوق»، الأمر الذي «مهّد الطريق لنجاح مسلسل (شوغن)».
وتعمل محطة «إف إكس» راهناً على إعداد المزيد من مواسم «شوغن»، من دون أن تنتظر حتى نتيجة حفل توزيع جوائز «إيمي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news