طارق المهيري يعود لشغفه من بوابة توثيق محطات السيرة والأحلام
إماراتي بلقب فارس عصامي يروي مع الخيل حكاية جديدة
من تحديات بناء الفارس العصامي إلى إنجازات المدرب المحترف، نجح الإماراتي طارق المهيري في تجسيد عشقه القديم للخيول، لتحقيق أحلامه ورفع اسم بلاده عالياً بين الدول، من دون أن يتخلى عن مواهبه التي برع في توزيعها بين محطات الفنون الشعبية والرقص المسرحي والتمثيل والكتابة، مكللاً هذا المشوار بكتاب يحمل عنوان «هامس الخيل»، عكس فيه صاحبه محطاته مع تجاوز التحديات لأجل تحقيق النجاحات.
وعن بدايات قصة عشق الخيل وارتباطه المبكر بها، قال طارق المهيري لـ«الإمارات اليوم»: «انطلقت في هذا المجال منذ عام 1983، لأتعلم مهاراته وأتدرب على فنونه بشكل عصامي في البيت مع فرسي (شيمة)، هذا، في الوقت الذي كانت الخيل، حاضرة بقوة في صغري، وفي البيئة الأولى التي ترعرعت فيها، فكان تعاملي معها شبه يومي، وذلك، بعد أن واظب والدي على تعليمي كيفية العناية بها، وحرصي الدؤوب على تحين فرصة غياب أخي الأكبر من البيت، للتدرب بشكل أكبر على هذه الرياضة، التي كنت أمارسها دون سرج ولا لجام، إلى أن رآني أخي بغتة، فقرر أن يأخذني إلى نادي الصيد والفروسية بأبوظبي لتعلم مهارات ركوب الخيل بشكل صحيح، ولكنني للأسف، كنت جامحاً، ورفضت أن يمسكوني بالحبل أثناء تعليمي مبادئ هذه الرياضة، وهممت بالهرب لمواصلة مسيرتي بشكل فردي في البيت».
وحول الخطوة الحاسمة التي غيرت مسار تجربته، أكد الفارس ومدرب الخيول الإماراتي «لاحقاً رجعت للنادي، بعد أن سنحت لي فرصة استعراض مهاراتي في ركوب الخيل مرة أمام (حافلة الفرسان) التي كانت تمر أمام بيتنا، فلاحظني المدرب آنذاك وعرض عليّ العودة للنادي للتدرب مع (الكبار)، ومن ثم بدأت مسيرتي الاحترافية في المجال».
مواهب.. وجوائز
عقب سنوات من الاجتهاد والتدريب اليومي، تمكن المهيري من الارتقاء بتجربته ودخول حلبة المنافسات العالمية التي قادته في عام 1991 إلى منافسات «هيكستد» في لندن ليحوز بجدارة، المركز الأول في أول تجربة قفز على الحواجز. من ثم، توالت محطات النجاح، لتكلل في 1994 بلقب بطل الإمارات في رياضة قفز الحواجز، وبتجربة المنافسة ورفع اسم بلاده في الألعاب الآسيوية التي نظمت في اليابان في نفس العام التي حصل فيها المهيري على دبلوم فخري، وصولاً إلى بطولتين أخريين داخل الدولة في عامي 1995 و1996.
وبعد سبع سنوات من الانقطاع بسبب ظروف خاصة، قرر المهيري في 2007 استعادة ألقه القديم، والعودة إلى شغف الفروسية التي راكم فيها النجاحات، ولكن، من بوابة أخرى هذه المرة، وهي تدريب الخيل، وذلك، بعد ملاحظته عدم قدرة الكثير من راكبيها وملاكها، على التحكم في الخيل الهائجة، فغامر الفارس بخطوة ترويض الخيول البرية القوية التي بات فيها اليوم، مدرباً محترفاً يحظى بشهرة بين أوساط ملاك الخيول وعشاقها، لافتاً إلى فخره بلقب «هامس الخيل» التي توج بها الإعلام المحلي قصته الفريدة مع الخيل.
وإلى جانب ترويض الخيل، برع المهيري اليوم في تدريب فرسانها من أصحاب الهمم، وترويضها وإعدادها لتجارب المشاهد السينمائية الخطرة التي تتطلب مهارات عالية، والتي تولى فيها ترويض خيل امتطاها النجم توم كروز في إحدى سلاسل أفلام «مهمة مستحيلة». ولم يتوان المهيري من جهة أخرى، في استثمار قدراته في مجال فنون الإمارات الشعبية، لحصد المركز الأول في «إكسبو هانوفر»، وتكريس تجربة مشاهدة استثنائية اجتمع فيها مع خيله في عروض رقص مبهرة جذبت اهتمام جمهور عالمي عريض خارج حدود الإمارات.
الطبعة الأولى
مؤخراً، وبتجربة كتاب حمل عنوان «هامس الخيل»، كلل المهيري مشواره الطويل مع هذا الشغف. وأوضح «انطلقت في عام 2019، بكتابة تجربتي لأطرحها لاحقاً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الأخير، وهو في الواقع، عبارة عن قصة مستوحاة من سيرتي الذاتية ومحطات كفاحي في تحقيق مختلف الإنجازات وحتى التحديات التي اعترضتني والتي رويتها في الكتاب من نافذة (هامس الخيل) الذي واجه العديد من المطبات في حياته، وأهمها تأثره بموت فرسه (شيمة)، ومن ثم تخلي الأصدقاء عنه، وغدر مثله الأعلى به، إلا أن عزيمته القوية وإرادته التي لا تقهر وعشقه اللامحدود لعالم الفروسية، جعلته يتميز في موهبة ترويض الخيل، وينجح بكل طاقاته في إلهامها بالاستجابة لأوامره».
وعن القبول الذي حققه كتاب «هامس الخيل»، أبدى المهيري سعادته وفخره بالنجاح الذي حققه الكتاب في معرض أبوظبي، وبيع جميع نسخ الطبعة الأولى التي طرحها.
بين المسرح والسينما
بالتوازي مع النجاحات التي حققها في مجال الفروسية، يفخر الفارس والمدرب الإماراتي طارق المهيري بتجربته الفنية في مجال الاستعراضات المسرحية الشعبية والعروض الفنية والثقافية التي شارك بها، ثم تجربته السينمائية التي ظهر فيها في شخصية البطل «طارق» في فيلم «العم ناجي» في جزئه الأول، ليستذكر من قبلها مشاركته في الفيلم الهندي «تايغر زيندهي» إلى جانب النجم سلمان خان، التي أضافها للفيلم الوثائقي «زايد الأول»، ولتجربة تأليف فيلم رعب إماراتي جديد مؤخراً، وصولاً إلى تجاربه العديدة في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي.
• جوائز وألقاب بالجملة حازها طارق المهيري فارساً.
• 1983 العام الذي بدأت فيه قصة المهيري مع الخيل.
طارق المهيري:
الخيل كانت حاضرة بقوة في صغري وفي البيئة الأولى التي ترعرعت فيها.
دربت خيلاً امتطاها النجم توم كروز في إحدى سلاسل أفلام «مهمة مستحيلة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news