أدمغة الآباء تتفاعل بشكل مختلف مع "البنات"
أظهرت أبحاث حديثة أن أدمغة الآباء تستجيب بشكل مختلف لبناتهم مقارنة بأبنائهم، مما يعكس تأثيرات ثقافية ونفسية عميقة.
وبحسب العلماء تختلف الطرق التي يعبر بها الآباء عن مشاعرهم واهتماماتهم تجاه كل من البنين والبنات، وقد تؤثر هذه الاختلافات على نمو الأطفال وتشكيل هويتهم.
يشير الخبراء إلى أن مناطق معينة في الدماغ، مثل القشرة الجبهية واللوزة، تعمل بشكل مختلف اعتمادًا على جنس الطفل. فعندما يتفاعل الآباء مع بناتهم، تعمل أجزاء الدماغ المرتبطة بالعاطفة والرعاية بشكل أكبر، مما يعكس استجابة أكثر حنانًا ورقة. في المقابل، قد تتجه الاستجابة نحو أبنائهم نحو التعزيز والتوجيه، مما يعكس التوقعات الثقافية حول الأدوار المختلفة للجنسين.
تؤكد الدراسات أن العوامل الثقافية تلعب دورًا مهمًا في هذه الاستجابات، فالمجتمعات تميل إلى تعزيز أنواع معينة من السلوكيات والتوقعات المتعلقة بالجنس، مما يؤثر على كيفية تفاعل الآباء مع أطفالهم. فعلى سبيل المثال، قد يُعتبر الاهتمام العاطفي بالبنات أكثر قبولًا، بينما يُنظر إلى الأولاد على أنهم يجب أن يتحلوا بالقوة والرزانة.
تتأثر مشاعر الآباء تجاه أبنائهم وبناتهم بتوقعاتهم الاجتماعية، ويُنظر إلى البنات غالبًا وكأنهن أكثر احتياجًا للرعاية والدعم العاطفي، بينما يُشجع الآباء أبناءهم على تعزيز استقلاليتهم، وهذا التباين يمكن أن يؤدي إلى ارتباط عاطفي مختلف مع كل من الأبناء والبنات.
وفي حين أن الباحثين لا يعرفون على وجه اليقين كيف يمكن لهذه الاختلافات في سلوك الوالدين أن تؤثر على الطفل على المدى الطويل، فمن الممكن أن تساعد في تعزيز التعاطف.
ويقول الباحثون إن هذا قد يكون السبب في أن الفتيات يميلن إلى إظهار مستويات أعلى من تطور التعاطف مقارنة بالفتيان، كما يظهرن علاقة قوية ومتينة مع آبائهن مقارنة بالأمهات.