العازي.. صيحات الفخر و«جواب» الصف الواحد
يُعد فن العازي من الفنون الأصيلة المتوارثة منذ القدم في الإمارات، إذ كانت المجتمعات المحلية التي تقطن الواحات المنتشرة في صحراء دولة الإمارات حتى منتصف القرن الماضي معتادة قرض شعر العازي، حتى بدأ هذا الفن يخفت تدريجياً، بسبب انتقال عدد كبير من السكان إلى المدن ليستقروا فيها، لذا أولت الدولة اهتماماً كبيراً لصون هذا الفن التراثي والحفاظ عليه، ما أثمر إدراجه في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل، وذلك في عام 2017.
ويتميز «العازي» بالقوة والحماس، إذ يعتمد على ترديد الأشعار الحماسية بشكل جماعي، ومن دون استخدام آلات موسيقية أو إيقاعية، ولابد أن يتمتع من يؤديه بالصوت الجهوري القوي ليصدح بأبيات الشعر، ويرددها مجموعة من المؤدين المصطفين خلفه، الذين يعطون «الجواب»، ويرددون صيحات حماسية يتردد صداها في المكان، في مشهد يرمز إلى التكاتف والتعاضد والوقوف صفاً واحداً، بينما تؤكد الأسلحة الرمزية التي يحملونها على معاني الشجاعة.
ويُمارس فن العازي في المناسبات الوطنية والاجتماعية لبث روح الفخر والولاء والاعتزاز بالقيم الوطنية، إلى جانب التغني بالوطن والفخر به وبإنجازاته، والفخر بالقبيلة والعائلة والرموز، والحض على التلاحم وتعزيز الأواصر المجتمعيّة.
أيضاً من أغراض شعر العازي مدح الأشخاص والإشادة بهم وبصفاتهم، واستقبال ضيف عزيز، والترحيب بالحضور وقدومهم إلى منطقة معينة، إذ يقوم أهل المنطقة بالترحيب بالحاضر وسرد إنجازاته، وكذلك يعبّر هذا الفن عن تأقلم سكان الإمارات مع البيئة والطبيعة المحيطة من جيل إلى آخر.
ويضم العازي الشعر النبطي والتقليدي، وينقسم إلى ثلاثة أنواع من القصائد، هي: «الألفية أو الأبجدية»، وهي أقدم الأنواع، وتحتاج إلى نفس طويل، ويتم نظم أبيات القصيدة وفق الحروف الأبجدية، لذلك تتسم بطولها، والقصيدة «العددية» التي تعتمد على العد من واحد إلى 10، وتكون القصيدة العددية قصيرة، أما «المعلّق» فهو أحدث أنواع قصائد العازي، وأكثرها تداولاً، وغير مقيد بعدد من الأبيات.
وتحرص دولة الإمارات على الحفاظ على هذا الفن الأصيل، وتعزيز حضوره في المجتمع، خصوصاً في وجدان الأجيال الجديدة، وذلك من خلال تقديمه في مختلف المناسبات، لاسيما الوطنية، وفي مقدمتها احتفالات عيد الاتحاد.
. «الألفية أو الأبجدية»، هي أقدم أنواع قصائده، وتنظم وفق الحروف الأبجدية، لذا تتسم بطولها.
. يُمارس هذا الفن في المناسبات لبث روح الولاء والاعتزاز بالقيم الوطنية.
. 2017 العام الذي أدرج فيه «العازي» في قائمة «اليونسكو».
. الإمارات تحرص على الحفاظ على هذا الفن الأصيل، وتعزيز حضوره، لاسيما لدى الأجيال الجديدة.