زار 25 دولة بين آسيا وأوروبا
ماجد حسن الشحي.. إماراتي يجوب العالم على دراجة نارية
الشغف باكتشاف قصص الأماكن والشعوب دفع الإماراتي ماجد حسن الشحي إلى عشق رياضة الدراجات النارية التي أخذته إلى أكثر من 25 دولة بين آسيا وأوروبا، على أمل أن تقوده مستقبلاً نحو تحقيق حلمه الأكبر باستكمال جولات إضافية حول العالم، وصولاً إلى القارة الأميركية، بعد أن نجح خلال رحلاته في تقديم نموذج مشرّف للإماراتي المغامر والطموح، والقادر على تحقيق الإنجازات ورفع اسم بلاده عالياً بين الدول.
قصة عشق
في حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف الشحي عند بداية اهتمامه برياضة الدراجات النارية التي بدأت منذ تسعينات القرن الماضي، واهتمامه مع أصدقائه بهذه الرياضة التي لم تكن معروفة على نطاق واسع آنذاك بين أوساط الشباب الإماراتي، قائلاً: «حينما أتممت السابعة عشرة من العمر، تقدمت بطلب الحصول على رخصة قيادة لأتمكن بعدها بعام من ممارسة هوايتي في مجال الدراجات والسيارات الرياضية، واختبار مختلف أنواع الدراجات النارية التي تغيرت وتطورت مع مرور الوقت». وتابع: «كانت رحلاتنا الرياضية تقتصر على إمارتي دبي والشارقة، لتتوسع مع مرور الوقت وصولاً إلى دول الخليج العربي، حيث كنت أمكث مع أصدقائي في كل بلد بحسب بعد المسافة وقربها من الإمارات، فكانت رحلاتنا على الدراجات النارية قصيرة على سبيل المثال إلى سلطنة عُمان التي كنا نزورها في عطلات نهاية الأسبوع، على عكس الكويت مثلاً التي تبعد نحو 1300 كم عن دبي، وتحتاج إلى نحو خمسة أيام، ذلك أن الطريق تحتاج إلى نحو 14 ساعة».
مشوار المغامرات
ويسهب الإماراتي ماجد الشحي في الحديث عن رحلاته المتكررة إلى أوروبا التي وصلت اليوم إلى تسع رحلات بداية من عام 2014، مستذكراً بعضاً من تفاصيلها ومحطاتها الأبرز قائلاً: «في رحلتي الأولى التحقت بمجموعة من الشباب الإماراتي، وبعد أن شحنّا دراجاتنا إلى ألمانيا، قررنا أخذ جولة في التشيك وسويسرا ولوكسمبورغ، قبل أن نصل إلى هولندا وسويسرا وفرنسا، من خلال نفق بحر المانش الذي يصل إلى المملكة المتحدة في رحلة دامت 21 يوماً». ويضيف الشحي: «في رحلاتي الست الأخيرة إلى أوروبا، حرصت على اصطحاب زوجتي معي، وخلال هذا العام سافرت ثلاث مرات إلى أوروبا، لأنطلق في رحلة أولى استغرقت 14 يوماً إلى ألمانيا، ورحلة ثانية خُصصت لجولة في جبال الألب والأرياف الساحرة المحيطة بها، وصولاً إلى رحلة ثالثة إلى بلجيكا وفرنسا، ومن بعدها إلى المملكة المتحدة التي عبرنا من خلالها، وصولاً إلى أعلى منطقة في اسكتلندا».
إنجاز وفخر
وحول أهم تجارب المغامرات التي لا تنسى والتي تعد مصدر اعتزاز وفخر، أكد ماجد الشحي أن رحلته الأبرز في عام 2018 إلى أعلى ممر للسيارات في العالم، شكّلت نقطة مهمة في مسيرته الطويلة والمجهدة لبلوغ الهدف، معلقاً بالقول: «على ارتفاع أكثر من 6400 متر وبما يتجاوز 18 ألف قدم ونحو 380 قدماً عن سطح البحر، جاءت هذه المغامرة الرائعة على الدراجة النارية إلى قمة (كردونجلا) في جبال الهمالايا»، مشيراً إلى صعوبة التجربة ومشقتها، خصوصاً تحدياتها التي ارتبطت بمواجهته وبعض الأصدقاء صعوبات في التنفس في هذه المنطقة الشاهقة التي احتاج فيها بعض الدراجين إلى التزود بالأوكسجين».
الإمارات.. أمن وأمان
على صعيد متصل، تحدث الإماراتي ماجد الشحي بفخر عن جولاته المتعددة ما بين آسيا وأوروبا التي زار فيها - على دراجته النارية - 25 دولة، ليتعرّف إلى العديد من الأصدقاء والرياضيين الذين بادروا بتقديم المساعدة عند الحاجة، متوقفاً عند أبرز المحطات الإنسانية التي ظلت محفورة في ذاكرته: «لن أنسى أبداً إقبال الناس وانتباههم لدراجتي التي تحمل لوحة الإمارات، ولا فرحهم وحماستهم في الحديث عن سرد قصص زياراتهم الرائعة لدبي، فكثيراً ما كان البعض يستوقفني ليسألني كيف وصلت إلى هذه المنطقة وإلى أين ستغادر، ولا يتركوني دون أن يُطلعوني على صورهم التذكارية الجميلة أمام برج خليفة وعدد من أبرز معالم دبي»، مضيفاً: «هذه السمعة الطيبة التي تتمتع بها دبي وبقية إمارات الدولة فتحت لي قلوب الكثيرين وأسهمت في تذليل كثير من العقبات والصعوبات التي واجهتني، سواء في المسارات أو أثناء إتمام إجراءات الدخول على مناطق حدودية عدة، مثل تركيا وأوروبا».
وتابع الشحي: «خلال رحلاتي المتعددة إلى أوروبا، حرص كثيرون على تذكيري بخطورة ركن دراجتي أمام الفنادق وفي الأماكن العامة، مخافة السرقة، مثلما حدث مراراً مع بعض الأصدقاء، على عكس تجربة الإمارات التي يتمتع فيها الجميع على الدوام بالأمن والأمان».
إجازات كافية للمغامرة
في معرض حديثه عن طموحاته في مجال السفر على الدراجات النارية، تمنى الشحي أن يجد حيزاً أوسع من الوقت و«الإجازات المهنية» الكافية، لإتمام مشروع مغامراته الفريدة حول العالم، مؤكداً انتهازه لأصغر الفرص لممارسة شغفه بالسفر: «في رحلتي الأخيرة إلى ألمانيا، انتهزت فترة عيد الفطر للانطلاق في ثاني أيام العيد من دبي وقضاء نحو 14 يوماً في الطريق، وصولاً إلى فرانكفورت»، كاشفاً عن نيته الجدية شحن دراجته النارية إلى الولايات المتحدة، للقيام بجولة موسعة، وصولاً إلى كندا «لكن هذا الأمر مرهون بالوقت، باعتبار حاجتي في هذا المشوار، إلى ما يقل عن 45 يوماً لتحقيق هذا الهدف».
ماجد حسن الشحي:
. على ارتفاع أكثر من 6400 متر صعدت بدراجتي النارية قمة «كردونجلا» في جبال الهمالايا.
. السمعة الطيبة التي تتمتع بها دبي فتحت لي قلوب الكثيرين وأسهمت في تذليل كثير من العقبات والصعوبات التي واجهتني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news