أكد أنه لم يسلم من الشائعات والأخبار الكاذبة
عباس النوري: نعيش في غابة بسبب «صيادي التريندات»
بعيداً عن لغة المجاملات، يفتح النجم السوري عباس النوري قلبه لـ«الإمارات اليوم» ليبوح بهمومه الشخصية، وكذلك هموم الدراما العربية، منتقداً ما يحدث على «غابات» مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يسلم هو من الشائعات والأخبار الكاذبة في زمن «صيادي التريندات».
وكشف بطل «باب الحارة» عن مشروعاته الجديدة التي يتمنّى أن تصل إلى قلوب المشاهدين، مشيراً إلى صلته القديمة والمتأصلة بدبي التي كرستها تجارب مشاركاته المتنوعة في أعمال درامية بالجملة حفرت في ذاكرة المتابع العربي.
وتوقف النوري عند علاقته الوطيدة بدولة الإمارات وزياراته المتعددة لها منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مضيفاً: «علاقتي قديمة بشعب الإمارات الذي اكتشفت مبكراً خصال شخصيته الإنسانية المتفردة، الحنونة والمعطاءة ذات المبادئ القيمية والأخلاقية السامية، وأنا حقيقة كلما أعود إلى دبي أشعر بالسعادة والحنين الجميل إلى أهلها الطيبين. كما تحضرني فترة الإنتاجات المشتركة مع تلفزيون دبي ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، التي شاركت خلالها، في عشرات الأعمال الدرامية السورية التي تم إنتاجها وتقديمها في هذا الإطار وأبرزها تجربة مسلسل (طائر الأيام العجيبة) ومسلسل (الشماء) والعديد من المسلسلات السورية التي تابعها الجمهور على امتداد العالم العربي».
اعتذار أم قبول
وكشف بطل «باب الحارة» عن مشاركته في المسلسل التركي المعرّب «إيزيل» الذي جاء بعد سلسلة من الأنباء المتضاربة التي تم تداولها أخيراً، حول اعتذاره عن المشاركة في هذا العمل. وأوضح: «المسلسل مقتبس عن إحدى أجمل الروايات التي قرأتها والتي تحفز الممثل على البحث عن الاختلاف والتطور والتجديد في أعمال وعناصر تعبيره، كما انجذبت في تجربة (إيزيل) كذلك، إلى الشخصية الدرامية التي سأقدمها في هذه المرحلة العمرية التي بلغتها» مؤكداً أن كل الأقاويل التي نسبت له حول هذا العمل «لا أساس لها من الصحة»، معلناً من خلال «الإمارات اليوم» أنه سيتوجه إلى إسطنبول لخوض غمار هذه التجربة الدرامية الجديدة.
وحول الآراء المهاجمة لتجارب الأعمال الدرامية التركية المعرّبة وخطورتها على عجلة الإنتاج الدرامي في العالم العربي، أشار النجم السوري إلى أن الدراما التركية لا تستطيع مهاجمة الدراما العربية ومزاحمتها، بما لها من جذور قوية في ذاكرة المشاهد العربي الذي يتابع بالتوازي معها، أعمالاً إنجليزية وكورية وروسية وغيرها من المسلسلات القادرة على استقطاب جمهور موسع على المنصات الرقمية.
وفي المقابل، لفت النوري إلى ضرورة التوقف فعلياً عند إحدى أهم سلبيات هذه الدراما المعرّبة وهي أحياناً تقديم وجوه فنية مازالت في مرحلة البدايات وبحاجة إلى خبرة ونضج فني أكبر، مشدداً على الفرق الشاسع بين الشهرة والنجومية في العملية الإبداعية، ولذا أحياناً ما تكون «الأعمال المعرّبة فخاً كبيراً للشهرة الفارغة» على حد تعبيره.
تجارب جديدة
وفي ما يتعلق بتجربته التمثيلية الأخيرة مع نجله ميّار في مسلسل «ترتيب خاص» الذي عرض على إحدى المنصات الرقمية وأشاع حالة من النقاشات والجدل، بسبب جرأة موضوعاته، قال النوري «في الدراما العربية، لا توجد لدينا انتصارات ولا هزائم، وإنما تجارب درامية منها تجربة (ميّار) الحاصل على درجتي ماجستير من الولايات المتحدة ولا يمتلك سوى موهبته وتجربته في المجال التي أهلته لتقديم مسلسل يحترم الذائقة البصرية للمشاهد العربي، الذي يتابع الأعمال الأجنبية عبر القنوات العربية ويشعر بالفارق على مستوى الصورة المفضوحة على صعيد الديكور والأبعاد البصرية مقارنة بأقل الأعمال الأجنبية البسيطة».
وما فعله ميّار يمكن اعتباره محاولة درامية جديدة للخروج من التابوهات البصرية والفكرية وتقديم الحياة بمصداقية تراعي الحدود، وتتحرك ضمن إطار الرقابة الذاتية التي يمتلكها الفنان الحقيقي لعدم خرق الممنوعات، وإنما تقديم نبض الشارع، خصوصاً أن حالات النزق العربي لا يعبر عنها إلا بطريقة تكسر هذه «التابوهات».
كما شدّد على ضرورة منح الفرصة للجيل الجديد من المخرجين الشباب: «علينا أن نحترم هذا الجيل الذي يعبر بشكل حقيقي عن الواقع الذي تجاوزنا من ناحية أساليب التعبير، وأنا أتحدث هنا عن بعض المخرجين العرب الذين مازالوا ينأون بأنفسهم عن ألق الجرأة في طرح المحتوى والمضمون، لأننا في نهاية المطاف مطالبون بعكس الواقع بصدق، في امتحاننا الحقيقي مع الجمهور».
محتوى راقٍ
وحدّد الفنان السوري خطوط علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي، التي رأى أنها «أتاحت لكل فرد أن يعبر عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، كما كشفت بطريقة أو بأخرى عن ثقافته وحدود معرفته وعلاقته بالوسط المحيط به»، مضيفاً عن تجربته الشخصية معها «أحاول أن أختار المنصات والوسائل الرقمية التي تناسبني، تماماً كما كنت أفعل في السابق، إذ كنت أحرص على اختيار المنابر الإعلامية والصحافية التي تساعدني في التعبير عن نفسي».
واستطرد: «تردّدت كثيراً في اختيار الوسيلة التي سأطل من خلالها على الجمهور، ونحن نعيش في غابة رقمية حقيقية في زمن (صيادي التريندات)، إلى أن قررت أخيراً أن أقدم محتوى حقيقياً وراقياً على صفحاتي على (فيس بوك) و(إنستغرام)، ومع ذلك، لم أسلم البتة من الشائعات والأخبار الكاذبة التي تروج عني كل مرة، لهذا السبب أقول دوماً: إن علينا أن نمتحن أنفسنا مع العالم، وأن نبقى أقوياء بقناعاتنا وأفعالنا، بعيداً عن الشائعات والاستهدافات المدروسة التي تسعى إلى تشويه السمعة والتقليص من قيمة الفنان وإثارة البلبلة والفتن من أجل إنجاح لعبة المشاهدات العالية».
مشاريع في الطريق
بعد تأكيد مشاركته في المسلسل التركي المعرّب «إيزيل»، كشف النجم السوري عباس النوري، عن أجندة أعماله ومشاركته الدرامية المقبلة، قائلاً: «هناك مشاريع درامية عدة أتمنّى أن تُتاح لي فرصة المشاركة فيها، ومنها مسلسل جديد يحمل عنوان (مطبخ المدينة) مع المخرجة رشا شربتجي، والكاتبين يامن الحجلي وعلي وجيه، في شخصية أتمنّى أن تنال المتابعة والاهتمام المرتقبين».
. كلما أعود إلى دبي أشعر بالسعادة والحنين الجميل إلى أهلها الطيبين، وتحضرني فترة الإنتاجات المشتركة مع تلفزيون دبي.
. أزمة الدراما المعرّبة أنها تقدّم وجوهاً فنية مازالت في مرحلة البدايات، وبحاجة إلى خبرة ونضج فني أكبر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news