هند صديقي: السياسات والتشريعات الإماراتية وازنت بيئة العمل.. وسهّلت حياة المرأة العاملة
تحت عنوان «المرأة في قطاع الأعمال»، استضافت مؤسسة دبي للمرأة، هند عبدالحميد صديقي رئيس إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في شركة صديقي القابضة، في جلسة حوارية جديدة ضمن مبادرة «حوارات دبي للمرأة»، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بهدف تعزيز الوعي بالأدوار المؤثرة للمرأة الإماراتية في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الأعمال، من خلال تسليط الضوء على بعض النماذج الإماراتية الملهمة، وتأثيرها الإيجابي في تطوير بيئة العمل وتحفيز عنصر الابتكار.
وعُقدت الجلسة في فندق «فورسيزونز» بحضور نعيمة أهلي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، وعدد من الموظفات في القطاعين الحكومي والخاص، وأدارتها أثير بن شكر الإعلامية في مؤسسة دبي للإعلام.
وفي كلمتها الترحيبية، قالت نعيمة أهلي، إن «حوارات دبي للمرأة» تأتي في إطار المبادرات التي تسعى مؤسسة دبي للمرأة من خلالها إلى تحقيق الأهداف التي تضمنها خطتها الاستراتيجية بشأن خلق بيئة عمل ممكّنة للمرأة، وتعزيز جودة حياتها في المجتمع، مؤكدة أن المرأة الإماراتية أثبتت نجاحاً كبيراً في هذا القطاع بمجالاته الاقتصادية المختلفة، كما أن لها دوراً مؤثراً في نمو أعمال كثير من الشركات العائلية والخاصة.
انضباط ومسؤولية
وأشادت هند صديقي في بداية الجلسة، بالجهود الحثيثة لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في دعم المرأة الإماراتية، وإبراز نجاحاتها في كل المجالات، وتوفير منصات ملهمة لتبادل المعارف والخبرات بين الأجيال المختلفة.
وأكدت صديقي أهمية بناء استراتيجيات تسويقية فعالة لدعم واستدامة الأعمال، وتعزيز فرص النجاح في بيئة تنافسية مثل السوق الإماراتية، مشيرة إلى أن أهم التحديات التي تواجه مَن يعملون في الشركات العائلية هو الانضباط والتحلي العالي بالمسؤولية، مضيفة: «كنت أظن أن العمل في شركة العائلة أمر بسيط، لكنه ليس كذلك على الإطلاق، لأنك تحمل على عاتقك مسؤولية أن تكون قدوة للموظفين، كما أنه ليس من الضروري أن تعمل في شركة العائلة إذا لم يكن وجودك يشكّل إضافة حقيقية».
أمومة وبروتوكولات
وحول أهم نقاط التحول في مسيرتها المهنية، قالت هند صديقي، إن مسؤوليات الأمومة ومحاولة تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، من أكبر التحديات التي واجهتها وغيّرت طريقة تعاطيها مع العديد من الأشياء، مؤكدة أهمية الدعم الأسري. وأضافت: «والدتي وزوجي ساعداني على تحقيق هذا التوازن إلى حد كبير». وقالت إن أقرب المحطات المهنية إلى قلبها نجاحها في أن تضع - برفقة الجيل الثالث من أبناء عمومتها - بروتوكولات محددة تساعد على استمرارية الشركة العائلية، وتسهم في تغيير الصورة النمطية عن أن هذا الجيل هو الذي يتسبب في ضياع ما أسسته الأجيال السابقة، مشيرة إلى أن التغيير المدروس من شأنه أن يحقق نتائج إيجابية.
شخصيات ملهمة
وحول الشخصيات التي ألهمتها في مسيرتها المهنية، قالت صديقي، إن قادة وشيوخ الإمارات مصدر إلهام لكل الإماراتيين، بكل ما يقدمونه من نماذج مشرفة وملهمة في العطاء والجهود الدؤوبة لرفعة الإمارات، وتوفير الحياة الكريمة للشعب الإماراتي، وما يتّسمون به من هيبة وتواضع. وفي ما يخص الشخصيات التي ألهمتها في مجال الشركات العائلية، قالت إنها تتمثل في شخصية الدكتورة رجاء القرق، رئيسة مجلس الإدارة العضو المنتدب لمجموعة عيسى صالح القرق، إضافة إلى والدها وعمها بما يمتلكانه من حكمة وطيبة وصرامة في الوقت ذاته، مشيرة إلى أن الصفات التي يتسم بها الأشخاص بصفة عامة، هي مصدر الإلهام الأول، وليس الأشخاص في حد ذاتهم.
الاحتراق الوظيفي
وأشارت صديقي خلال الجلسة إلى أهمية السياسات والتشريعات في دعم وترسيخ الدور الذي تلعبه المرأة العاملة، وكيف أنها أسهمت في تغيير حياة المرأة من حيث المساواة في الأجور، وإجازة الوضع، والمرونة في ساعات العمل، والعمل عن بُعد، وغيرها من الأمور التي كان لها أثر كبير في تسهيل حياة المرأة العاملة في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن تحقيق التوازن في بيئة العمل من شأنه أن يسهم في جعلها أكثر تطوراً. وحذرت صديقي المرأة العاملة مما يسمى «الاحتراق الوظيفي» الناتج عن ضغوط العمل المستمرة، وما يسببه من تراجع في الأداء، مشيرة إلى أهمية وجود اهتمامات وهوايات أخرى في حياة المرأة العاملة كالرياضة والقراءة والطهي، وتخصيص وقت للعائلة والأصدقاء، فيما توجهت برسالة للمرأة الطموحة قائلة، إن أي امرأة بإمكانها أن تبدأ من جديد في أي وقت تريده، وعليها أن تتذكر دائماً أن مكانها في العمل يوجد دائماً من يشغله، لكن مكانها في البيت كأم وزوجة لا أحد يمكن أن يشغله، منوهة بأهمية التثقيف المستمر لمواكبة جيل اليوم الذي يمتلك كثيراً من الأدوات عالية التطور.
«أوسكار» الساعات
عن أسبوع دبي للساعات واستمراره لست نسخ، قالت هند صديقي المدير العام لأسبوع دبي للساعات، إن المعرض بدأ في عام 2014، واستطاع أن يجمع كبار الخبراء وأصحاب الرؤى الإبداعية والعلامات التجارية الرائدة، ونجح في أن يصبح أول منصة عالمية غير ربحية تستضيف الحوارات المختلفة، وتقدم التثقيف والتعريف بكل ما له صلة بصناعة الساعات. وأضافت: «أنا فخورة بحصول أسبوع دبي للساعات على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بجوائز (جي بي إتش جي) في عام 2021، إضافة إلى اختياري عضواً في لجنة التحكيم في عام 2022، كأول امرأة من الشرق الأوسط تمثّل صناعة الساعات في لجنة تحكيم في هذه الجائزة المرموقة التي تعد بمثابة (أوسكار) الساعات».
هند صديقي:
• كنت أظن أن العمل في شركة العائلة أمر بسيط، لكنه ليس كذلك، لأنك تحمل على عاتقك مسؤولية أن تكون قدوة للموظفين.