أبطال «تحدي القراءة العربي»: نحلم بالتتويج الكبير في دبي
بعد رحلة امتدت لشهور بين دفات الكتب، أمضاها 28.2 مليون طالب من أكثر من 229 ألف مدرسة من 50 دولة، يتنافس «الأبطال» غداً على لقب بطل «تحدي القراءة العربي» في الدورة الثامنة، إذ سيتوّج الفائز في الحفل الختامي الذي ينظم غداً في دبي أوبرا.
كما يتنافس أبطال الجاليات العربية حول العالم على تحقيق المركز الأول في هذه الفئة، والتي تشهد ارتفاعاً في أعداد المشاركين، إلى جانب اختيار الفائز من فئة أصحاب الهمم. وبتركيز شديد، وبمزيد من القراءة، يستعد «الأبطال» للحفل الختامي، متفقين جميعاً على أن كل مشارك في هذه المبادرة المعرفية والرحلة الجميلة هو بالفعل فائز، مضيفين لـ«الإمارات اليوم» أنهم يحلمون باللقب الغالي، ولذا جهزوا أنفسهم لهذا اليوم، من أجل التتويج الكبير في دبي.
وقال بطل الإمارات، أحمد فيصل علي، إن «التحضير المعنوي والنفسي هو الأساس، ولذا من المهم النظر في سبب التواجد في هذا الحفل، وأني أمثل الدولة، وهدفي أن أرتقي باسم بلدي، وإدراكي لحمل راية وطني سيجعل كل ما أقدمه سهلاً».
ونصح أبناء جيله بالقراءة، لاسيما أن أول آية أنزلت في الذكر الحكيم بدأت بكلمة اقرأ، مشيراً إلى أنه في البداية لم يكن متعلقاً بالقراءة، ولكنه أدرك أنها هي الطريق الأجدى لتحويل الحلم إلى واقع والسبيل لتحقيق الطموحات.
الثالثة.. نجحت
أما بطلة تونس، غفران الجلاصي، فقالت إنها شاركت ثلاث مرات حتى توّجت باللقب في بلدها خلال هذه الدورة، مشددة على أن الإصرار هو الذي مكنها من تحقيق اللقب في تونس.
وطافت غفران بين جميع أصناف الكتب الأدبية، ولكن الكتاب الأكثر تأثيراً فيها، هو: «أنت قوة مذهلة» للكاتبة جين سينسيرو، إذ علمها معنى الإصرار والإرادة التي لا تضعف أمام الصعاب، ورسّخ داخلها العديد من القيم السامية، كما أنه يوضح أن الإنسان يمكنه أن يكون أفضل نسخة من نفسه بالعزيمة والإصرار.
ولفتت إلى أن «التحدي» شكل جسر عبور لها من تونس إلى الإمارات، وستبقى هذه التجربة في ذاكرتها. ونصحت أبناء جيلها بالقراءة والمشاركة في التحدي لتحقيق الإنجازات.
للذات أولاً
من جانبه، يستعد بطل قطر عبدالرحمن الجابر، هو الآخر للحفل الختامي بالتسلح بالعزيمة والإصرار والقراءة باستمرار، مشدداً على أن القراءة خلال تحدي القراءة العربي تكون للنفس والذات أولاً، وليس بهدف الفوز أو الوصول إلى مكانة ما.
ونوه بأنه قرأ ما يزيد على 100 عنوان، وأبرزها: «قصتي»، و«عداء الطائرة الورقية»، و«مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ»، وهي كتب تحمل الكثير من القصص الملهمة والتجارب والعبر المفيدة، على حد تعبيره.
التدرب على اللقاء
من ناحيته، أكد الطالب السوري الأصل محمد كلش، الذي حقق اللقب في أيرلندا التي تدخل المرة الأولى التحدي ضمن الجاليات، أن التجربة كانت مميزة وتعلم من خلال الكتب التي قرأها الكثير من الحكم.
ووجد كلش المتعة في القراءة، ما دفعه إلى إنهاء 25 كتاباً. ورأى «جوهرة الروح الشريرة» من أجمل الكتب التي قرأها، لافتاً إلى أنه استعد لختام التحدي بالقراءة والتدرب على اللقاء. واتفق مع أقرانه «الأبطال» بأن الجميع فائز في هذا التحدي؛ لأن الجهد هو بحد ذاته الفوز. بينما قالت الطالبة السورية الأصل، و«بطلة ألمانيا» لانا سعيد، إن «الرحلة أهم من الهدف، فالتحدي أتاح لي فرصة التعرف إلى طلبة من مختلف البلدان»، معتبرة أن كل مشارك في المسابقة يُعد فائزاً، إذ زادت من شغفها بالكتب، وقرأت ما يقارب 55 كتاباً.
وصنفت كتاب «قصة حياة هيلين كيلر» بأنه من أجمل الإصدارات التي قرأتها، بسبب الإصرار الذي تحلت به صاحبته، والذي تجاوزت من خلاله حدود إعاقتها. ونوهت بأنها تحضرت كثيراً للحفل النهائي بالمطالعة، علاوة على مساعدة والدتها لها، والتي كان لها فضل كبير في وصولها إلى الختام.
أرقام قياسية
من جانبه، قال مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الدكتور فوزان الخالدي لـ«الإمارات اليوم»: إن الدورة الثامنة من «التحدي» حققت أرقاماً قياسية، مشيراً إلى أن المبادرة تحث الطلبة على تعزيز مهاراتهم وثقافتهم من أجل تحقيق مستقبل أفضل.
وعن المعايير الخاصة بالتحكيم، أوضح الدكتور أنس أحمد، من لجنة التحكيم، أنه يتم التركيز على حضور الطالب والثقة ولغة الجسد، والملاءة العلمية واللغوية، والقدرة على تركيب العبارات واختيار المفردات التي تعبر عن الفكرة بشكل واضح ومختصر.
وأشاد بأبطال الجاليات الذين يعيشون في دول لا تتحدث اللغة، ما يعكس تمسكهم بلغة الضاد، مشدداً على أهمية دعم أولياء الأمور لأولادهم للتنافس باللغة العربية، فهي التي تعكس ثقافتنا وترسّخ قيمنا.
وأضاف الدكتور أنس «مبادرة تحدي القراءة العربي تتميز بأنها ولادة للأفكار، إذ أضافت فئة الجاليات العربية، وكذلك فئة أصحاب الهمم». ونصح الطلبة بضرورة الحرص على الانضمام للمبادرة، والقراءة التي وصفها بـ«جوهرة ستؤثر في لمعان شخصية المرء في المستقبل».
مبادرة ملهمة
قال الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، محمد بن عبدالله القرقاوي، إن «تحدي القراءة العربي نجح عبر دوراته الثماني في ترسيخ مكانته في الوطن العربي والعالم كمبادرة ملهمة، أحدثت أثراً فارقاً في مشهد الثقافة العربية بما يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تمكين الأجيال الجديدة من امتلاك ناصية العلوم والمعارف وصون لغة الضاد، وتوفير البيئة النموذجية للإبداع وفتح آفاق واسعة أمام الطلبة لصناعة مستقبل عربي أفضل».
«المشرفة المتميزة»: الاختيار مهم
قالت إيمان مرسي السيد، التي فازت بلقب «المشرف المتميز» في مصر، عن تجربة تحدي القراءة العربي: إن «المنافسات شهدت في مصر مشاركة 16 مليون طالب، وتم وضع خطط منذ الإعلان عن الدورة الثامنة، وبعدها البحث عن التحديات، وكيفية تخطيها. كما تم العمل على تدريب المشرفين والمحكمين وكذلك الطلبة»، مشيرة إلى العمل على الكثير من المبادرات التي توفر للطلبة جو العودة للكتاب، وكذلك توعية أولياء الأمور بأهمية القراءة، لأن العائلات تلعب دوراً مهماً فيما يحققه الطالب من تميز خلال «التحدي». وشددت على أهمية اختيار عنوان الكتاب الجيد، ولذا يعملون هم كمشرفين مع الطلبة على انتقاء العناوين المناسبة، ويتوجهون لكتب بناء الشخصية مع فئة الصغار، وكتب التوعية مع فئة المراهقين.
أنس أحمد:
. القراءة جوهرة ستؤثر في لمعان الشخصية في المستقبل.
. 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة شاركوا في التحدي.
لانا سعيد:
. والدتي كان لها فضل كبير في وصولي إلى هذه المرحلة.