واسيني الأعرج: شربت الوعي من 3 ينابيع نسائية
كشف الكاتب الجزائري واسيني الأعرج عن أن «ألف ليلة وليلة» شكلت لقاءه الأول مع عوالم الأدب وحب الكلمة والحكايات، مشيراً إلى أن هذا الكتاب التراثي الذي وجد نسخة ممزقة منه كان بوابة لشغفه بالقراءة في حين كانت اللغة الفرنسية مفروضة على بلاده.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «واسيني الأعرج: السيرة والتاريخ من ألف ليلة وليلة إلى عطر الرواية» نظمتها مكتبة محمد بن راشد، في إطار الاحتفاء بالأسبوع العالمي للرواية، وسط مشاركة نخبة من الكتّاب في الفعالية لتوقيع إصداراتهم الجديدة.
وأكد واسيني، خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية والشاعرة بروين حبيب أنه أجاد العربية من خلال القرآن الكريم الذي غرس في نفسه حب هذه اللغة والانتماء لها، واصفاً النصوص التراثية بالقوة الخفية التي انعكست في كتاباته. وأضاف أن الرواية فن شامل، يرى فيها وطناً بديلاً، وفضاء يخلقه الكاتب ليعيش فيه، ويعيد فيه ترتيب العلاقات ويبني عالماً جديداً. وتطرق إلى تأثير «ألف ليلة وليلة» على الأدب العالمي، وكيف ألهمت كتّاباً عالميين، مثل مارسيل بروست في «البحث عن الزمن المفقود»، إذ منحته هذه الحكايات حرية سردية مطلقة، ونظاماً سردياً خفياً يجذب القرّاء دون أن يظهر بشكل مباشر.
كما تناولت الجلسة قضايا عصرية، من بينها دور الذكاء الاصطناعي المتزايد في مجال الإبداع الروائي، إذ شدد واسيني على أنه رغم فوائد هذه التقنية الحديثة، فإنه لا شيء يمكن أن يعوّض قوة الإبداع الإنساني.
وأوضح أنه أهدى عمله «عطر الرواية» إلى ثلاث نساء كن عماد حياته: جدته فاطمة التي علمته العربية من خلال الحكايات رغم أميتها، ووالدته أمزار التي تعني باللغة الأمازيغية «آلهة المطر» وقوس قزح، وأخته زليخة التي توفيت حزناً على والدها، بعد قصة حب مأساوية أثرت فيه بعمق. ووصف هذه الشخصيات النسوية، بأنها الينابيع الأولى التي شرب منها وعيه الأدبي والإنساني، والتي جعلت عناوينه الروائية عالماً نسوياً يعبّر عن امتنان دائم لهؤلاء النساء اللواتي أثرن في حياته وإبداعه. وفي ختام الجلسة وفعالية التوقيع، كرَّم رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، المبدعين المشاركين تقديراً لإسهاماتهم.
تشجيع المبدعين
تحرص مكتبة محمد بن راشد على تنظيم جلسات وحفلات توقيع الإصدارات الجديدة للكتّاب في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والأدبي، ودعم الكتّاب والمبدعين الإماراتيين في مسيرتهم الإبداعية، بما يتماشى مع استراتيجيتها للحفاظ على الأدب والثقافة والإرث العربي واللغة العربية، والحرص على إثرائها، وتعزيز الإنتاج الفكري باللغة العربية والمُتَرجَم في مختلف مجالات الأدب والمعارف والفنون، إضافة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي وتوثيقه للأجيال القادمة.
وتضم المكتبة الملايين من الإصدارات المتنوعة التي تشمل مجالات الأدب والفكر والفنون والعلوم، إضافة إلى مجموعة واسعة من الكتب المترجمة والأعمال الكلاسيكية والمعاصرة.
الروائي الجزائري:
. «ألف ليلة وليلة» شكلت لقائي الأول مع الأدب وكانت بوابة لشغفي بالقراءة.
. رغم فوائد الذكاء الاصطناعي، فإنه لا شيء يمكن أن يعوّض قوة الإبداع الإنساني.