عرض استهلال الدورة الـ 15 للمهرجان يعالج قضية تلامس كثيرين

«يرجى عدم الاتصال».. دوامة المكالمات تنهال على «دبي لمسرح الشباب»

صورة

من قلب الحياة اليومية، وبلوحات تحمل النسق التجريدي، رفع الستار أول من أمس، على فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي، على خشبة ندوة الثقافة والعلوم، وذلك مع عرض «يرجى عدم الاتصال».

قضايا الشباب، والانجرار خلف المظاهر في حياة تحكمها الصورة بشكل كبير، والغرق في الديون، والعلاقات الاجتماعية القائمة على المصالح، وغيرها، نثرها مؤلف المسرحية محمد صالح على الخشبة، وقدمها المخرج عبدالله الحمادي وفق رؤية إخراجية تجريدية، وسينوغرافيا بسيطة ومحملة بالديناميكية.

يبدأ العمل المسرحي الذي قدمه مسرح العين، بقصة خليل (عبدالله خليل)، الشاب الذي يبحث عن فرص أفضل في الحياة، وتنهال عليه الاتصالات اليومية، بدءاً من المصارف التي تمنحه العروض للحصول على قروض بفوائد بسيطة، مروراً بعروض الاستثمار على أنواعها، وصولاً إلى الاستثمار في العقارات، فيغرق في الديون، ويخسر وظيفته وأصدقاءه في خضم مواجهة مع مشكلات الحياة اليومية والبحث عن حلول لها.

أداء سريع

يقوم العمل على فكرة الاتصالات والشبكة العنكبوتية التي تسيطر على حياتنا في هذا العصر، وتتجسد هذه الفكرة في تشابك فريق العمل التمثيلي، وهم: سليمان الفارسي، وإبراهيم محمد، وسيف سلطان، وأحمد الحسن، والذين يقومون بتأدية أدوراهم وفق إيقاع جماعي متجانس، إذ يتحركون في إيقاع تغلب عليه السرعة، لتتشابك خيوط الأحداث كما الشبكات العنكبوتية، ويساعدهم في هذا الأداء السريع، الديكور الديناميكي الذي يعملون على تحريكه بغية تغير الأمكنة والأدوار، فيتحول إلى مطعم ومقهى وشركة ومنزل وغير ذلك. كما حملت السينوغرافيا المسرحية الحضور إلى عالم الشبكة العنكبوتية، وإنما بشكل تجريدي، انطلق مع قطع من الإضاءة التي يحملها الممثلون الشباب الخمسة على المسرح، ويتلاعبون بها وبقطع الديكور.

وحضر الجانب الديناميكي في الديكور الذي عمل عليه المخرج عبدالله الحمادي، كما في أعماله السابقة، إذ يحرص على إيجاد قطع محددة في المسرحية، والاستفادة من ديناميكية استخدامها لتحويلها عبر مسار العمل وتطور مشاهده.

تجريد لافت

يطرح العرض قضايا الشباب، وفق نسق سردي يحمل إيقاعاً متجانساً قائماً على التجريد في الحوار والمشهدية، علاوة على محطات مع المونولوج. يحرر الكاتب العمل من الإطار المكاني، ليجعله شديد الآنية في تعاطيه مع الإطار الزماني، فالقضايا التي يطرحها، هي هموم يعيشها شباب هذا العصر المحكوم بالصورة والمظاهر. ويحافظ الكاتب على إيقاع واحد يغلب على العمل، وهو ما يجعله يترك نهاية العرض مفتوحة على دوامة لا تنتهي من هذا النوع من الاتصالات.

وقال المخرج عبدالله الحمادي لـ«الإمارات اليوم»، عن رؤيته في «يرجى عدم الاتصال»: «حاولت أن أقدم القضية التي تمس كل الشباب، ففكرة العمل قد تكون بسيطة، ولكنها تلامس مختلف الشرائح، ومن الجيد تناولها وتوعية المجتمع والشباب لأن الخطأ في هذا العمر قد يؤدي إلى دفع أثمان كبيرة، فالإخراج هو طريقة مخرج في سرد الحكاية».

وأضاف حول ثنائية العمل المتكررة مع المؤلف محمد صالح: «هو أستاذي وقد تبناني كمخرج، وهناك نوع من الكيمياء في العمل بيننا، كما أنني أحب نصوصه وكذلك دعمه الكبير، إذ يشرف على أعمالي، كما أنه يتسم بالحرص على العمل من مختلف الجوانب».

ووصف الحمادي مهرجان دبي لمسرح الشباب بالمتنفس لهذا الجيل، ويمثل الخشبة التي لا يمكن الاستغناء عنها، موضحاً أنه بدأ من هذا المهرجان، وسيحافظ على تواجده فيه باستمرار.

من جهته، عبر مؤلف المسرحية محمد صالح خلال الندوة التطبيقية عن شكره لمسرح العين على خوض التجربة، مشيداً بفريق العمل الذي تميز بالشغف الكبير رغم الجهد الكبير المبذول في التحضيرات والتمرينات التي كانت تُقام في العين.

وأبدى عدم رضاه على تغيير اسم العمل، بعدما طلبت إدارة المهرجان، إذ كان العنوان: «غسالة أوتوماتيك»، وأرسلوا ثلاثة اقتراحات جديدة، ووقع الاختيار على العنوان «يرجى عدم الاتصال».


فاطمة الجلاف: معايير صارمة

أكدت مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة» فاطمة الجلاف، لـ«الإمارات اليوم» أن الدورة الـ15 لمهرجان دبي لمسرح الشباب تتميّز بنوعية العروض ذات المستوى المميز، إذ شددت لجنة المشاهدة والاختيار معاييرها، وتم انتقاء سبعة عروض بناءً على معايير صارمة، كما أن الجوائز الخاصة بالعروض تم العمل على معاييرها بهدف انتقاء الأكثر احترافية.

وأشارت إلى وضع جائزة خاصة بالسينوغرافيا المتكاملة بدلاً من وجود جوائز عدة متخصصة بالديكور والإضاءة، بهدف الحث على تقديم أعمال احترافية، لافتة إلى أن المهرجان يقدم في هذه الدورة مواهب تخوض تجربتها الأولى في مجال المسرح، سواء على الخشبة أو حتى خلف الكواليس، كما أن هناك تركيزاً على الأعمال التي تناقش القضايا الشبابية. وأوضحت أن العروض متنوّعة، بحيث ترك للشباب المساحة للتعبير عن واقعهم من خلال نوعية المسرح المتمكنين منه.

وحول اختيار الفنانة رزيقة طارش، لتكريمها شخصية العام ضمن هذه الدورة، ذكرت الجلاف أن المهرجان أراد منح كل من أسهم في نجاح المسرح الإماراتي حقه، ولذا تم اختيار هذه الفنانة الكبيرة، فهي من أوائل الذين عملوا في المسرح بالإمارات، وتستحق أكثر من هذا التكريم.

. 7 عروض تقدّم خلال المهرجان الذي تنظمه «دبي للثقافة».

. حملت السينوغرافيا الحضور إلى عالم الشبكة العنكبوتية، وإنما بشكل تجريدي.

تويتر