نزار القحطاني يستلهم للأجيال والعالم تجارب من مدرسة قيادية فريدة
40 درساً في القيادة «بطريقة محمد بن راشد»
بعد سنوات من العمل التدريبي في مجال القيادة، قرر الدكتور نزار القحطاني أن يقدّم كتابه الأول الخاص بالتدريب والقيادة، مستلهماً من تجربة قيادية رائدة في الإمارات هي تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ويحمل الكتاب الذي استغرق إنجازه أربع سنوات، عنوان «القيادة بطريقة محمد بن راشد»، ويطرح القحطاني من خلاله 40 درساً في القيادة والتخطيط والتغيير واستشراف المستقبل، على خطى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وعن فكرة الكتاب وبدايات التحضير له تحدث الدكتور نزار القحطاني لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «حصلت على الدكتوراه بعد أن قدمت رسالة عن القيم في علم النفس التربوي، إذ تخصصت في إدارة الأعمال القيادية، وتركت وظيفتي الحكومية وتفرغت للمحاضرات التي كنت أقدّمها، بالتعاون مع الجهات الحكومية، حول التدريب القيادي». وأضاف: «خلال التدريبات التي كنت أقدّمها حول القيادة، كنت أبحث عن نموذج وكتاب مأخوذ عن القيادة العربية أو المحلية، ومن هنا فكرت في تقديم كتاب يطرح تجربة قيادة بارزة، تماماً كوجود تجارب متميزة في العالم الغربي».
4 سنوات
وأكد القحطاني أن العمل على الكتاب استغرق نحو أربع سنوات، إذ بدأ التحضير له عام 2020، موضحاً أنه اختار الحديث عن تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتفرد سموه بمنهج خاص في القيادة، إضافة إلى أنه لدى سموه مؤلفات عدة، وكثير من التدوينات والأخبار المكتوبة، وهي في مجملها تشكّل مرجعاً مهماً. وأشار إلى أن وجود كثير من المؤلفات والمعلومات شكّل تحدياً أيضاً، لأن هذا الكم الكبير من المعلومات يجعل مهمة تصنيفها وترتيبها في كتاب واحد معقدة، مؤكداً أن الزخم الكبير من المعلومات والإنجازات اليومية جعله يفكر كثيراً في طبيعة الدروس التي يضعها في الكتاب. ولفت إلى أنه عندما وصل إلى 475 صفحة واجه تحدياً بشأن فيض المعلومات، لهذا تعمّد تقسيم الكتاب إلى دروس، فهو يحتوي على 40 درساً في القيادة والتخطيط والتغيير واستشراف المستقبل. وتم التنويع في الدروس، بحيث يمكن للقارئ قراءة الدروس بشكل مستقل، فضلاً عن تقسيم الكتاب وفق المنهجيات المتعارف عليها في علم القيادة، وهي التخطيط والتغيير والرؤية، ووضع الأهداف، والتعامل مع فريق العمل، ودرس في التفويض والتحديات والمخاطر والتعامل مع المستقبل، وهذا ما جعله يبدأ بفكرة القائد ورؤيته، وختم الكتاب بالقائد كإنسان، وتفاصيل حياته اليومية، والأسرة والأصدقاء.
نموذج في التخطيط
وحول أهم دروس القيادة التي يقدمها الكتاب، نوّه القحطاني بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقدم نموذجاً استثنائياً في التخطيط، فجميع التحديات مهما كانت كبيرة تكون لها حلول، مؤكداً أن هناك أزمات كثيرة مرت على المنطقة والعالم، ودائماً كانت هناك طريقة لسموه في التعامل مع التحديات، مشدداً على أنه كان يفكر دائماً في كيفية تخطي التحديات، والشكل الجديد بعد الانتهاء من هذه التحديات. ولا تتوقف الدروس عند تجاوز التحديات، إذ يؤكد القحطاني أن الدروس كثيرة ومنها الوجود الدائم مع فريق العمل، وليس في وقت الإنجاز فحسب، فضلاً عن التعامل مع الناس، وشكر الفريق المنجز.
ولفت القحطاني إلى أن هدف الكتاب يتلخص في أمرين، الأول هو نشر ثقافة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في القيادة لدى الأوساط الإدارية وقطاع الأعمال في الدولة، وثانياً تصدير هذه التجربة للعالم كي يدرس هذا المنهج خارج الدولة للاستفادة من التجربة.
الرقم واحد
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرفع مبدأ قيادياً يضع من خلاله الرقم واحد نصب عينيه، وهذا المبدأ القيادي - على أهميته - يحمل من المتاعب الكثير، لأن السعي نحو الرقم واحد يتطلب بذل مجهود مضاعف دائماً. وأوضح أن الكتاب وضعه أمام هذا التحدي، فهو يتحدث عن سموه الذي يعشق الرقم واحد، وبالتالي لابد أن يكون بهذا المستوى، مبيناً أنه عندما يُسأل عن صاحب المركز الثاني في أي مجال، لا أحد يعرفه، فقط من يصعد المنصة ويحصل على الرقم واحد يتقدم ويصبح نموذجاً، وهذا ينطبق على كل مجالات الحياة.
وعلى المستوى الشخصي، رأى القحطاني أنه من أبرز الدروس التي أثّرت فيه شخصياً، هو رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن المسؤولية أمانة في أعناق القادة، ويجب أن يكونوا بحجم هذه الأمانة، مشيراً إلى أن المسؤولية التي يحملها أمانة حقيقية، فالقيادة ليست منصباً وإنما سلوك.
التواصل الاجتماعي و«الترند»
أكد الدكتور نزار القحطاني أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي مهمة في عمله، مشيراً إلى أن فكرة «الترند» مهمة أيضاً، وهنا لابد من أن تكون هناك بوصلة مهمة كي لا يتماشى صانع المحتوى مع كل ما يقدّم على المنصات، بل يصنع «الترند» الخاص به. واعتبر أنه يجب عدم الانجرار وراء ما لا يفيد صانع المحتوى، موضحاً أن لديه عدداً جيداً من المتابعين، ويسعى دائماً إلى الحضور، لأن جهات الإعلام والنشر هي النافذة التي يمكن من خلالها الوصول إلى العالم.
ورش تدريبية
قال الدكتور نزار القحطاني إنه يقدم ورشاً تدريبية في مجال القيادة والتخطيط، بالتعاون مع ثلاث جهات أساسية هي: الحكومة الاتحادية، والحكومة المحلية في أبوظبي وفي دبي، معبراً عن أهمية نقل تجربة الإمارات في القيادة للعالم. وشدد على أنه يركز على القصص المحلية في التدريب بنسبة 75%، و25% من القصص تكون عالمية، مبيناً أن الأثر الذي يبقى بعد التدريب هو المهم.
. كتابي يهدف إلى نشر ثقافة محمد بن راشد في القيادة لدى الأوساط الإدارية في الدولة، وتصدير هذه التجربة للعالم.
لمشاهدة فيديو 40 درساً في القيادة، يرجى الضغط على هذا الرابط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news