الحميري أكد أنه حاول تقديم قصة تناسب جميع الفئات العمرية. من المصدر

شاب إماراتي شغوف بالتاريخ يروي قصة مملكة خفية

رغم تخصصه في السياسة والبحث الاجتماعي والقوانين العامة، فإن الكتابة الإبداعية تظل هي الأقرب إلى قلب الشاب الإماراتي عبدالله الحميري، وهو ما قاده إلى إصدار روايته الأولى «مملكة الصحراء المفقودة»، التي يمزج فيها بين التاريخ والخيال العلمي والفانتازيا.

وقال الحميري لـ«الإمارات اليوم»، إنه تخرج في جامعة نيويورك أبوظبي بتخصصّي السياسة والبحث الاجتماعي والقوانين العامة، ويدرس حالياً للحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد «الدراسات الصينية» في أكاديمية ينشينغ بجامعة بكين، مشيراً إلى حرصه على ألا تقتصر اهتماماته على الدراسة، رغم صعوبتها، حتى يحقق التوازن في حياته، إذ يحرص على الكتابة بشكل دوري، وكذلك اتجه لممارسة رياضة الجوجيتسو لأسباب مختلفة من أبرزها خلق توازن بين العقل والجسد.

وأضاف: «مع مرور الوقت، أصبحت الرياضة أسلوب حياة أعزز من خلاله الشغف والمثابرة لتحقيق أهدافي الشخصية، مثل الكتابة بشكل منتظم، وخلق سيناريوهات وحلول إبداعية للتحديات، فهذه الرياضة تتطلب التفكير النقدي لحل المشكلات وهزيمة الخصم، وهو ما يتماشى مع مسار التفكير أثناء كتابة القصص وتطوير الشخصيات العميقة».

وأوضح الحميري أن «مملكة الصحراء المفقودة» هي رواية تقع في 138 صفحة، وتتناول مغامرات تاريخية عبر تتبع رحلة استكشافية من عام 1887 بتكليف من ملكة بريطانيا آنذاك، لاكتشاف مملكة خفية يشاع أنها مدفونة تحت الصحراء العربية، ويُقال إن هذه المملكة مملوءة بالثروات مثل الذهب والفضة، ويسعى إليها شيرلوك هولمز وفريقه من المغامرين، وخلال البحث عن المملكة تنقلهم رحلتهم المحفوفة بالمخاطر إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط عبر المدن العربية القديمة، إذ يواجهون تضاريس وبيئات معادية لكشف الألغاز التاريخية.

وأرجع توجهه نحو هذا النوع من الكتابات إلى شغفه بتاريخ الحضارة العربية منذ طفولته، الذي قاده إلى البحث في الكتب عن قصص الناس والشخصيات والممالك. مضيفاً: «أردت أن أقدم للقراء قصة تمزج بين المغامرة والغموض والخيال، وتناسب جميع الفئات العمرية، إضافة إلى ذلك لاحظت اتجاهاً متزايداً بين جيلي نحو تفضيل استخدام اللغة الإنجليزية في التواصل اليومي، ما يثير القلق حول مستقبل لغتنا العربية. وشعرت بأن من واجب كل عربي استخدام اللغة العربية كلما كان ذلك ممكناً، سواء في المحادثات، أو العمل، أو الكتابات الرسمية».

ولفت الحميري إلى أنه أجرى أبحاثاً مكثفة حول المدن العربية القديمة مثل فاس، وسيفار، وعين الصحراء، واستخدم مصادر متعددة لجعل القصة أكثر واقعية ضمن إطار خيالي بهدف تسليط الضوء على مملكة عربية تاريخية يمكن مقارنتها بـ«أتلانتس»، وخلال هذا البحث، اكتشف العديد من الأساطير المحلية التي ألهمته لتطوير بعض المشاهد في الكتابة، كما كانت قراءة قصص السكان المحليين حول هذه الأماكن ممتعة، وأضفت عمقاً للرواية.

أما بالنسبة للشخصيات، فقال الحميري إنه مزج بين التاريخية والخيالية، فكل شخصية في الكتاب مستوحاة إما من شخصية تاريخية أو خيالية، مع لمساته لتناسب القصة.

تحفيز الخيال

اعتبر الشاب الإماراتي عبدالله الحميري، أن التحدي الأكبر الذي واجهه في «مملكة الصحراء المفقودة» هو تحقيق التوازن بين المحتوى المعلوماتي والأحداث المسلية، حتى لا تصبح الرواية مجرد سرد تاريخي، بل تحتوي أيضاً على عناصر من الغموض والمغامرة التي تحفز خيال القارئ.

عبدالله الحميري:

. رغم تخصصي في السياسة والبحث الاجتماعي والقوانين، فإن الكتابة الإبداعية تظل هي الأقرب إلى قلبي.

. كل شخصية في الرواية مستوحاة إما من شخصية تاريخية أو خيالية، مع لمساتي لتناسب أحداث القصة.

الأكثر مشاركة