سارة علي: أشعر دوماً بأنني أدرس من جديد. تصوير: أشوك فيرما

صيدلانية إماراتية تستثمر خبراتها إيجابياً: أحلم بمجتمع متعافٍ

بحلم مجتمع متعافٍ، وبحس مسؤول، وعين ثاقبة تتقن رصد مواطن الضعف، نجحت الصيدلانية وصانعة المحتوى الإماراتية، سارة علي، في تحويل تجربتها إلى دروس مؤثرة تنشر التوعية، وتسهم في تحقيق أهداف الصحة العامة، وذلك من بوابة مشروعها الذي راهن - ولايزال - على رفع الوعي الصحي، واستعمالات الأدوية بشكل صحيح، مدركة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وفخرها بالتصدي لموجة المغالطات والشائعات الطبية التي اجتاحت فضاءات العالم الافتراضي، عبر توسيع نطاق وصولها إلى فئات موسعة من المجتمع الإماراتي.

ما السر في خروج صيدلانية من عالم الأدوية إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ سؤال حملته «الإمارات اليوم» إلى الصيدلانية سارة، التي ارتأت مراكمة الخبرات، قبل أن تصل إلى قرار نشر التوعية الصحية وثقافة أفضل العلاجات على نطاق واسع في «السوشيال ميديا» عبر مشروعها «صيدلية سارة علي»، مضيفة: «بعد تخرجي في كلية الصيدلة بجامعة الشارقة، انخرطت لخمس سنوات في العمل الميداني في اختصاصي، ومن ثم شرعت في الماجستير، إلا أن ظروف انتشار جائحة (كورونا) حالت دون ذلك، فقررت الاندفاع نحو تأسيس مشروع صيدلية خاصة».

أبرز التحديات

وحول أبرز التحديات التي اعترضت تحقيق هذا الحلم، أوضحت سارة: «انطلق مشروع الصيدلية بدايةً في فترة صعبة، تزامنت من جهة مع انتشار الجائحة وتزايد حاجات الناس للعلاجات الاستشفائية والوقائية، ومن جهة أخرى مع صعوبة انتقاء مكان استراتيجي يمكن أن يساعدني على بناء مشروع ناجح وضمان استمراريته، في ظل المنافسة التي يشهدها المجال».

وتابعت سارة: «لم أرَ وقتها أفقاً مفتوحاً يمكن استثماره إلا ما أملكه من شغف بمجال الصيدلة الذي درسته، وتمسكت فيه بالحرص على إعادة توجيه استهلاك الناس للأدوية، ضماناً لنجاعتها، وتفادياً لمخاطرها الكبيرة، فلم أجد إلا منصات (السوشيال ميديا) لوضع بصمتي الخاصة في هذا الاتجاه».

مرحلة مميزة

في 2023، أنشأت سارة علي صفحتها الخاصة التي حملت اسم مشروع أحلامها نفسه «صيدلية سارة علي»، لتبدأ مرحلة مميزة في حياتها المهنية، وصفتها بالقول: «مثل كثيرين، كنت قبل بناء مشروع الصيدلية، أقضي على منصات التواصل الاجتماعي ساعات طويلة أقلّب الصفحات وأعاين أخطاء ومطبات ومغالطات بالجملة، فقررت المبادرة إلى تصحيحها بالاعتماد على دراستي الأكاديمية، وخبرتي المعمقة في مجال الأدوية»، لافتة إلى مراهنتها من هذا الأفق الجديد على نشر التوعية بين الناس، وذلك بعد معاينتها نقاط الضعف في هذا المجال.

ورغم ما راكمته الصيدلانية سارة من شهادات أكاديمية وخبرات ميدانية في الصيدلة، إلا أن خطوتها التوعوية منذ ما يقارب العامين، دفعتها بشكل متواصل نحو التعلم والتطوير، باعتبار التقدم السريع الذي تشهده البحوث المعاصرة في هذا المجال، مشددة على أن «نشر التوعية بين الناس يتطلب جهوداً مضاعفة في البحث عن المعلومات والقراءة ومتابعة الموضوعات التي تهم المجتمع، وكذلك أحدث المصادر والبحوث العلمية والطبية المتخصصة، ما يشعرني دوماً بأنني أدرس من جديد، لكنني في المقابل متحمسة لهذا الأمر، لأنه ضاعف من حماستي على تعميم الفائدة، ورفع ثقة الناس بصفحتي، ومن ثم في مصداقية تجربة صيدلية سارة».

أهداف

مجالات توعوية عدة التزمت سارة تناولها على صفحتها على الفضاءات الاجتماعية، أبرزها الاستخدام الخاطئ لبعض الأدوية، مثل بخاخات الأنف، ومنتجات العناية بالبشرة، والأدوية المسموحة بها والمحظورة عن الحوامل، مثل بعض أنواع الكريمات التي تسبب تشوهات للجنين، وخصوصية استعمالات واقيات الشمس، وإبر التخسيس، وعدد من أنواع الأدوية، وحتى موضوعات تخص الأمراض الجسدية والنفسية، أتقنت سارة الخوض في تفاصيلها وطرح توجيهات استهلاكها، متحدية المعتقدات الخاطئة، ورافعة راية العِلم في مواجهة موجة المعلومات المغلوطة التي توسع صداها على «السوشيال ميديا». وتابعت: «أراهن دوماً على رسائل المهنة، وعلى تحقيق أهداف الصحة العامة، سواء الجسدية أو النفسية للأفراد في المجتمع».

وأعربت الصيدلانية سارة عن أمنيتها في مواصلة مشوارها المهني والمجتمعي، إذ لم تستوف بعد موضوعاتها ولا تناولاتها الفريدة لعدد من المجالات العلاجية التي تطرحها لتقي بها الأفراد من الأخطار، مثل بعض أنواع المسكنات وغيرها من الأدوية التي مازالت تفاصيلها وتأثيراتها في الصحة مجهولة لدى كثيرين.

«خارج منطقة الراحة»

لم تخفِ الصيدلانية، سارة علي، فخرها بفكرتها التي تسهم من خلالها في تعميم نطاق التوعية بين مختلف الفئات، مؤكدة أنها دفعتها على الصعيد الشخصي أولاً «خارج منطقة الراحة» لتجاوز خجلها، وتحمّل مسؤولية والتزام مضاعفين «فكلما زاد عدد المتابعين، زاد خوفي والتزامي نحوهم».

سارة علي:

. أراهن دوماً على رسائل المهنة، وعلى تحقيق أهداف الصحة العامة، سواء الجسدية أو النفسية للأفراد في المجتمع.

. نشر التوعية يتطلب جهوداً مضاعفة في البحث عن المعلومات والقراءة ومتابعة الموضوعات التي تهم المجتمع.

 

الأكثر مشاركة