«دبي للتصميم» ينتصر للاستدامة بمواد من بيئة الإمارات وتراثها
بين تصاميم الإضاءة والأثاث والسجاد والصوتيات وغيرها، حملت النسخة العاشرة من «أسبوع دبي للتصميم»، الكثير من الإبداعات المتميّزة، سواء من حيث التصاميم المحمّلة بالتراث، أو حتى المواد المستخدمة والمستمدة من البيئة المحلية، لاسيما التي ركّزت على البيئة والاستدامة. وتوزّعت التصاميم بين ما يزيد على 10 معارض، ما يجعل المعارض المنصة المثالية للمبدعين لعرض أعمالهم وتبادل الأفكار، فضلاً عن إبراز الثقافة المحلية من خلال فن التصميم.
«تنوين»
شهدت الدورة العاشرة من «أسبوع دبي للتصميم»، الكثير من التصاميم التي تسلّط الضوء على البيئة المحلية، سواء لجهة الأفكار المستلهمة من البيئة أو حتى لجهة الاستدامة، ومن بين هذه التصاميم، عمل المهندس المعماري ماجد البستكي، الذي شارك في برنامج «تنوين» الذي يقدمه مركز تشكيل، على تصميم طاولة كونسول تحمل اسم «بونجمة». وتحدث البستكي عن تصميمه، قائلاً: «إنها أول قطعة صممتها من مجموعة البوابة، وهي مجموعة مستلهمة من الأبواب القديمة في الإمارات التي كانت منتشرة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، إذ أردت إعادة إحياء الأبواب بطريقة حديثة، خصوصاً أنها توجد في المناطق القديمة وحالتها متأثرة كثيراً بعوامل الطقس». وأضاف: «أحمل خلفية في التصوير، وهذا ما جعلني أسير المناطق القديمة، وألاحظ أن ألوان الجدران هي دائماً فاتحة وتميل إلى الأبيض والبيج، بينما الأبواب تحمل الألوان الفاقعة، وجسّدت هذا المزيج في التصميم». وأشار البستكي إلى أنه مزج في التصميم بين الحديد والخشب، ووضع تصميم النجمة في الوسط، مشيراً إلى أن هذه الأبواب القديمة لاتزال موجودة في مناطق قديمة، ومن الصعب جداً رؤية هذه الأبواب في المناطق الحديثة. وأكد البستكي أن هذه المشاركة هي الثانية له في «أسبوع دبي للتصميم»، معتبراً أن المعرض يُعدُّ منصة يتطلع أي مصمم إلى المشاركة فيها.
القديم والموروث
أمّا المصممة الإماراتية آمنة بن بشر، فقدمت إلى جانب دنى ودانيا العجلان، تصميماً لخزانة تحمل اسم «تليد»، وهو مصطلح يعني القديم والموروث. وأشارت إلى أن التصميم يحمل مفهوم الاستدامة، حيث تم العمل على الخوص واستخدام البقايا الخاصة به، وذلك بعد أن اكتشفت تقنية تتيح استخدامه في ترصيع الطاولات والخزائن بطريقة مميّزة. ولفتت بن بشر إلى أن التصميم مستوحى من البرقع الإماراتي، ولهذا عملت على تصميم الخزانة بشكل ملتوٍ قليلاً كالبرقع، فضلاً عن إيجاد تباين في طول الأبواب. وحول المواد التي صُممت منها الخزانة، أكدت بن بشر أنها مصنوعة من الخشب الطبيعي، والحديد، فضلاً عن المخمل داخل الأدراج. وأشارت إلى أن عملهن على التصميم يأتي وفق أدوار متباينة، موضحة أنهن ركزن على التراث، لأن التراث هو الحاضر والماضي، كما أن تقديم أفكار وتصاميم كهذه، يشجع الجيل الجديد على الاستلهام من التراث.
مسند للكتب
المصمم علي محمديون، قدّم تصميماً عبارة عن مسند للكتب، يجمع بين الحجارة والحديد. ولفت إلى أنه عمد إلى تقديم التصميم بحجم ضخم، ليحمل رسالة تُضاف إلى الجماليات التي يحملها الشكل، هدفها التشجيع على القراءة، والغوص في الكتب. وأشار إلى أن شكل المسند مستوحى من المساند التي توضع لقراءة القرآن الكريم، وهي مصممة من الحجر، وقد تعمد تقديمها كقطعة أثاث من أجل الاحتفاء بالكتب، لاسيما المهمة. وقال إنه في الأغلب يستلهم تصاميمه من الطبيعة، لهذا يغلب على المواد التي يستخدمها في أعماله ما هو مأخوذ من الطبيعة، ومنها المعدن والأحجار، مشدداً على أنه يجمع في ما بينها، وهذا ما يجعله يميل إلى الاستدامة في أعماله، فقد عمل في التصميم على اختيار الأحجار التي كانت عبارة عن بقايا، وقد تم جمعها بمنحها لمسة جمالية. ويشارك محمديون ضمن معرض «إديشينز للفنون والتصميم»، مبيناً أن كل تصميم هو عبارة عن قطعة من أصل خمس قطع.
الخامة والإنسان
من جهته، قدّم المهندس المعماري المصري أسامة رشاد، تصميماً من المواد المحلية، مشيراً إلى أنه عمل على الجمع بين الهندسة المعمارية والهندسة الداخلية وكذلك مواد البيئة، موضحاً أنه عمل على الربط بين الخامة والإنسان، حيث إن الإنسان حينما يعرف الخامة ويصبح هناك نوع من الثقة بها، يوظفها على نحو مختلف في التصميم. ولفت رشاد إلى أنه اعتمد على الشكل المخروطي في تصميم الطاولة والكرسي، وهو شكل يتسم بالخطوط البسيطة، ويحمل الكثير من المرونة، ما يوجد ألفة مع المستخدم، حيث إن وضع التصميم في المنزل بوجود الأطفال لا يتطلب التعامل معه بحرص وحذر. وشدد رشاد الذي يشارك للمرة الأولى في «أسبوع دبي للتصميم»، على أنه يعتمد على المواد المعاد تدويرها التي تستخرج من الأرض بشكل أساسي، نظراً إلى أهمية هذا المفهوم بالنسبة لمشروعه الإبداعي.
تلميع الخشب
تصوير: نجيب محمد
عمل الإيطالي كارلو مارلي المشارك ضمن العلامة التجارية الإيطالية «سيشوتي كوليزينو» على تقديم حِرفة تلميع خشب الأثاث للجمهور، بشكل تفاعلي يتيح لهم تجربة العمل في هذه الحِرفة. ولفت إلى أنه تعلّم هذه الحِرفة من والده، موضحاً أنها تقوم على استخدام مواد خاصة بالخشب إلى جانب الكحول، حيث يبدأ العمل على الخشب من خلال وضع قطعة من الصوف داخل قماشة قطنية، ويتم العمل على تلميع الخشب بتمرير القماش والمواد على الخشب مرات عدة. ولفت إلى أن هذه العملية، قد تتبع أيضاً في صبغ بعض أنواع الخشب، معبراً عن سعادته لوجوده في أسبوع دبي للتصميم، من أجل تقديم هذه الحِرفة للجمهور، متأملاً أن يتم تقديرها، كونها تدل على أهمية العمل اليدوي.