فيصل الهرمودي إلى العالمية بوصفات الوالدة

من وصفات الوالدة استلهم الشيف الإماراتي، فيصل الهرمودي شغفه بالطهي، وبسبب مرضها اتجه إلى الاحتراف في هذا المجال، ما قاده إلى أن يصبح أول شيف إماراتي يحصل على جائزتين من «ميشلان»، صاحبة أرفع الجوائز العالمية في مجال الطبخ. ومع اعتزازه بهذا التكريم يؤكد الهرمودي أنه مازال لديه الكثير من الطموحات التي يحلم بتحويلها إلى واقع، ومن أهمها الوصول بالمطبخ الإماراتي إلى العالمية.

وأوضح الهرمودي لـ«الإمارات اليوم» أن اتجاهه للعمل في مجال الطهي لم يكن سهلاً، ففي البداية كان يأمل في السفر لدراسة فنون الطهي في الخارج، قبل أن يتجه إلى دراسة الهندسة بعد اعتراض العائلة على فكرة عمله في هذا المجال، فدرس الهندسة المدنية ثم الهندسة اللوجستية، والتحق بعمل حكومي في هذا القطاع، مشيراً إلى أن شغفه بالطهي دفعه إلى الالتحاق بالدراسة، وكان يدرس عقب الانتهاء من عمله في الفترة من الرابعة إلى 10 مساء، وبعد الانتهاء من الدراسة التحق بالعمل في فندق «قصر الإمارات» في أبوظبي، وكان العمل يتواصل حتى الساعة الثانية صباحاً، بينما عليه أن يذهب إلى عمله مهندساً في الصباح الباكر، مؤكداً أن حبه للطهي ورغبته الصادقة في تطوير ذاته والاستفادة من موهبته يمنحانه العزيمة والقدر على بذل هذا المجهود الكبير.

شغف وإرادة

وأضاف الهرمودي: «عندما يمتلك الإنسان الطموح والمثابرة والإيمان بنفسه وقدرته على تحقيق ما يسعى إليه، لابد أن يصل إلى هدفه، خصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي توفره الدولة لنا في مختلف المجالات، وتوفّر المزارع والمنتجات الطبيعية التي تمنح للأكلات طعمها المميز»، موضحاً أن نقطة التحوّل في مسيرته نحو الطهي كمهنة كانت عندما مرضت والدته، وكان يقوم بإعداد الطعام بدلاً منها، ووجد أنه يشعر بسعادة أثناء الطهي، فقرر الاستمرار في هذا الاتجاه.

وصفات جديدة

واعتبر الهرمودي - الذي حصل مطعمه «ريبا»، هذا العام، على جائزة أفضل مطعم للمأكولات البحرية من «تايم أوت» و«فاكت»، قبل حصوله على جائزتَي «ميشلان» - أن التجربة هي الوسيلة الأساسية للوصول إلى الوصفات الجديدة التي يقدمها، مشيراً إلى أنه يسعى دوماً لتقديم وصفات جديدة ومختلفة عن السائد، يجمع فيها بين وصفات ونكهات إماراتية وأخرى عالمية، وقال: «المطبخ بالنسبة لي مثل المختبر الذي يتم فيه خلط المواد الكيميائية لعمل تركيبات مختلفة، فعندما أفكر في أكلة جديدة أقوم بتجربتها وأظل أجرب مكونات مختلفة، وأحياناً أصل إلى طعم مميز وجديد، وفي أحيان أخرى لا تصيب الوصفة، فأصرف نظري عنها أو أقوم بتغيير بعض مكوناتها، حتى أصل إلى الطعم الذي أبحث عنه، وأحياناً أجرب أكلة وأقول (ليش ما أسويها بطابع إماراتي)، وبالفعل تنجح وتصبح من الأكثر طلباً في المطعم، مثل (جاشيد بيتس) و(بيبي بتروت مع تشامي تشيز)، وشوربة المأكولات البحرية بالصالونة الإماراتية، والسيباس بالبهارات الإماراتية».

سرّ التميز

كشف الهرمودي عن عوامل التميز التي يحرص عليها في وصفاته، ومن أهمها البهارات التي يحضرها طازجة وتقوم عمته بتحميصها في البيت، إلى جانب السمن الذي يحصل عليه من مزارع إماراتية لأنه يتمتع بطعم مميز، كذلك يستخدم «الجامي تشيز» التي يحصل عليها من مزارع في مدينة العين، وبشكل عام يحرص على الارتباط قدر الإمكان بالسوق والبيئة المحليتين، بينما يعتبر أن إضافة الليمون المجفف (اللومي) هي بصمته الخاصة على أطباقه.

ولفت إلى أن الخبرة التي اكتسبها من تدشينه لحساب على «إنستغرام» لاستعراض تجارب الطعام في الإمارات وخارجها، أسهمت لدرجة كبيرة في صقل مهاراته من خلال إطلاعه على ثقافات دول مختلفة ومعرفة النكهات التي تميز كل مطبخ، كما اكتسب القدرة على تمييز جودة الخامات المستخدمة في إعداد الوصفات، و«التكنيك» المستخدم من حيث طريقة الإعداد والتوابل والبهارات وغيرها من المكونات، وبعض الأمور التي يعتبرها الطهاة من أسرار الصنعة.

طموح لا ينتهي

رغم الجوائز التي حصل عليها، يرى الهرمودي أنه مازال هناك الكثير من الطموحات التي يحلم بتحويلها إلى واقع، ومن أهمها أن يصل المطبخ الإماراتي إلى العالمية، حيث يعتبر أن هذه الخطوة لم تتحقق بعد، لكن يمكن أن تصبح واقعاً بمجهود الشباب، مضيفاً: «اليوم لابد أن تكون للشيف رسالة يوجهها للعالم ويعبّر بها من خلال وصفاته وأطباقه، وحينما نرى النكهات الإماراتية تتصدر قوائم الطعام العالمية، مثل (السوشي)، وقتها نستطيع أن نقول إن المطبخ الإماراتي أصبح عالمياً».

نظرة المجتمع

أكد الشيف فيصل الهرمودي، أن نظرة المجتمع لمهنة الطاهي لم تعد مثل السابق، فأصبحت في الوقت الحالي مهنة مرموقة وتجتذب كثيراً من أبناء الإمارات من الجنسين، كما لم تعد تقتصر على العمل في المطاعم، بل أصبح الطهاة يقدمون برامج تلفزيونية ويشاركون في مسابقات محلية وعالمية، سواء كطهاة أو أعضاء لجنة تحكيم، وغير ذلك من مجالات أخرى.

فيصل الهرمودي:

. عندما يمتلك الإنسان الطموح والمثابرة، لابد أن يصل إلى هدفه، خصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي توفره الدولة.

. حبي للطهي ورغبتي الصادقة في تطوير الذات يمنحاني العزيمة والقدرة على بذل هذا المجهود الكبير.

لمشاهدة الفيديو الرجا، يرجى الضغط على هذا الرابط

الأكثر مشاركة