عرض بزاوية 360 درجة في «تودا دبي»

«لآلئ المشاعر».. حكاية صيد اللؤلؤ بالذكاء الاصطناعي

صورة

رحلة فريدة من نوعها تعيد الجمهور إلى زمن الغوص في الخليج العربي، تجمع بين فيض المشاعر والذكاء الاصطناعي، ستقدم بزاوية 360 درجة، في مسرح «تودا» للفن الرقمي بدبي، وتحمل عنوان «لآلئ المشاعر». العرض الذي يكشف من خلال الفن والموسيقى والسرد القصصي عن جوانب إنسانية عميقة في رحلات الغوص، يسلط الضوء أيضاً على قصص التضحية التي شكلت حياة الأسر في الخليج قبل قرن من الزمان.

ويُحيي العرض الذي يقدم ليومين، غداً وبعد غد، فترة كانت فيها مهنة الغوص لاستخراج اللؤلؤ بمثابة شريان الحياة للاقتصاد في الخليج العربي.

الثقافة المحلية

وتحدثت مؤسِسة «آرتيلوزا» المنتجة للعرض، فرح آل إبراهيم، لـ«الإمارات اليوم»، عن فكرة العرض، وقالت: «اخترت تقديم حكاية صيد اللؤلؤ، هذه المهنة التي كانت عصب السوق والتجارة، لاسيما أن الأجانب وهم الجمهور المستهدف بالنسبة لي، يعرفون الكثير عن اللؤلؤ، ولكنهم لا يعرفون الأبعاد المرتبطة بهذه التجارة، فقد كان التكافل الاجتماعي، وأنظمة السوق التي نشأت على خلفية التجارة، وكذلك الثقافة الخاصة بالموسيقى، كلها تدخل في عمق الثقافة المحلية، وهناك تقصير في نشرها بالشكل الحديث».

وأضافت آل إبراهيم: «تصل المدة الزمنية للعرض إلى 20 دقيقة، وهي تجربة رقمية تقدم بزاوية 360 درجة، ما يجعل الجمهور يشعر وكأنه جزء من العرض، وقد تناولت قصة صيد اللؤلؤ من ناحية إنسانية، بعرض حكاية العروس التي تستعد لزواجها، ثم تقديم مشاهد من زواجها من ابن عمها، وكيف أجبر على الغياب بعد أسبوع من زواجهما، بسبب ذهابه في رحلة صيد مدتها أشهر». ولفتت آل إبراهيم إلى أن العرض يبرز رحلة الزوج في البحر، وطبيعة الأنشطة التي يمارسها، فضلاً عن عرض جوانب تقوم على المخيلة، وكيف كانت الذاكرة تحمل الرجال في رحلات الصيد إلى بيوتهم وعائلاتهم، وفي الختام ينتقل العرض إلى عودة البحارة إلى الشاطئ، وكيف ينتعش السوق بعودتهم.

وشددت آل إبراهيم على أنها أرادت في ختام العرض ألا يعود العريس مع البحارة، حيث أبقت الزوجة في حالة انتظار له، لترك النهاية مفتوحة، موضحة أن العرض يحمل الكثير من المشاعر، ومنها الحب والزواج والانتظار، والافتقاد والحنين، وصبر البحارة، وكذلك قوتهم، لاسيما أنهم كانوا يغوصون من دون الاعتماد على أي أدوات من تلك المتوافرة في هذا العصر.

الموسيقى لغة

وتلعب الموسيقى دوراً مهماً لتعكس المشاعر التي تسيطر على العرض، فقد خصصت آل إبراهيم لكل قسم من العرض الموسيقى الخاصة به، مشيرة إلى أن الموسيقى لغة عالمية تترجم كل المشاعر، وبيّنت أنها تعمدت إدخال موسيقى البحارة إلى حد ما في العمل، إذ اعتمدت على الموسيقى الكلاسيكية العالمية، مع فقرات للنهمة (الأهازيج التي كان يغنيها البحارة).

وصممت آل إبراهيم العرض بناءً على عمل بحثي طويل، إذ كان البحث العنصر الأول الذي بدأت العمل به، مشيرة إلى أنها قرأت أكثر من كتاب عن صيد اللؤلؤ، سواء الصادرة من دبي أو في دول أخرى، مبينة أنها اعتمدت على أربعة مجلدات مختصة باللؤلؤ ورحلات الغوص، إلى جانب استقاء المعلومة من الجيل القديم، ومنهم والدها وأعمامها، الذين عملوا في هذه المهنة.

الذكاء الاصطناعي

واعتمدت آل إبراهيم على الراوي في كيفية عرض القصة، معتمدة على الشخصية الرئيسة وهي العروس، لتكون الحكاية مروية بلسانها. وشددت على أنها استخدمت الذكاء الاصطناعي في تصميم العرض، مبينة أنها خضعت لدورة تدريبية في صناعة الصور بهذه التقنية، وبعدها اكتشفت أنه يمكن الوصول إلى صور تعكس الواقع المحلي الخليجي قبل 100 سنة. ولفتت آل إبراهيم إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك بيانات بصرية كافية يمكن أن يترجمها على نحو سريع، وهذا ما دفعها إلى العمل في البدء على تغذية الذكاء الاصطناعي لمدة أشهر بصور البيوت القديمة والملابس والسفن، وطريقة تناول البحارة للطعام، كما أنها أجرت مقابلات، وقامت بطرح الأسئلة عليهم حتى تمكنت من الوصول إلى صور مشابهة كثيراً للواقع.

تحديات وحماسة

بعد تحضير الصور، عملت آل إبراهيم على تحريك الصور، موضحة أن الذكاء الاصطناعي خفف الكثير من الميزانية الخاصة بإنتاج العرض، مشيرة إلى أن الإنتاج الفني يتطلب ميزانيات كبيرة، وكان الذكاء الاصطناعي منقذاً، كونها لا تمتلك ميزانية عالية، مبينة أنها استعانت أيضاً بموظفين في فن الحركة، حتى تمكنت من الخروج بنتيجة ممتازة واحترافية، مؤكدة أن الإبداع البشري لا يعوض.

ونوهت بأن تحديات الإنتاج الفني، تتمثل بكلفة الإنتاج من جهة، وكذلك بالجهات التي ستتبنى الفكرة وتعرضها، معتبرة أن هناك جمهوراً يحب هذا النوع من العروض، وهناك حالة من البحث عما هو مختلف، ولابد من المرونة في مواكبة التطورات السريعة، مشيرة إلى أنها متحمسة لاستكشاف تفاعل الناس مع العرض.


أهازيج بحرية

تعمدت فرح آل إبراهيم تقديم الفنون الشعبية والنهمة في العرض التجريبي الخاص الذي قدمته قبل العرض الرسمي، حيث تم تقديم الأغنيات التي تعبر عن المشاعر، وكذلك الأغنيات الخاصة برفع الأشرعة. وأكدت أن هناك سبعة أنواع من رفع الأشرعة، ولكل منها أغنية، فضلاً عن أهازيج خاصة بأوقات العودة، وأوقات بدء الرحلة. ونوهت آل إبراهيم بأن هذه الفنون مهمة، ولكن أحياناً لا يتم فهم المشاعر التي أنتجت هذا الفن، علماً بأنها امتدت إلى الأغنية الخليجية الحديثة.

. قرأت 4 مجلدات مختصة باللؤلؤ ورحلات الغوص، وتحدثت إلى الجيل القديم، ومنهم والدي وأعمامي الذين عملوا في هذه المهنة.

لمشاهدة الفيديو الرجا، يرجى الضغط على هذا الرابط

تويتر