أعمال فنية تحتفي بالتنوع الثقافي والإبداعي

«ملتقى النحت 2024».. من حجر ورخام يصنعون صورة دبي

الملتقى يهدف إلى تمكين أصحاب المواهب المحلية من التواصل مع الفنانين العالميين. من المصدر

مجموعة متنوعة من المنحوتات والأعمال الفنية المتفردة، تقدمها النسخة الأولى من «ملتقى دبي للنحت 2024» التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في حي الشندغة التاريخي، بهدف التعريف بأهمية فن النحت ودوره في تعزيز هوية دبي البصرية، وتهيئة بيئة إبداعية قادرة على دعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مجال فن النحت، وتحفيزهم على التواصل مع الفنانين العالميين، وتبادل الخبرات معهم حول تقنيات وأساليب النحت المتنوعة والاستفادة من تجاربهم، ما يسهم في زيادة الوعي بفن الأماكن العامة، ويبرز دور النحت في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية.

تجربة بصرية فريدة

ويشهد الملتقى، الذي يعد الأول من نوعه في الإمارة، ويستمر حتى 22 ديسمبر الجاري، مشاركة أكثر من 15 نحاتاً من الإمارات والمملكة العربية السعودية، وسورية ومصر، وتونس والصين وأوكرانيا وغيرها، ومن أبرزهم الفنان الإماراتي الدكتور محمد يوسف، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية الذي يقدم في الملتقى عمله الفني «قواقع»، المستلهم من تقنية النحت بالحجر والتجويف، ليجسّد من خلاله قصة قوقعتين تحملان الكثير من الأسرار، ومن خلال موقعهما على البحر ترويان قصة دبي وجوهرها وجمالياتها، فيما تعمل الفنانة الإماراتية عزة القبيسي على إنجاز منحوتة فنية بعنوان «قلب دبي» (سلسلة بين الخطوط)، والتي تقدم من خلالها تجربة بصرية فريدة تتناول تفاصيل الثقافة المحلية، والتقاليد والهوية، والتطور السريع الذي تشهده الدولة، حيث تمزج فيها بين خطوط بسيطة ثنائية الأبعاد وتحويلها إلى أشكال ديناميكية ثلاثية الأبعاد، قادرة على خلق تفاعل عميق بين المشاهد والعمل الفني. ويعد الفنان السوري أكثم عبدالحميد من أبرز المساهمين في تنظيم الملتقيات الدولية المتعلقة بالخشب والحجر في سورية وخارجها، ويقدم خلال الملتقى منحوتات تحمل عنوان «التراكم الثقافي»، يعبّر من خلالها عن تراكم الخبرات والتجارب الإنسانية عبر السنين، وصولاً إلى عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي جعل الحياة أكثر سرعة وسهولة وسلاسة.

سماء مرصعة بالنجوم

وتمثّل منحوتة الفنان الصيني ليو يانغ التي تحمل عنوان «سماء مرصعة بالنجوم في دبي» أسلوباً جديداً في النحت، وتتميز باستخدام أشكال دائرية متناغمة وتحولات ديناميكية في الضوء لالتقاط روعة السماء المرصعة بالنجوم، مقدماً عبرها رؤية بصرية مدهشة، بينما يشارك الفنان السعودي محمد الثقفي بقطعة فنية تحمل عنوان «حوار»، وتعبر عن توازن دقيق يجمع بين نعومة الشكل وقوة ومتانة الخطوط المستقيمة، وترمز إلى سعي المجتمعات إلى تحقيق الانسجام والتفاهم المتبادل في ما بينها، في حين تشارك الفنانة الرومانية آنا ماريا نيجارا الحائزة الجائزة الكبرى في معرض الفن المعاصر «الفن الحديث 2003» في مدينة برايلا الرومانية، بمنحوتة «فراكتال» المستوحاة من التوازن الهندسي الذي تتميز به العمارة في دبي، لتجسد من خلالها مفهوم التناغم بين العناصر الفردية والكل، وتبرز العلاقة بين العالم الصغير (الميكروكوزم) والعالم الكبير (الماكروكوزم).

«علاقات متناسقة»

ويبرز الفنان البلغاري جورجي مينتشيف عبر عمله الفني «قطعة من شيء أكبر»، المفاهيم المتناقضة للتشكيل، بما يعكس الهندسة المعمارية للعالم المرئي، ويتقاطع مع تناقضات الحياة كالفرح والحزن، ليمنحها طابعاً فريداً وعميقاً، بينما يقدم الفنان الجورجي جون جوجابريشفيلي قطعته الفنية «النافورة»، التي يصوّر فيها حركة قطرات الماء والتداخل بين أشكالها، لتجسد نوعاً من التوازن الدقيق بين الفوضى والجمال الذي يتجلى في الطبيعة، فيما تتألف منحوتة «علاقات متناسقة» التي ابتكرها الفنان الإسباني خوسيه ميلان من عنصرين يشبهان ذراعين ترتفعان وتتشابكان عند نقطة مركزية، في إشارة إلى الاتصال والوحدة وجمالية العلاقات الإنسانية.

أما الفنانة الأوكرانية ليودميلا ميسكو التي تُعرض أعمالها في أكثر من 30 دولة ضمن مجموعات المقتنيات الفنية العامة والخاصة، فتعرض خلال الملتقى سلسلة منحوتات ضخمة تحمل عنوان «الصانع المغناطيسي»، وتجمع فيها بين الشكل المادي والمساحة الهوائية، مع الحفاظ على توازنهما داخل الشكل الخارجي للكتلة الحجرية.

جوهر الحياة

يجسد الفنان التونسي محمد بوعزيز، في عمله الفني «أرضنا»، جوهر الحياة والحركة المستمرة، ومفهوم الترابط وعدم الانفصال، مذكّراً بالحاجة الماسة إلى المحافظة على أرضنا للأجيال المقبلة. أما الفنان التونسي محمد سحنون، فيقدم عمله الفني «قمر» الذي يعكس الخط العربي وتفرد الهوية العربية الإسلامية. وتتكون منحوتة «بوابة المدينة» للفنان المصري سعيد بدر من كتلتين عموديتين متقابلتين تفصل بينهما مساحة، وتجسد رمزاً لبوابة مدينة تحمل على سطحها رسائل تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، بينما يجسد الفنان الإيطالي ستيفانو سَبيتا في عمله «المرجان المتدفق» ديناميكيات الحركة والتفاعلات داخل مدينة دبي. ويقدم الفنان البولندي فيكتور كوباتش، عمله «العطش للحياة»، الذي يعكس فكرة أن الأفضل موجود دائماً في داخلنا، ومن خلال السعي تنبثق أفكار جديدة تقودنا إلى تغييرات إيجابية في حياتنا.


جلسات وخبرات

يشهد الملتقى تنظيم سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية والنقاشية الهادفة إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات بين المشاركين والجمهور، حيث يستضيف، في 14 ديسمبر، جلسات «النحت من أجل البيئة: الاستدامة في الفن العام»، و«النحت التفاعلي»، كما ستقام جلسات «إتقان المنحوتات الأثرية»، و«إشراك الشباب في النحت العام» في 21 ديسمبر، كما يشمل الملتقى الذي سيكون مغلقاً أمام الأطفال حفاظاً على سلامتهم، تكريماً خاصاً للمبدعين تقديراً لجهودهم البارزة في تطوير المجالات الفنية والإبداعية، وتعزيز الابتكار في المجتمع.

منحوتة محمد يوسف تجسّد قصة قوقعتين، تحملان الكثير من الأسرار، وترويان قصة دبي وجوهرها وجمالياتها.

. 15 فناناً عربياً وعالمياً يشاركون في نسخته الأولى.

تويتر