متحف يفتح أبوابه اليوم في مركز جامع الشيخ زايد الكبير

«نور وسلام».. رحلة فريدة إلى قلب الحضارة الإسلامية

صورة

تجارب فريدة قد لا يتمكن كثيرون من خوضها في الواقع، مثل زيارة الحرم المكي والمسجد النبوي والروضة الشريفة والمسجد الأقصى أو مشاهدة أجزاء منها، أو مشاهدة عدد من مقتنيات الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن قرب، لكنها باتت أمراً ممكناً في متحف «نور وسلام» في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يفتح أبوابه ابتداء من اليوم أمام الجمهور، ليعرض أيضاً مجموعة نادرة من التحف من العصور الإسلامية المختلفة.

وعبر خمسة مجالات حضارية يقدم المتحف، الذي يقام برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، تجارب سردية ملهمة، تعزز رسالة المركز في جعل الجامع منصة للحوار الحضاري ونشر الوعي الثقافي بين زواره من مختلف أنحاء العالم. ويقدم القسم الأول من المتحف، والذي يحمل عنوان «قيم التسامح - فيض النور»، رسائل التسامح والتعايش في دولة الإمارات، والتي تمتد جذورها على هذه الأرض منذ أن استوطنها البشر قبل آلاف السنين، ورسختها رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحكمته، وذلك من خلال مجموعة من اللقى الأثرية والمقتنيات التي تعكس كيف كانت الإمارات مساحة للتعايش منذ تاريخ طويل.

ويتفرد القسم الثاني الذي حمل عنوان «القدسية والعبادة – المساجد الثلاثة»، بإتاحته الفرصة للزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرف عن قرب على أكثر الجوامع قدسية في العالم الإسلامي، وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وعلى الجوانب المستلهمة منها في جامع الشيخ زايد الكبير على الصعيدين الروحي والمعماري، ولا يقتصر ذلك على المقتنيات النفيسة المعروضة، حيث يوفر لهم تجربة رقمية تمكنهم من مشاهدة داخل هذه المساجد عبر تقنيات وعدسات خاصة في تجربة فريدة تخطف الأنفاس.

ويسلط القسم الثالث من المتحف، تحت اسم «جمال وإتقان – روح الإبداع»، الضوء على الإنتاج العلمي والثقافي الثري للحضارة الإسلامية عبر العصور، وما قدمته من اكتشافات علمية وإبداعات فنية.

ويركز القسم الرابع من المتحف على الجامع تحت اسم «جامع الشيخ زايد الكبير – التسامح والانفتاح»، ويتضمن نموذجاً لجامع الشيخ زايد الكبير، يتوسط المتحف ويجسد قيم السلام والتسامح والتنوع التي ينادي بها الدين الإسلامي، تعلوه ثريا تحاكي ثريا الجامع، إحدى أبرز الملامح الجمالية في المكان، ويضم القسم محطات تفاعلية عدة، تتيح للزوار استكشاف تفاصيل الجامع وجمالياته وقصة نشأته.

أما القسم الأخير في المتحف فيأتي تحت عنوان «الوحدة والتعايش»، واستلهم هذا القسم تجربته من جماليات الجامع وإحدى أبرز تفاصيله التي تنطوي على رسالة الوحدة والتعايش، وهي تصاميم الزهور المستوحاة من أنحاء مختلفة في العالم، حيث يقدم القسم تجربة تفاعلية تتيح للزائر ربط منطقته الجغرافية في أي مكان في العالم بقيم الجامع وفنونه.

 

مقتنيات وتحف نادرة

يضم المتحف مجموعة منتقاة من التحف والمعروضات التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة منها جزء من حزام الكعبة المشرفة، ودينار عبدالملك بن مروان، أول مسكوكة إسلامية ذهبية، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق، وإسطرلاب أندلسي، إضافة إلى المجموعة الشخصية للمغفور له شيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تضم نظارات شخصية ومسبحة وساعات وأقلاماً، والعصا التي كان يحملها، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة.

عالم من نور

كذلك يقدم مركز جامع الشيخ زايد الكبير تجربة «ضياء التفاعلية - عالم من نور»، التي تتضمن عرضاً ضوئياً تفاعلياً بتقنية (360) درجة، وتمثل هذه التجربة إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز، إذ تقدم رسالتها من خلال مؤثرات صوتية وحسية مصحوبة بالرياح، لمنح الزائر الفرصة لخوض تجربة حسية غامرة وملهمة تبدأ بالفضاء المستنير بنجوم السماء إلى أرض الإمارات العربية المتحدة، وإرثها الأصيل، حيث يتطلب تصميم التجربة استخدام ما يزيد على المليار ونصف المليار من الوحدات الضوئية، وتنتقل التجربة بالزائر بين الواحات الخضراء، والجبال الشاهقة، والسواحل الهادئة والصحراء الذهبية التي تعبر عن الهوية الإماراتية.

رسالة حضارية

وأوضح مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس قبيل الجولة الإعلامية، أن متحف «نور وسلام»، الذي يقع في «قبة السلام» الوجهة الثقافية الجديدة في الإمارة والدولة، ينطلق من رؤية دولة الإمارات، وقيادتها الرشيدة في إثراء المشهد الثقافي في الدولة، وإحياء مكنونات الحضارة الإسلامية، ونتاجها الذي يتسم بالتنوع والثراء، كما ينطلق من رؤية الدولة في إرساء مفاهيم التواصل الحضاري على أسس السلام والاحترام المتبادل، ودورها الرائد كحاضن لقيم التسامح، وذلك من خلال التعبير عن جوهر الثقافة الإسلامية، وما تتميز به من مفاهيم الوحدة والتقارب والوسطية.


7 لغات

بهدف نشر رسالته على أوسع نطاق، يقدم المتحف مضمونه بسبع لغات هي: العربية والإنجليزية والصينية، والإسبانية والفرنسية والروسية والأوردية، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض، وتم اختيار تلك اللغات وفق دراسة أجراها المركز لأكثر الجنسيات ارتياداً للجامع.

. مجموعة من اللقى الأثرية والمقتنيات التي تعكس كيف كانت الإمارات مساحة للتعايش منذ تاريخ طويل.

. تجربة رقمية تمكّن الزوار من مشاهدة ما داخل المساجد: الحرام والنبوي والأقصى، عبر تقنيات وعدسات خاصة.

. نظارات ومسبحة وساعات وأقلام وعصا الشيخ زايد، إلى جانب مجموعة منتقاة من التحف والأعمال الفنية العريقة.

تويتر