مارس: تغيير العالم الخارجي يبدأ من الداخل
سيتغير مفهوم اليوغا الراسخ في ذهنك حين تشاهد او تشارك في جلسة من جلسات اليوغا التي تقدمها الخبيرة الأميركية رينبو مارس، إذ تركز على جسدها لتصل عبره إلى عالمها الداخلي الخاص ، وتتحكم فيه من خلال الحركة لتغيره، هذا المفهوم الذي يقدم الحركة على التركيز في لعب اليوغا، يختلف عما هو سائد من معتقدات حول التركيز لساعات على قضية معينة من دون أن يقوم المرء بحركات رياضية تذكر.
زارت رينبو التي دربت عدداً من مشاهير العالم مثل بين ستيلر وشتيفي غراف وليلى كلاي دبي بدعوة من «اديداس»، لتقدم دروساً حول اليوغا لـ 30 مدرباً من «فيتنس فيرست» ولـ 60 من محبي هذه الرياضة، وذلك في «مينا السلام» و«برجمان».
عالم اليوغا
قالت مارس انها دخلت عالم اليوغا بعد عملها في مجال عرض الأزياء، ومشاركتها في عدد من الإعلانات، وظهورها في أفلام سينمائية عدة،و «إن انتقالي إلى عالم اليوغا، يعود الى الصلة الوثيقة التي تجمعني بعالم المنوعات والترفيه، وبدأت أواظب على ممارسة اليوغا يومياً عندما كنت في الـ ،18 كوني كنت أمارسها في الصغر منذ سن الخامسة مع والدتي». وأوضحت أن «هناك أكثر من سبب خولني تحقيق النتائج التي وصلت إليها، ومنها كل المعلومات التي اختزنتها من تجارب عملي القديمة، بالإضافة الى صحة تعاملي مع الكاميرا ومع جسدي، وبدأت تقديم دروس في اليوغا في سن صغيرة، أي عندما بلغت الـ21».
جسد وعقل
وتركز مارس على أن اليوغا رياضة تجمع بين العقل والجسد، أي التركيز والحركة، وتصحح الاعتقاد الخاطئ حول اليوغا التي يعدها بعض الأشخاص مجرد الجلوس والتركيز قائلة «لا يمكن أن نعمل على الجسد من دون أن يتأثر العقل الذي يرتبط بالجسد؛ فاليوغا تتيح تحريك كل عضلة في الجسد، وتعلّم تقنيات التنفس، وكيفية تفادي الإصابات، وبالتالي؛ يستطيع المرء أن يكتسب التركيز على بعض الأمور والتوازن والتحمل، ولكن بالنسبة إلي فمن المستحيل أن اجلس لبضع دقائق؛ كوني أحرك كل قطعة من جسدي، عبر حركات تتطلب جهداً كبيراً ليس من المفترض ان تحمل تحديات، بل فقط ان تخولنا استخدام الأدوات التي تناسب الجسد لنصل الى النتائج الإيجابية التي نريد الحصول عليها من رياضة اليوغا».
مراحل اليوغا
تمر ممارسة رياضة اليوغا بمراحل عدة، وحسب مارس «تبدأ المرحلة الأولى مع التنفس، وكيف يمكن أن يخرج المرء النفس ويدخله في الوقت الصحيح، وبالتناسب مع الحركة، ثم التحكم في حركات الجسد من الأسفل، أي من القدمين صعوداً إلى الركبتين، ثم نصل الى المعدة والقفص الصدري، بعدها الى الظهر والعنق، وتكون المرحلة الأخيرة بوجود التوازن مع الدماغ، حيث نصل إلى الأنا الداخلية من خلال هذا التوازن». أمّا في ما يتعلق بضرورة خضوع الإنسان لرياضة تؤمن له اللياقة قبل البدء بممارسة اليوغا، وأضافت «أن العلاقة الجيدة مع الجسد، وحسن أداء الحركات بطريقة تبعده عن الأذى أو الجروح الطريقة المثلى لممارسة اليوغا، إذ إن اختيار النظام المتبع في اليوغا من الأمور الأساسية، وليس من الضروري أن يخضع المرء جسده لأنواع من الرياضات لتمنحه اللياقة في أثناء أدائه». أمّا عن الاختلافات بين النتائج التي تحققها اليوغا، التي يمكن تحقيقها مع الرياضات الأخرى، وضحت مارس «بالنسبة إليّ أرى أن القدرة التي تمنحني إياها اليوغا على التحكم بجسدي اكثر بكثير، فإنني حين أبدأ بممارسة اليوغا، يمكنني أن أرى داخلي وأتعرف إليه عن كثب، مما يعني أني حين أنظر الى العالم الخارجي اعرف انه يمكنني التغيير به، وذلك كوني قادرة على التحكم بذاتي وداخلي، الأمر الذي يعني ان كل شيء آخر اصبح سهلاً وممكناً». وتتابع «عندما بدأت باليوغا لم يخيل إليّ ان اقوم بالحركات التي اقوم بها اليوم، فلم اكن قادرة على لمس اصابع قدمي، ولكن بعد 10 اعوام فعلاً حققت هذه النتائج المذهلة بجسدي، لأن المسألة تقوم على تحقيق التوازن، والشغف والوعي حول الجسد وما يريده المرء وما يحتاج إليه».
بلا معلم
وأكدت مارس «أن النتائج التي يمكن ان يحصل عليها المرء من ممارسة اليوغا وحده أو حتى مع معلم لا تختلف كثيراً»، وتستدرك بالقول «ولكن هنا لا أُغفل اهمية ان يتدرب المرء مع مدرب جيد يرشده الى التعرف عن كثب إلى قدرات جسده، ولا أنكر أن هناك عدداً من الصفوف التي لا احتاج فيها الى الكلام، بالاضافة الى ان الأفلام المصورة تساعد المرء كثيراً على تحقيق خبرة وتعلم بعض الاساسيات والمبادئ المهمة في عالم اليوغا في المنزل، لكن اعود وأكرر أن المعلم يدعم الشخص اكثر، كما ان العمل في الصف يكون اكثر جدية وصعوبة، إذ يتيح تعرف الشخص إلى نفسه وعقله».
أنواع اليوغا
وتوضح مارس أن أهم أنواع اليوغا، «الـ«هاثا» المشتقة من كلمتي الشمس والقمر، بالإضافة الى «اشتانغا» التي تركز على الحركة والتنفس، بينما الـ«رايوكا» تُعد خليطاً يجمع بين اليوغا والفنون القتالية، بالإضافة الى «اينغر» التي تعتمد على الناحية الجسدية».
أما لجهة العمر الذي يخول المرء ممارسة اليوغا، فتوضح مارس «أن بدء تعلم اليوغا يمكن ان يكون في سن الخامسة، اما النهاية فلا يمكن تحديدها، فمعلمتي بلغت الـ٨٥ وظلت تمارس اليوغا، فقدرة الإنسان على الاستمرار في ممارسة اليوغا لا تتوقف إن كان يتمتع بالإرادة الكافية للمتابعة، وطالما اننا قادرون على غسل السموم من داخل الجسد فلمَ نتوقف؟ فهل يتوقف الإنسان عن الاستحمام وغسل جسده من الخارج، كي يوقف عملية غسل داخله؟».
وتشير مارس إلى أن اليوغا يمكن أن تلائم الأشخاص الذين يعانون آلاماً معينة في الظهر، أو حتى ايضا النساء الحوامل، فهناك حركات خاصة لحالات معينة، ولا يمكن القول إن كل انواع اليوغا جيدة؛ فالمسألة تتعلق بما يحتاج إليه الجسد من حركات والنتيجة التي يريد الوصول اليها».
مصاعب ونصائح
وتنصح مارس الأشخاص الذين يحبون اليوغا بسرعة الدخول إلى عالمها وتقول «انطلقوا اليوم الى تعلم اليوغا ولا تتأخروا، كما اني أنصحكم بعدم أخذ اليوغا بجدية، فقط العبوا اليوغا، واستمتعوا، وعيشوا التجربة لدقائق معدودة وسترون كيف انكم ستكونون قادرين على التحكم بجسدكم، لأن اليوغا تخول المرء المرور بثلاث مراحل: أولاً ان يكتشف ما بداخله، وثانياً ان يطرد من داخله الأشياء التي لا يريدها، ثم ثالثاً ان يرى فعلا حقيقته وما هو عليه، وهذا يعني انه اصبح قادراً على التغيير».
يوغا بروح مارس
يقول مدير التسويق وتطوير الأعمال في «اديداس للأسواق الناشئة»، ادوارد ماسييه، «إنه تم استضافة الخبيرة رينبو مارس، نظراً إلى أهمية المدربة وأهمية الرياضة التي بدأت تأخذ شهرة واسعة في دبي وفي كل العالم، لاسيما أن عدد المقبلين على هذه الصفوف زاد كثيراً في السنوات الأخيرة». ويتابع ماسييه، «اخترنا رينبو مارس كونها تقود جيلاً جديداً في اليوغا، ولأنها تتفق مع مبادئ «اديداس» الرياضية، كونها تدخل الرياضة على اليوغا، بالإضافة الى اننا نتشارك الرسالة نفسها وهي «المستحيل... لا شيء». ويلفت ماسييه الى تعاون «اديداس» مع نادي فيتنس فيرست، مؤكداً أن «الخطوة الجديدة التي نهدف الى تحقيقها، ان نمنح صفوف اليوغا في نادي فيتنس فيرست روح رينبو مارس».
رينبو في سطور
دخلت رينبو عالم اليوغا، بعد ان كانت عارضة أزياء، وهي ليست خبيرة يوغا فحسب، بل إنها مدربة نمط حياة ايضا، ألفت كتباً عدة، ولها أقراص DVD عدة مسجلة حول ممارسة اليوغا. وتمثل رينبو مارس الجيل الجديد من مدربي اليوغا، كما انها دربت عدداً من مشاهير العالم، أمثال بين ستيلر، وأوين ويلسون، وديفيد داكوفني، بالإضافة الى بعض نجوم الرياضة ومنهم شتيفي غراف وليلى علي ابنة محمد علي كلاي. وقد اصبحت رينبو سفيرة اليوغا لأديداس منذ ربيع .2007
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news