أحمد الريايسة.. ملك فساتين الـزفاف
يستعد أول مصمم أزياء إماراتي، أحمد الريايسة (30 عاماً)، والملقب بـ «ملك فساتين الأعراس»، إلى تقديم أول عرض أزياء خاص به لموسم شتاء-ربيع2009، والذي يضم مجموعة من 50 قطعة، تتنوع بين فساتين السهرة والزفاف، وذلك بعد أن قام بتسجيل علامته التجارية تحت اسم (إي آر)، المشتقة من اسمه. كما يعمل الريايسة للعام نفسه على الإعداد لتقديم برنامج متخصص في عالم الأزياء، على إحدى القنوات الفضائية، ليتوّج بذلك مشاركاته البارزة في برنامج (حراير) على قناة سما دبي، من خلال فقرة الأزياء التي يمنح من خلالها الجمهور فرصة الفوز بفستان زفاف من تصميمه، بقيمة 80 ألف درهم.
بداية
بدأ الريايسة تصميم الأزياء في العام 2005 ، بعد أن كانت صاحبة دار سارة للأزياء المصممة اللبنانية جمانة الحايك قد تبنت موهبته وعملت على صقلها وتشجيعها، وفي هذا يقول «من دون تخطيط مسبق لاقتحام عالم الأزياء، شاء القدر أن ألتقي بالمصادفة مصممة الأزياء الحايك، وذلك أثناء زيارتي لدارها برفقة اخواتي»، ويكمل أنه من خلال إبدائه لوجهات نظره حول بعض التصاميم المعروضة، استشفت موهبته الكامنة في هذا المجال، فأعربت على الفور عن رغبتها في تبنيها، واستعدادها للعمل على صقلها، ويضيف «قامت بتشجيعي على خوض غمار هذا المجال الذي لم يكن المواطن الإماراتي يألفه من قبل».
تحدٍ
وما أن قبل الريايسة التحدي، وخاض العديد من الدورات التدريبية المتعلقة بعالم تصميم الأزياء، حتى اصطدم بما وصفها بـ«ثقافة العيب» التي بين أنها «استفحلت في مجتمعاتنا، وأصبح أفرادها أسرى لها»، وفي مقدمتهم بعض أهله وأصدقائه «الذين عارضوا بشدة فكرة التصميم التي لم يألفها الشاب الإماراتي، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعالم المرأة، وكذلك الزبائن الذين يتردّدون على الدار، والذين ألفوا المصممين العرب، والأوروبيين والآسيويين كذلك، فمنحوهم ثقتهم التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة، حتى وإن كانت مقابل موهبة إماراتية واعدة». لكن ذلك لم يثبط عزيمة الريايسة، حيث أصر على موقفه، وعمل جاهداً على «تغيير هذه النظرة القاصرة التي تحرم الكثيرين من تحقيق أحلامهم»، وسعى إلى إثبات نفسه في عالم تصميم الأزياء بجدارة واستحقاق، مؤمناً بقدرته على «تقديم كل ما يتلاءم وذوق المرأة في مجال تصميم الأزياء»، فسلك كما ذكر «طريق المثابرة والصبر، حتى كان لي ما أردت بعد طول عناء»، حيث لا يكتفي الريايسة برسم التصميم فقط، بل تعداه إلى الإشراف على تنفيذ أدق تفاصيله من الألف إلى الياء، الأمر الذي يتطلب مجهوداً عالياً، ووقتاً طويلاً.
ابتكار
ويحرص الريايسة على الابتكار لتلبية الطلبات كافة، وإرضاء مختلف الأذواق، قائلاً «الأمر الذي يظهر جلياً في تصاميمي المتنوعة التي لا تعتمد على طابعٍ بعينه، فتجد الأوروبي حاضرا إلى جانب العربي والخليجي والآسيوي كذلك، وعلى أقمشة معينه، وقد ساعدني سفري الدائم على تحقيق هذا التنوع». كما يسعى الريايسة دائماً إلى تقديم تصاميم مميزة تختلف عن السائد، لاسيما أنه يؤمن أن «سوق دبي وقاصديه من الزبائن يبحثون عن كل ما هو جديد ومبتكر»، مع مراعاته لعاملي «الحشمة والوقار».
مشاركات
وعن ردود الافعال تجاه مشاركته في المعارض الكبيرة في الدولة هذا العام، من خلال «معرض العروس أبوظبي (2008)، بمجموعة من فساتين الأعراس، ومشاركته بفستان زفاف مميز، رصع بكريستالات (شواروفسكي) الراقية، وتم عرضه في الركن الخاص بها، وشهد إقبالاً كبيراً، ونال إعجاب كثيرين، تلاه معرض العروس دبي (2008) الذي انطلق من أرض مركز دبي الدولي للمعارض، وقدم فيه مجموعة من فساتين الزفاف المميزة الخارجة عن المألوف، يؤكد الريايسة أن «المرأة العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، تحرص على مواكبة الموضة الدارجة، مهما بلغت سرعة تغيرها، وتبدلها، وباتت أكثر جرأة على الإقبال على تصاميمها المبتكرة والمتنوعة، شريطة أن يتوافر فيها عاملا الحشمة والوقار معاً».
أحلام وطموحات
أما أحلام وطموحات الريايسة المهنية، فتدل على عشقه الكبير لمهنته وشغفه في الاستمرار فيها وتطويرها إلى أقصى الحدود، الأمر الذي يمكن أن يتحقق عبر «تأسيس جمعية خاصة بمصممي الأزياء، لتنظيم المهنة قانونياً، وضمان خلوها من الدخلاء عليها، وللعمل فيها على تحسين ظروف المهنة من مختلف الجوانب، والارتقاء بها، وحل مشكلات أعضائها، والحفاظ على مصلحتهم، والاطلاع على مطالبهم»، كما يطمح إلى «تأسيس أكاديمية خاصة بمجال الأزياء، تطرح برامج دراسية وتطبيقية متخصصة في مجال تصميم الأزياء، وكل ما يتعلق بالسوق الخاص بها، وذلك تحت إشراف متخصصين خليجيين وعرب»، وأن تفتح أبوابها للمواهب الشابة الواعدة من الجنسين، من مختلف أرجاء الوطن العربي، «وفي مقدمتهم مواطنو الدولة»، معددا أن أهداف المشروع تتمثل في «مساعدة طلابها على صقل مواهبهم، وتشجيعهم على العمل مستقبلاً في هذا المجال، وذلك من خلال تنظيم برامج، ودورات، وورش عمل خاصة، يمكن ان يكون بعضها للجمهور كذلك».
دبي والموضة
وجاءت طموحات الريايسة هذه لتؤكد كما يذكر أن «إمارة دبي غدت إحدى أهم عواصم الموضة»، لاسيما بعد أن باتت تنظم أبرز الفعاليات والمعارض المتخصصة في هذا المجال ومنها، معرض العروس، وأسبوع دبي للموضة، وجائزة سوارافسكي للمصممين الشباب، ويكمل «فضلاً عن إعلان (دبي انفينيتي القابضة)، مع بداية السنة الحالية (2008)، عن إطلاق جزيرة الموضة (إيلا مودا)، في مشروع (جزر العالم) في دبي، ليكـون بذلك أول مـشروع متعـدد الاستخدامات مخـصص للأزيـاء والموضة في العالم، سيتولى تصميمه عدد من المصممين العالميين من جميع القارات، ويضيف الريايسة أنها «ستضم مرافق ضخمة خاصة بالنشاطات والمناسبـات الخاصة بتصميـم وتقـديم عـروض الأزياء، إلى جانب عرض منتجات حصرية لأشهر المصممين في العالم، وغيرها الكثـير»، مـشيرا إلى أن الأمـر «سيعـزز بـلا شك مكانة دبي كواحدة من أهم وأرقى وجـهات الموضة والأناقة في العالم».
إلى معرض نيولوك الأول للجمال والأزياء
يستعد الريايسة حالياً للمشاركة في اليوم الأول في معرض «نيولوك الأول للجمال والأزياء»، والذي ينظم تحت رعاية صنعاء محمد السويدي، في أرض احتفالات الخبيصي في مدينة العين، في الثالث من الشهر المقبل، ويستمر حتى 18 من الشهر نفسه.
ويشارك في المعرض مجموعة من المصممين بعروض الأزياء (لوسيانا زوفي)، و(موشكان)، و(شانتيلا للأزياء الراقية)، و (مينا روز فاشون)، وعروض العبايات (مذهلة الدار للعباية)، و (أي أم عباية)، و (مس عبايا)، و (الخطوة الأولى للجلابيات البحرينية)، وعروض الماكياج ويشارك فيها (مركز رؤى الجمال)، و(مركز سندريلا للتجميل)، و(صالون جانيت وهدى للتجميل)، و(صالون دي.أم.جي.أم)، كما سيضم المعرض جميع أنواع فساتين السهرة، والملابس النسائية، ومستحضرات التجميل، وعطورات وعود عربي، وإكسسوارات، وفنون الرسم بالحناء، والأحذية والمنتجات الجلدية، والفضيات، والزهور وغيرها الكثير.