الإفطار.. بداية صحية للنهار
يبدأ الأطفال والمراهقون على وجه الخصوص، يومهم بتناول الوجبات السريعة والخفيفة غير الصحية، خارج البيت، وتبدأ مضارها على أجسامهم بسيطة ويمكن معالجتها في البداية، ولكنها سرعان ما تتفاقم إذا استمروا على هذه العادة، فتظهر عليهم مظاهر البدانة والدوار والتعب، وهنا يبدأ دور الوالدين واهتمامهما بأن يتناول الطفل وجبة الفطور، وأن تكون صحية بعيدة عن الدهون والسعرات الحرارية العالية، حتى يظل ذهن الطفل أو المراهق متفتحاً ليوم دراسي طويل، أو ليوم عمل شاق.
وترى اختصاصية التغذية نادين عنداري حلبي، أن وجبة الإفطار «من أهم الوجبات التي على المراهقين والأطفال تناولها، لذلك يجب الاهتمام بالتنويع فيها والتوازن»، وتشرح التوازن بقولها «كمية معينة من الخضراوات والنشويات والدهون الحميدة، مثل زيت الزيتون أو حبات الزيتون والأفوكادو، والمكسرات التي عادة لا نتناولها في وقت الصباح وزيت السمسم أو حبوبه».
أما عن التنويع فتقصد به «أن يتم تنويع الأطعمة التي يتناولها الأطفال والمراهقون يومياً، بحيث يحصل الجسم على جميع الفيتامينات والمعادن والنشويات، عن طريق أنواع مختلفة من الأطعمة وليس نوع واحد طوال الأيام حتى لا يملوا من نوع الطعام».
وعن الأطعمة التي تتكون من النشويات قالت «تُفضل النشويات المركبة والغنية بالألياف، فهي تعطي شعوراً بالإشباع لفترة زمنية أطول من الأطعمة الأخرى، بالإضافة إلى أنها تخفف إمساك البطن، ولا تزيد نسبة السكر في الجسم».
كاملة النخالة
ومن النشويات التي تنصح حلبي بتناولها «رقائق الفطور كاملة النخالة، أو الخبز الأسمر كامل النخالة، بالإضـــافة إلى الشوفان الذي يعد اختياراً جيداً للفـطور، كذلك يمكن أن نحصل على النشــويات من الفواكه، مثل الخوخ والدراق المجـــفف، التي تكون غير قادرة على الذوبان، والفـــراولة وجميع أنواع التوت والتوت البري والتمر».
وعن الأطعمة التي تحتوي على البروتين قالت «الحليب ومشتقاته مثل اللبنة واللبن والجبن والروب، والبيض، على أن يكون قليل الدسم لوجبة الإفطار، وللنباتيين يمكن أن تــستبدل مشتقات الحليب بالبقوليات مثل الحمص والعدس والفول، أما بالنســبة للخضراوات فيـــمكن أن يتناول الأطفال والمراهـــقون نوعاً أو نوعين منها كالطـــماطم والنعـــناع والخس».
وتعتبر حلبي زيت الزيتون وحبات الزيتون والسمسم من الدهون الأحادية الجيدة عند تناول الإفطار «زيت الزيتون والزيتون وزيت السمسم، دهون أحادية من الجيد أن تكون من مكونات أكلات الإفطار، على أن يكون ذلك بمقدار مناسب وليس مبالغاً فيه».
كمية مناسبة
وعن كمية الطعام التي يجب أن يتناولها الأطفال والمراهقون، قالت حلبي ان كمية الطعام التي يجب على المراهقين والأطفال تناولها «تعتمد على أعمارهم وأطوالهم وأوزانهم، لذلك، وبشكل عام، من المستحب أن يتناولوا الرقائق الكاملة النخالة مع كوب من الحليب، وقليل من الفراولة أو الموز، حتى يستبدل السكر بسكر طبيعي من هذه الفواكه».
وتكمل الوجبة بالسندويتشات المقطعة، أو رغيف لبناني صغير، 60 غراماً تقريباً، يكون كامل النخالة، مع ملعقتين من الجبن أو اللبنة، بالإضافة إلى الطماطم والخيار حسب الرغبة، ويمكن أن تناول ملعقتين من زيت الزيتون أو 12 حبة من الزيتون».
عادة
وفي حالة رفض الطفل أو المراهق تناول وجبة الإفطار، التي تكون عبارة عن الخبز الكامل النخالة، تقترح حلبي إدخال الخبز العادي مع الخبز كامل النخالة حتى يتعودوا على تذوق هذا النوع، والأفضل ألا نجبرهم على تناول هذه الوجبات بل نعودهم عليها، فهم في العادة يكتسبون مهارات آبائهم، لذلك إذا كان الأبوان يتناولان وجبة الإفطار، فالأبناء تلقائياً سيتناولون وجبة الإفطار».
ووجهت حلبي الوالدين لترتيب أوقات تناول الطعام، وأن على الوالدين أن يرتبا أوقات تناول أبنائهم الطعام، حتى يتجنبوا مضار تناولهم للوجبات السريعة التي تؤكل بين الوجبات على وجه الخصوص، لعدم تناول الوجبات في وقتها المحدد، لذلك عليهم التنبه إذا كان يومهم قد بدأ بوجبة إفطار صحية فإنهم سيستغنون عن هذه الوجبات الخفيفة والضارة للجسم».
مضار تجاهلها
وعن أهم مضار عدم تناول وجبة الإفطار بالنسبة للأطفال والمراهقين، تقول حلبي ان المراهقين أو الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار لا يمكنهم التركيز طوال اليوم الدراسي، وتصل بعض الحالات إلى الدوخة أو التعب، وعلى المدى البعيد تتضرر لديهم كفاءة المعدة في حرق الطعام مما يجعل مشكلات الإمساك تزداد، بالإضافة إلى أن السعرات الحرارية تزداد في الجسم لليوم الواحد مما قد يساعد على حصول السمنة».
وشددت على ضرورة تناولهم وجبة الإفطار في المدرسة في حال عدم تناولها في المنزل «في حال رفض الأبناء تناول الإفطار في المنزل، على الوالدين الحرص على أخذهم هذه الوجبة لمنافعها، فبالإمكان عمل سندويتشات باللبنة أو الجبن مع الخيار أو الخس أو الطماطم وكذلك المورتديلا بأنواعها، ولأن هذه السندويتشات تبقى فترة طويلة يجب توفير البرودة المناسبة لحفظها سواء كان ذلك بتوفير حقيبة مناسبة أو بتثليج قنينة الماء أو العصير ليبقى ما في جانبها محافظاً على برودته».
الأكلات الإماراتية
وعن الأكلات الشعبية الإماراتية التي تعد لوجبة الإفطار، قالت حلبي ان الأكــلات الإماراتية تحتوي على العديــد من الســعرات الحرارية العالية والدهون، فكوب واحد من البلاليط يســاوي 380 ســعرة حرارية تقريباً، رغيف الجباب يحتوي على 125 سعرة حرارية تقريباً، لذلك عليهم أن يتناولوها مرة أو مرتين في الأسبوع، مع مراعاة تقليل نسبة الدهون فيها».