الأطعمة الملّوثة.. تسمم ومضـــــــــاعفات خطرة

يضطر ناس كثيرون لتناول الطعام خارج منازلهم، وقد يتعرض بعضهم لأوجاع مختلفة، قد تظهر عليهم بعد تناول وجبة ما، ومن هذه الأعراض التي قد تظهر مباشرة على الشخص الإعياء، والتعب، والإحساس بتقلصات معوية، ما يدفع الشخص إلى الذهاب للمستشفى، وقد يقضي فيه أياماً، بسبب ما يسمى التسمم الغذائي الذي يحدث نتيجة تناول أطعمة مكوناتها فاسدة، نتيجة لقلة النظافة في المكان أو الأشخاص العاملين فيه، وللوقاية من ذلك على الراغب في تناول الطعام دائماً التأكد من أن المكان الذي يتخيره نظيف، وأن جميع مكونات الطعام غير فاسدة، عن طريق لونها أو مذاقها.

وعرفت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، التسمم الغذائي بأنه «حالة مرضية تصيب الإنسان، نتيجة تناول طعام أو شراب ماء ملوث»، مضيفة أن له أسباباً عدة أهمها «أن يكون الطعام ملوثاً بجراثيم، والتي تفرز بعض السموم التي تسبب هذه الحالة المرضية، أو أن يكون الطعام ملوثاً بمواد كيميائية سامة، أو يكون منتهي الصلاحية، أو أن تكون السموم موجودة بصورة طبيعية».

وعن الأطعمة التي قد تكون غير صالحة للاستهلاك، قالت «لا يمكن التعميم بأن جميع الأطعمة المعدة في المطاعم غير صالحة للاستهلاك، غير أنه يمكن اعتبار (الشاورما) و(الدجاج المشوي) اللذين يعّدان على الرصيف، معرضين للتلوث الجوي، وهي بيئة صالحة لتراكم الملوثات الهوائية، فـ70٪ من هذه الملوثات تأتي عن طريق عوادم السيارات، وفق أبحاث أجريت في هذا المجال».

تلوث بالرصاص

وأوضحت أن الأبحاث كشفت عن أنواع هذه الملوثات «فهناك أنواع تؤثر في صحة الإنسان، ومنها أول أوكسيد الكربون الذي يتحد مع الهيموجلوبين بمعدل 200 مرة أكثر من الأوكسجين، ما يتسبب في إعاقة وظيفة الأوكسجين في الدم، ويحوله إلى أوكسيد كربون الهيموجلوبين، وتحدث أعراض التسمم في ذلك تدريجياً، ومن دون أن يشعر بها الإنسان».

وأضافت راشد «بالنسبة للتلوث بمعدن الرصاص فغالباً ما يكون متوافراً في الأصباغ والدهانات والمواسير والصناعات المختلفة، بالإضافة إلى أنه أحد مخلفات عوادم المركبات بصورة بروميد الرصاص، حيث يدخل إلى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي أو الهضمي، نتيجة تناول طعام ملوث به، ما يتسبب في حدوث تسمم لكثير من أعضاء الجسم»، موضحة أن من أهم العوارض التي تصحب التسمم بالرصاص «حدوث تقلصات في البطن للكبار، ويعمل على خلل في عمليات الأيض والكالسيوم والزنك والحديد، ما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي، وللأطفال تكون أعراضه ضعف القدرة على الفهم والاستيعاب، وتغيراً في السلوك وهبوط النمو، بجانب الأنيميا وتسوس الأسنان، وقلة النوم والتشنج».

وذكرت أن الأطعمة التي يمكن أن تتوافر فيها هذه السموم «الأطعمة التي تكون نسبة الرصاص فيها عالية، مثل السندوتشات التي تحشى بالبطاطا، فهناك من يضعها على أوراق الجرائد التي تحتوي على نسب مرتفعة من الرصاص، بالإضافة إلى أن هناك سندوتشات يتم لفها بأوراق معادة التصنيع والتي بها مبيضات لتعطي الملمس المطلوب».

وبينت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي أن النوع الثاني من الملوثات الجرثومية «بكتيريا (ستافيلوكوكاس اورياس) واسعة الانتشار في الهواء والغبار والتراب والأطعمة والحليب، والتي قد تنتقل من مجاري تنفس الإنسان إلى الغذاء من أيدي العاملين حال تحضيره، أو عن طريق العطس والسعال، أو استخدام أدوات المطبخ الملوثة بها». مضيفة أنه توجد أنواع أخرى من التسمم تسببه «بكتيريا (السالمونيلا) التي تنتقل للإنسان عن طريق اللحوم النيئة، أو غير الجيدة النضج في أثناء في الطهو، وعلى وجه الخصوص الدواجن والبيض والخضار». وحذرت من أنها قد تتسبب بأمراض خطرة مثل «التيفوئيد، وأول أعراضه المغص المعوي ثم التقيؤ والغثيان والحمى والإسهال والصداع، والشعور بالبرد، وقد يؤدي إلى الوفاة».

وأضافت أن التسمم ببكتيريا (كامبيلوباكتر) الذي يصاب به الإنسان نتيجة الدواجن واللحوم غير المطهية «نوع آخر من أنواع التسمم الذي تكفي قطرة واحدة من السائل المرشح من اللحوم للتسبب بالمرض، وهذا ينتج عن التداول غير الصحي للأطعمة، كاستخدام ألواح تقطيع اللحم النيئة، واستخدامها في تقطيع السلطات» .

قواعد النظافة

وشددت على نظافة معدّي الأطعمة «لأن هناك تسمماً ينتج عن عدم النظافة، ويرجع السبب الرئيس في التسمم ببكتيريا (الشيجيلا) إلى عدم التزام معدّي الطعام بقواعد النظافة، خصوصاً غسل الأيدي بعد الخروج من دورة المياه، وقد ينتقل من الحشرات مثل الذباب».

وتابعت «من الأطعمة التي يمكن أن تتسمم من بكتيريا (الشيجيلا)، السلطات والبطاطس والمعكرونة، بالإضافة إلى الروبيان والخضار وأي نوع من الغذاء لا يتعرض لمعاملة حرارية كافية».

أما عن الفيروسات التي تسهم في الإصابة بالتسمم الغذائي، فقالت: «أهم الفيروسات التي قد تنتقل إلى الإنسان فيروس التهاب الكبد أ، وهو من أكثر الفيروسات شيوعاً في ذلك، وتنتقل من خلال السلطات والأطعمة البحرية عندما تكون متداولة مع شخص مصاب بالفيروس، وتكون أعراضه الإعياء والغثيان والتقيؤ، وللوقاية منه يجب طبخ الطعام جيداً».

للوقاية

وللوقاية من التسمم الغذائي، قالت «لابد لأي شخص قبل الإقبال على أي مطعم لتناول الطعام التأكد من ثلاث نقاط مهمة: نظافته، وطريقة الطهو، بالإضافة إلى عملية تبريد الأطعمة، وإذا كان هناك جزء من الطعام المتبقي، وأراد الشخص أخذها إلى المنزل، فيجب الحرص على ألا تزيد المدة الزمنية على ساعتين من دون حفظها في الثلاجة، وذلك لارتفاع درجات الحرارة». ووجهت لطيفة راشد نصائح لإدارات المدرسة لتجنب حدوث التسمم الغذائي لطلابها بقولها «يجب اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد على نمو الطلاب جسمانياً، مع منع المشروبات الغازية والحلويات، وإدخال صنف الفواكه ومنتجات الحليب القليل الدسم». وأضافت أن «شراء السندوتشات يجب أن يكون من أماكن تطابق الشروط الصحية، وعند تسلم الأطعمة من المخابز أو المطاعم، يتعين أخذ عينة عشوائية وفحص مكوناتها من اللحوم أو الفلافل أو الخضار من حيث النظافة، ودرجة حرارتها تدل على جودتها».

عوامل مساعدة  
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
ترك الطعام لفترة طويلة في جو الغرفة قبل أكله.
التسخين أو التبريد غير الكافي.
عدم إنضاج الطعام جيداً عند الطبخ.
تلوث الطعام بطعام آخر ملوث.
تلوث الطعام بأدوات ملوثة.
تجميد اللحوم كبيرة الحجم أو تسييح اللحوم المجمدة بطريقة غير صحيحة.
أكل الخضراوات أو الفواكه من دون غسلها.
تناول الأطعمة المعلبة الفاسدة منها.
انتقال الميكروبات من شخص مصاب للطعام.

الأكثر مشاركة