فيتامين «ب» لا يقي من السرطان

ذكرت دراسة أميركية جديدة أن حبوب المكملات الغذائية من فيتامين «ب» غير مفيدة لمرضى السرطان، كما كان معروفاً في السابق، وتبين أن النساء اللاتي كن يتناولن الفيتامين بشكل يومي، الذي يتضمن كلاً من «ب 6» و«ب 12» وحمض الفوليك، المعروف باسم فيتامين «ب 9» على مدى سبعة أعوام ونصف العام، لم يكونوا أقل خطراً من الإصابة بالسرطان أو الوفاة بسببه.

وقال المشرف على الدراسة من مستشفى النسائي وكلية الطب في جامعة هارفارد في بوسطن، الدكتور شومين زانغ، «إن الدراسة تظهر أن أخذ المكملات الغذائية من فيتامين «ب» بأنواعه المختلفة، لم يكن له تأثير إيجابي أو سلبي، وذلك في ما يخص جانب الإصابة بالسرطان». وكان الباحثون قد بدأوا أخيراً في البحث والكشف عن عدد من الفيتامينات المختلفة التي قد تحمي الجسم من السرطان، بينما شملت الدراسة الأخيرة التي نشرت هذا الأسبوع في دورية الجمعية الأميركية الطبية، نحو 5442 امرأة تخضع للرعاية الصحية من مختلف ولايات أميركا، بمعدل عمر 63 عاماً، واللاتي كن يعانين أمراض القلب والأوعية الدموية، وممن يعانين من مخاطر الإصابة بها، مثل إصابتهن بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستوى الكوليسترول، حيث كان الخبراء المعالجون والمتابعون لصحة مجموعة النساء يأملون بأن تعمل المكملات الغذائية من فيتامين «ب» على حمايتهن من مرض السرطان، بعد أن أشارت دراسات سابقة إلى احتمال ارتفاع نسبة الوقاية من الإصابة بالمرض، خصوصاً سرطان القولون.

إلا أن النتائج التي بينتها الدراسة الأخيرة كشفت أن عدد النساء اللاتي أصبن بالسرطان بين كل من اللاتي استمررن في تناول فيتامين «ب» وأخريات لم يقمن بذلك، كان متقارباً، حيث وصل عدد النساء اللاتي أصبن بالسرطان من بين المتعاطيات للفيتامين 187 امرأة، بينما وصل عدد النساء اللاتي لم يتعاطين الفيتامين نحو 192 امرأة، وهي النتيجة المتقاربة، التي تبين وجود مخاطر متساوية ومتشابهة بين المجموعتين، ما يعني الاحتمال المتساوي في الإصابة بالسرطان، أو عدم النجاة منه.

وكشفت الدراسة أن النساء بين عمر 65 عاماً، وما فوق، ممن يتناولن الفيتامين، كن أقل احتمالاً لخطر الاصابة بالسرطان بأنواعه المختلفة بنسبة 25٪، و38٪ أقل خطراً للإصابة بسرطان الثدي، إلا أن زانغ أكد أن هذه النتائج لا تعتبر واضحة، ولا تؤكد ما إذا كان الأمر مصادفة، أو نتيجة مباشرة وحتمية لتأثير فيتامين «ب».

فوائد صحية

يمكن للأفراد الحصول على حمض الفوليك وأنواع فيتامين «ب» الأخرى، عبر الخضراوات الورقية الخضراء، وحبوب الإفطار المعززة بالفيتامين، ويعتبر مهماً أن يحظى الأفراد بالقدر المناسب من أنواع فيتامين «ب» المتعددة، التي تعتبر مهمة للتغذية والنمو، ولتطوير عدد كبير من الوظائف في الجسم، فعلى سبيل المثال، يعتبر حمض الفوليك مهماً في عملية إنتاج كريات الدم الحمراء، بالإضافة إلى أهميته في تفادي مشكلات الحمل والولادة، وسلامة دماغ الوليد وعموده الفقري.

حمض الفوليك

وعلى الرغم من نتائج الدراسة الأخيرة، تقترح أبحاث أخرى أن الأفراد الذين يتناولون الأطعمة العالية في نسبة حمض الفوليك يمكن أن يقللوا من خطر إصابتهم بالسرطان، بحسب الدكتور جون مانسون من مستشفى بريغهام النسائي، الذي شارك أيضاً في الدراسة.

وبحثت دراسات أخرى عما إذا كان فيتامين «ب» يزود فوائد صحية إضافية، بحسب دراسات نشرت في الدورية ذاتها، التي بينت أن جرعات عالية من الفيتامين ذاته لا تقلل من انخفاض المهارات المنطقية المصاحبة لمرض الزهايمر، حيث أخذ مرضى الزهايمر في هذه الدراسة فيتامين «ب» من نوع 6 و12 وحمض الفوليك على مدى 18 شهراً.

إلا أن دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، نشرت نتائجها أول من أمس، أظهرت أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين «نيكوتيناميد»، وهو شكل من فيتامين «ب 3»، يمكن أن يقي من فقدان الذاكرة المرتبط بمرض الزهايمر في فئران المختبرات والحيوانات، بينما يدرس الباحثون حالياً، التي نشرت نتائج بحثهم الأخير في دورية علم الأعصاب، تأثير الفيتامين في الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر.

الأكثر مشاركة