أنظمة غذائية وتمارين رياضية تقـــــــي من مرض السكري

»السكري«.. مرض مزمن ومضاعفاته خطرة. أرشيفية

يُعد السكري من الأمراض المزمنة التي لا يقف تأثيرها في الجانب الصحي للفرد، بل في الجانب الحياتي، ولا يعتبر خطراً في حال واظب المريض على العلاج، لكنه يتطلب تغييراً في نمط الحياة الذي يتبعه الفرد، سواء من حيث الغذاء أو حتى الحركة. لذا تعد التوعية بالمرض من الأساليب التي بدأت تتبعها الدول، كون الوقاية خير من العلاج، ولأن حملات الوقاية اقل تكلفة بكثير من العلاجات الخاصة بالمرض، بالاضافة الى ان هذه الخطوات تؤدي الى الحد من زيادة نسبة المرض الذي دائماً تشير الإحصاءات الى انه بتزايد مستمر في مختلف انحاء العالم.

وقال الاختصاصي في أمراض الغدد في مستشفى «ويلكير»، الدكتور إياد قصيري، إن «السكري يتسع انتشاره بشكلٍ سريع، حيث اصبح عدد المرضى يتجاوز 150 مليوناً»، لافتاً إلى أن هذا الرقم من المتوقّع ان يتضاعف سنة 2025 ورأى أن الحد من تتضاعف المرضى يكون عبر الوقاية.

وأضاف عن كيفية تطور المرض عند المصابين «يمرّ المريض بما يُعرف بمرحلة ما قبل السكّري، قبل ان تتطور الاصابة، ويكون معدّل السكر في الدم أعلى من المعدّل الطبيعي، لذا ينبغي الاهتمام الى عدم تطوير المرض في هذه المرحلة». ووفقاً لقصيري «هناك بعض العوامل التي تعرّض المريض الذي في مرحلة ما قبل السكري إلى خطر تطوير إصابته، ومنها البدانة وانتماؤه إلى عائلة لديها سجل من الإصابات بداء السكري، والكسل، وقلة الحركة، وإصابته بأمراض اخرى مثل الكولسترول العالي وضغط الدم المرتفع».

وأوضح ان دراسات اظهرت أخيراً أنّ «بإمكان الذين يمرّون بمرحلة ما قبل السكري الوقاية لتجنّب الانتقال إلى المرحلة الثانية التي هي أكثر تطوّراً، من خلال تعديل النظام الغذائي، وزيادة التمارين الرياضية، لان الوعي حول الوضع الحالي واتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة يمكّن المرء من إعادة مستوى السكّر في الدم إلى المعدّل العادي».

تأخير تطوّر الإصابة

وأضاف قصيري انه وفقاً لدراسات عدة من الممكن تأخير الإصابة بالسكري، لمن هم عرضة للإصابة بالمرض، موضحاً أن ذلك يكون عبر اتباع بعض الأساليب، منها «النظام الغذائي الصحي، والتمارين الرياضية، وبعض التغييرات في نمط الحياة، اذ يجب ألا يقل معدّل النشاط الجسدي اليومي عن 30 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة، إضافةً إلى خفض الوزن بنسبة ١٠٪ وتعديل النظام الغذائي، والابتعاد عن الـ«فاست فود»، بالاضافة الى المشي السريع خمس مرات في الاسبوع».

وأفاد بأن أن «منع الإصابة بالسكري يعني منع مضاعفاته ايضاً وهي كثيرة منها الأمراض القلبية والجلطات وأمراض الكلية، وفقدان البصر، والأمراض العصبية، إضافة إلى مشكلات صحية أخرى».

حملات توعية

وكانت مؤسسات حكومية وخاصة عدة في الدولة نظمت حملات للتوعية بمرض السكري، في مناسبة اليوم العالمي للوقاية من السكري الذي صادف 14 من الشهر الجاري. وأقيمت في مركز ابن بطوطة حملة توعية حول السكري وكيفية الوقاية منه تحت شعار «لنتحد ضدّ داء السكري 2008»، وشارك في الحملة وزارة الصحة ومستشفى جبل علي الذي قدم الفحوص المجانية للناس. اما دور وزارة الصحة في دبي فكان بارزاً في دخولها مجال التوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه، وقالت مديرة إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، الدكتورة منى الكواري، أن «الوزارة تركز جهودها على اهمية التوعية حول مرض السكري، لاسيما ان نسبة مرضى السكري في الإمارات مرتفعة جداً، فهي تبلغ تقريباً 19.5%». وأشارت إلى أن النسبة «تعود الى مجمل عدد المقيمين والمواطنين في الدولة». متوقعة تزايد العدد «في حال لم تتم التوعية التي تقي من المرض».

وحذرت من أن اسلوب الحياة الخاطئ هو الذي يؤدي الى زيادة عدد المصابين، وأكدت أن «الانظمة الخاطئة التي يعتادها المرء، والانظمة الغذائية المتبعة من الاطفال في المدارس، وكذلك في الحياة العامة ليست صحية، ما يؤدي الى تحول المرض الى وباء».

عادات سيئة

وقالت الكواري عن أسلوب الحياة الخاطئ المتبع لدى كثيرين، إن «هناك عادات سيئة تسيطر على المجتمع، ومنها الـ«فاست فود»، الذي اعتاده كثيرون في أعمار مختلفة، ومن المتوقع ان ترتفع النسبة الى 21.7% حتى عام 2025 وتبلغ نسبة المواطنين نحو 40% فيما النسبة الباقية للوافدين». وشجعت على زيادة الحركة، وعلى تعليم الاطفال كيفية تناول الاكل الصحي، والابتعاد عن الانظمة الصحية الخاطئة.

وأشارت إلى أن الصحة المدرسية تدخل ضمن نشاطات القسم العلاجي والقسم الوقائي في وزارة الصحة، وأوضحت أن هناك «أنشطة عدة تقام في المدارس لتوعية الاطفال حول المرض، وكيفية العناية والوقاية كي لا يسبب مضاعفات، وبالتالي هناك العديد من الخطوات التي نأخذها بالتعاون مع المعلمين». وتابعت «نركز حالياً على اهمية الوقاية من البدانة، لاسيما عند الصغار في المدارس، ومن المعروف ان البدانة هي من الامور المسببة للسكري». مستطردة «ليس سهلاً أن يتجاوب الناس مع هذه الخطوات، فالعمل يحتاج الى وقت لكننا لن نتوقف لان الوقاية دائماً خير من العلاج».

اتفاقية

وقال مدير العلاقات الدولية في وزارة الصحة عضو المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي، ناصر خليفة البدور، «أخذت حملة السكري على عاتقها مراكز التسوق، إذ بدأت تدخل الحياة الخاصة للمقيم والمواطن، من خلال المراكز وهذا مهم كسبيل للتوعية». وعن اهمية الفعاليات في مراكز التسوق، قال: «تعد الحملات مهمة، كون المرض مبنياً على التثقيف الصحي، وشخصياً من خلال الحملات خسرت من وزني 15 كيلوغراماً بعد ان تثقفت عن المرض، وذلك بسبب الخوف». ولفت إلى أن «نسب المرض في ارتفاع عالمياً، ويخسّر السكري الدول كثيراً لأنه مكلف، والوقاية خير من العلاج».

ونوّه البدور باتفاقية تعاون حول اهمية الوقاية من مرض السكري بين دول مجلس التعاون، وأوضح أنها «تقضي بوضع الضوابط والاطر وطرق التعاطي مع المرض، ورصدت ميزانية ضخمة لاجراء مسح شامل عن نسب المرضى في دول مجلس التعاون، وهناك لجنة عليا لمكافحة مرض السكري كونه من الامراض المزمنة».

ودعا إلى النظر في مضاعفات المرض، وآثاره في الشرايين والقلب والنظر، والتركيز على كيفية الوقاية من السكري، مشيراً الى ان الدولة اعتمدت بناء كثير من المراكز الصحية والمرافق العامة التي تشجع على المشي، وكلها تخفف من آثار أمراض السكري. أما الفعاليات فأكد البدور أنها تأتي في وقت واحد في دول مجلس التعاون، بالإضافة الى الاحصاءات والمسح الشامل الذي يتم وفقاً لخطط خمسية، وأمل ألا يزداد العدد في السنوات الخمس المقبلة.

أنواع

تختلف الإصابة بالسكري باختلاف النوع، إذ إن هناك نوعين منه، بالإضافة الى سكري الاطفال، وسكري الحمل الذي تتخلص منه المرأة بعد الولادة، ولا يتطلب علاجات محددة. بينما النوعان الاول والثاني يحتاجان الى علاج بالانسولين وإلى نظام غذائي وقائي كي لا يؤدي الى مضاعفات تعتبر خطرة، على الرغم من ان المرض نفسه ليس بالخطر. ولكن من تأثيرات المرض انه يؤثر في الشرايين والأمراض القلبية والنظر والكلى.
تويتر