مسجلّون كمصابين بالربو لا يعانون منه

أفادت دراسة كندية بأن ثلث الذين شخص أطباؤهم إصابتهم بالربو الشعبي التحسسي (ازما) في كندا لا يعانون من هذا المرض، وعزا الباحثون الزيادة في انتشار حالات الربو الى الفحوص الخاطئة. وأكدت الدراسة المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الكندية أول من أمس ان «نحو ثلث الاشخاص الذين شخصهم أطباؤهم بأنهم يعانون من الربو الشعبي التحسسي غير مصابين بهذا المرض».

وأضافت أن «هذا يعني ان الحالات المسجلة اكبر من الحالات الفعلية للمرض في كندا، وأن ملايين الاشخاص عبر العالم ربما يتناولون ادوية باهظة الثمن ويغيرون نمط حياتهم بلا طائل لعلاج هذا المرض المزمن. ويتسبب الربو في ضيق في المجاري التنفسية وناجم عن الحساسية او الهواء البارد او التمارين الرياضية والضغوط النفسية او العاطفية. وازدادت الحالات المسجلة للربو التحسسي بنسبة 75٪ في كندا والولايات المتحدة بين 1980 و1994.

وفي 2005تم تشخيص اكثر من 8٪ من الكنديين، في سن 12 عاماً وما فوق، بأنهم يعانون من الربو التحسسي. وفي 2007 تم إصدار 4.3 ملايين وصفة طبية بأكثر ادوية الربو التحسسي استخداماً لتبلغ كلفتها 329 مليون دولار كندي (268 مليون دولار اميركي). وتفيد آخر الارقام بأن 300 مليون شخص يعانون من الربو التحسسي في العالم، مع توقع ارتفاع ذلك الى 400 مليون حالة بحلول 2025.

وقال الباحثون الكنديون إن زيادة انتشار الاعراض والتشخصيص كذلك قد يكون عائداً الى زيادة الوعي بالمرض، وذلك بصورة جزئية بفضل الدعاية التي تقوم بها شركات الادوية للعلاجات الجديدة للربو التحسسي. وأضاف الباحثون انه تبين لهم بعد جملة من الفحوص والتحاليل التي أجروها على عينة من 540 مريضاً مفترضاً بالربو التحسسي، أن ثلث هؤلاء المرضى الذين يأخذون أدوية لعلاج الربو لا يعانون من المرض. وبينت الابحاث أن أقل من نصف الكنديين الذين شخص الطبيب إصابتهم بالربو التحسسي خضعوا فعلياً لاختبار فحص عمل الرئة عبر قياس التنفس، أو قوة الشهيق والزفير. ويشكل الاختبار أحد الطرق الأكثر نجاعة لتشخيص الربو التحسسي وغيره من أمراض الرئة لكنه مكلف ويستغرق وقتاً.

وقال نائب رئيس تحرير مجلة الجمعية الطبية الكندية، ماثيو ستانبروك، والطبيب الان كابلان الذي شارك في البحث في مقالة على موقع المجلة على الإنترنت أن عدم إجراء الفحص الاساسي امر «غير مقبول». وأضاف أن الطبيب الذي يعمل على معالجة ضغط الدم دون قياس ضغط الدم أو علاج ارتفاع الكولسترول دون قياس مستوى الكولسترول في الدم، إنما يخل بالقواعد الأساسية للرعاية الطبية.

تويتر