«الثقة بالنفس».. طاقة تذلّل الصعـــــــــاب

التعبير عن الطاقات الكامنة يعزز الثقة بالنفس فوتو دوت كوم

تتفاوت الثقة بالنفس من شخصٍ لآخر، وغالباً ما تكون مؤشراً إلى قوته أو ضعفه، فالإنسان الذي يتمتع بطاقة الثقة يكون قادراً على تذليل الأزمات والصعاب الحياتية، بينما الشخص الذي تهتز ثقته بذاته يتعرض لمشكلات واضطرابات نفسية، ومن ضمنها الاكتئاب والقلق، كما أكد اختصاصيون، ولأن الثقة بالنفس من السمات الشخصية الوراثية والمكتسبة، تتأثر بعوامل ومواقف عدة، تسهم في تعزيزها أو زعزعتها، ولا تعني بالضرورة فقدانها.

وعرّف اختصاصي الطب النفسي، الدكتور عامر سعدالدين، الثقة بالنفس بأنها «تعني معرفة الإنسان بإمكاناته وبالمواهب التي يملكها، وبقدرته على ممارسة الأعمال التي من شأنها تحقيق أهدافه المحددة، وإكماله المهام التي ينبغي عليه انجازها»، مشيراً إلى أنها من السمات الشخصية الوراثية والمكتسبة في الوقت نفسه، إذ إن السمات الشخصية جزءٌ منها يكون وراثياً.

وأضاف سعد الدين لـ«الإمارات اليوم» أن «المواقف التي تمر بحياة الإنسان لها دور كبير في تعزيز وزعزعة الثقة، فبعض المواقف إذا أحسن الشخص استغلالها، تعزّز ثقته بنفسه، وتعطيه دافعاً قوياً للتقدم للأمام، كامتلاك الجرأة في الحديث في حضور عدد كبير من الناس وعدم التردد، ما يترتب عليه المدح الذي بدوره سيعزّز الثقة بالنفس».

مواقف

ورأى أن هناك مواقف تزعزع الثقة وتهزها، ومن أهمها «التعرّض للإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين، والمقارنة بين الفرد وأقرانه، والاستهانة بمواهبه، والتقليل من قدراته، وعدم الاعتماد عليه في الأمور المهمة، وعدم إعطائه فرصة لإثبات ذاته»، مشيراً إلى أنه «تترتب على تلك المواقف مجموعة من المشكلات والاضطرابات النفسية، ومن ضمنها الاكتئاب والقلق».

وبيّن رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش، أن الثقة لها ميزات من أهمها «القدرة على التعبير عن النفس بصراحة وجرأة، من دون تردد، وامتلاك روح المبادرة، والتمتع بعلاقات طبيعية مع الآخرين، ولا يعاني الشخص من مشكلات أسرية، ولا يقف عند كل صغيرة وكبيرة، ويبتعد عن تأويل الأمور وإعطائها أكبر من حجمها».

وأضاف «يلعب الفرد دوراً كبيراً في زعزعة ثقته بنفسه، وذلك من خلال احتقاره لنفسه، واستهانته بقدراته، وإحساسه الدائم بالفشل، وعدم قدرته على مواجهة بعض المواقف أو إنجاز بعض المهام، وتهويل الأمور وإعطائها أكبر من حجمها، والفشل في علاقة عاطفية».

طرق تعزيز

وأشار العموش إلى أن الفرد يمكنه تعزيز الثقة بنفسه، مهما تزعزعت واضطربت، بشكل فردي أو جماعي «من خلال التعبير عن طاقاته الكامنة، وإعطائه أدواراً ومسؤوليات للقيام بها».

وأيد رأي العموش حول تعزيز الثقة، سعدالدين الذي أضاف أنه «يجب البحث عن نقاط الضعف الكامنة والعمل على تنميتها، وعدم التردد في الإفصاح عن المشكلات التي يعاني منها الشخص، وتشجيعه لذاته على العمل لتحقيق الإنجازات»، مشدداً على ضرورة «عدم الاكتفاء فقط بمحاسبة الشخص لذاته وجلدها عند الخطأ، ما يتطلب عزيمة وإصراراً شديدين، وكلما استطاع الفرد التغلب على الصعاب التي تحول دون تحقيق أهدافه زادت ثقته بنفسه».

المرأة والطفل

ونفى سعد الدين أن تكون المرأة أقل ثقة بنفسها من الرجل، كما يعتقد كثيرون، موضحاً «يشاع أن المرأة أقل ثقة بنفسها من الرجل، لأنها غالباً لا تستطيع أن تكبت عواطفها وتخفي انفعالاتها، لتكون أسيرة مشاعرها ودموعها، فتنسحب بذلك من مواجهة بعض المواقف، فلذلك يعتقد أنها لا تملك الثقة بنفسها». وأكمل «على خلاف الذي غالباً ما يكون دفاعياً، ويسعى إلى تبرير مواقفه من خلال مواجهتها، حتى لا يكون للآخرين حجة عليه».

وقال في ما يخص الأطفال «غالباً ما تترجم عفوية الأطفال في التعامل مع أسرهم، والتفاعل مع محيطهم، على أنها ثقة كبيرة بالنفس، وعادةً ما يكتسبونها من تشجيع أولياء أمورهم».

بينما أكد العموش أن «الثقة بالنفس لا ترتبط بالنوع أو الجنس، ذكراً كان أو أنثى، فهي من السمات الشخصية المكتسبة والوراثية، التي تتأثر بالعديد من العوامل».

وأضاف «قد تسهم العاطفة الجياشة التي تمتلكها المرأة وتكون أحد أهم أسباب نعتها بعدم الثقة، في دور كبير في تعزيز ثقة أفراد أسرتها». وأكد أن «الأسرة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، من خلال العمل على صقل مهاراته، وتنمية قدراته وتشجيعها، فيكون بذلك طفلاً منفتحاً يتمتع بالثقة بنفسه» لافتاً إلى أن غياب دور الأسرة «يجعل الطفل انطوائياً منغلقاً على نفسه».

لتعزيز ثقة الأطفال


 

 


 
 
 
أفاد اختصاصي الطب النفسي الدكتور عامر سعد الدين، بأن هناك طرقاً كثيرة تساعد الطفل على بناء الثقة بالنفس وتجنبه زعزعتها، التي لا تعني البتة عدم القدرة مجدداً على تعزيزها وتنميتها، حتى لو استغرق الأمر وقتاً طويلاً، ومنها حسب سعد الدين، «حماية الطفل من أن يتعرض للأذى منذ صغره، والعمل على تربيته على أسس علمية صحيحة، وتشجيعه على التحدث، لاسيما من قبل الوالدين والتربويين، والابتعاد عن إحباطه، وتشجيعه على القيام بالأعمال التي يترتب عليها حوافز ومكافآت، تزيد من ثقته بنفسه، واستخدام عبارات المدح عند إنجاز وتحقيق أعمال ناجحة».
عبارات بنّاءة


إذا شعرت بأن ثقتك بنفسك قد تزعزعت، فتذكّر هذه العبارات البناءة التي من شأنها أن تشجعك على العمل على تعزيز نفسك من جديد:

ابذل ما في وسعك لإعادة الثقة في نفسك من جديد.

اعمل بحماسة ولا تخشَ رأي الناس.

أطلق العنان لأحلامك، واعمل على تحقيقها.

احرص على ثناء نفسك ومجازاتها عند تحقيق أهدافك، ونجاح أعمالك.

قدّم العطاء واحرص على الثناء.

لا تأسَ على ما فاتك وخطط للمستقبل.

لا تلتفت للوراء وانظر دائماً إلى الأمام.

احرص على التجديد والابتكار دائماً.
تويتر
آخر تحديث للصفحة تم بتاريخ: 20 أكتوبر 2020 09:54
log/pix