طهـاة: نَفَـسُ المـرأة يفـوق أســرار المهنة
«الطباخون المبدعون في العالم رجال».. مقولة اصبحت راسخة في اذهان كثيرين، وصار هناك شبه اقتناع بها، لكن هذا لا يعني ان على الرجل الطباخ ان يمارس مهنته في المنزل، فهؤلاء الطباخون يعملون بهذه المهنة كأي عمل آخر يعود عليهم بالكسب المادي، وأجمع طهاة يعملون في فنادق فاخرة على انه مهما كان الطاهي ماهراً فهو لا يستغني عن نفس المرأة الذي يعتبر الأروع، وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» انهم لا يطبخون في منازلهم، ويتركون لزوجاتهم ان يتصرفن في ممالكهن على راحتهن، الا اذا استشارتهم زوجاتهم، مشيرين الى انه على الرغم من صيت المرأة المعروفة بثرثرتها امام الجارات والصديقات الا انهم لا يبخلون عن اعطائهن بعض اسرار مهنتهم، والتي تضفي على اكلاتهن التميز والتنوع، وكشفوا عن بعض أسرار المهنة، والمواصفات التي يجب ان تتحلى بها زوجة الطاهي الحالية، او من تريد الاقتران بطاهٍ في المستقبل، واكثر الاكلات التي يحبونها من ايدي زوجاتهم.
نكهات خاصة
وقال الشيف، هاني محمد، الذي يعمل في فندق ميلينيوم ابوظبي إن «طبخ المنزل له طعمه الخاص، والنفس الانثوي لا يعلى عليه»، مطالباً بإعطاء المرأة «المساحة التي تتحرك فيها بحرية، خصوصاً في مطبخ منزلها الذي تعتبره مملكتها الخاصة، والتي لا يجب أن يقحم أحد نفسه فيها، حتى لو كان هذا الشخص طباخاً على درجة عالية». وأشار إلى أن «طبيعة مجتمعاتنا العربية مازالت تقف حاجزاً امام عمل المرأة كشيف في الفنادق على وجه الخصوص».
وذكر أن اكثر اكلة يحبها من يد زوجته هي «البامية، فلها طريقة خاصة في تحضيرها»، وعما اذا ما كان يعطيها بعض اسرار نكهاته، قال «لا ابخل عليها ابداً، لكنها نادراً ما تطلب لأنها طباخة ماهرة»، واعتبر أن أهم المواصفات التي يجب ان تتحلى بها زوجة الطباخ «ان تكون صبورة وذواقة».
وأيده الشيف ربيع جوان الذي يعمل في فندق في دبي، وأضاف «مستحيل ان ادخل مطبخ منزلي، خصوصاً في وجود زوجتي التي لها نفس في الطعام لا مثيل له، ولا يقدر عليه اهم الطباخين في العالم»، عازياً السبب وراء النفس العالي المستوى بالنسبة للكثير من النساء إلى انهن «يطبخن بكميات قليلة، ويتفنن في النكهات، على عكس (الشيف) الذي يطبخ لـ٥٠ شخصاً على الاقل، ويركز على سر نكهته الخاصة، علاوة على أن المرأة تتأنى في طبخها، على عكس الشيف ايضا الذي يجب ان يكون سريعاً لتلبية رغبات الزبائن».
وأشار إلى أن اكثر اكلة يحبها من يد زوجته هي «المسقعة التي تتقنها بحرفية»، وذكر أن أهم مواصفات زوجة الطباخ «ان تحترم انه يفهم بكل انواع النكهات»، وتطور حاسة التذوق لديها».
فكرة مرفوضة
ورأى الشيف منذر البهائي الذي يعمل في فندق في العين ان «فكرة دخول النساء الى مطابخ الفنادق مرفوضة اجتماعياً، مع انها لو اعطيت لها الفرصة لذلك ستلغي مقولة ان الرجال اكثر عبقرية في الطبخ من النساء». وأضاف «خلال اداء مهنتي في الطبخ افكر في العودة الى المنزل لأتذوق اشهى المأكولات من يد زوجتي التي تتفنن بها وتعطيها من نفسها ولمساتها ما لا يستطيعه اكبر الطباخين في العالم».
ولفت إلى أن اكثر اكلة يحبها من يد زوجته هي «المقلوبة بكل انواعها فهي متخصصة فيها، اضافة الى ورق العنب»، معتبراً أن أهم المواصفات التي يجب ان تتحلى بها زوجة الطباخ «ان تكون ست بيت بمعنى الكلمة».
ورفض الشيف عدنان مهنا الذي يعمل في فندق في دبي فكرة دخول الطاهي مطبخ المنزل، مستدركاً «إلا لوضع اللمسات الاخيرة على ما تعده زوجتي من طعام، وهذا جل مشاركتي اياها»، موضحاً «امتهن الطبخ واعتبره مصدر رزقي، وكغيري احب ان اعود من العمل لأرى زوجتي تحضر الطعام الخاص لي». وعن اكثر الأكلات التي يحبها مهنا من يد زوجته قال «صينية الكبة، وحلوى المهلبية»، مشيراً إلى أن فهم الزوجة وتعلمها كل انواع النكهات، يعتبر الطريق السهل لحب الرجل لها، وأفضل المواصفات التي يجب ان تتوافر في زوجة الطباخ.
تفنن
ونفى الشيف كمال شرابي في فندق هيلتون النيل، والذي يعرف بطباخ الفنانين، عملية دخوله مطبخ منزله بالمرة، موضحاً «بصراحة لا اتدخل ابدا في مهمة الطبخ في المنزل الا اذا طلبت زوجتي مني ذلك لوضع اللمسات النهائية».
وأضاف «زوجتي طباخة ماهرة، ولديها ذوق عالٍ جداً في تحضير الطعام واستخدام البهارات، وتعمل جاهدة لجعل الطعام جميلاً، لأنها تعلم انني افهم في كل صنوف الطعام، وهذا مجهود اضافي يجب ان تتحلى به زوجة الطباخ».
ونصح كل فتاة تريد ان تقترن بطباخ او مقترنة به بأن «تهتم بنظافة منزلها، خصوصاً مطبخها، وان تبتعد قدر الامكان عن تحضير الاطباق التقليدية وذلك يكون بالتفنن بإضافة الاعشاب والتوابل». وقال إن احب الاكلات التي تصنعها زوجته الى قلبه هي «المحشي، والاسماك بكل انواعها».
واختلف مع الآراء السابقة الشيف حسين نعيم من فندق مريديان ابوظبي، وقال «اعشق المطبخ اينما كان، حتى لو كان في منزلي ولا اشعر بأني اتعدى على مملكة زوجتي لأني اترك لها المجال ايضا في صنع ما يحلو لها» مؤكداً «ولكنها لا تستغني ابدا عن لمساتي الخاصة في كل طبق».
وأضاف «هناك اكلات لا اتدخل بها ابدا كمقلوبة الدجاج والفريكة باللحم ومتبل الباذنجان الذي تصنعه بطريقة مميزة حتى انني مستعد لتناول خمسة اطباق منه»، ورأى أن زوجة الطباخ يجب أن تتميز عن غيرها سواء في طريقة الطهو او تقديم كل الوجبات والأصناف.
تقسيم مهام
وقال الشيف ايمن يتيم من فندق ميلينيوم ابوظبي ان المشاركة في مطبخ المنزل لا ضرر منه، خصوصاً اذا كانت الزوجة عاملة هي الأخرى، وأضاف «تقسيم الوقت بيني وبين زوجتي يعطي نكهات مختلفة وأذواقاً متعددة من الممكن الاستفادة منها، ولدي قناعة تامة بأن نفس المرأة في الطعام لا مثيل له في العالم كله». وذكر أن أهم مواصفات زوجة الطباخ التي يجب ان تتحلى بها «ان تكون خلوقة، وعلى دراية كاملة بأمور البيت ونظافته».
ووافقه زميله في الفندق الشيف زهير البحر، مؤكداً «أساعد زوجتي في كثير من الاحيان، واعطيها اسرار نكهاتي، واسألها دوماً ان كانت تود مساعدتي لها»، مشيراً إلى انها لا تحتاج الى مساعدته، لأنها طباخة من الدرجة الاولى، حسب البحر الذي قال إن «أكثر أكلها احبها من يدي زوجتي هي المقلوبة والمحاشي التي تتفنن بهما»، مختتماً بأن الروح المرحة والنفس الطيب في الطعام من أهم المواصفات التي يجب ان تتوافر في زوجة الطباخ».
واعتبر ياسر الصمادي الذي يعمل في فندق في دبي، أن دخوله المطبخ ضرورياً، موضحاً «اذا لم اساعد زوجتي فهناك كارثة ستحل بالطعام، فزوجتي للأسف لا علم لها بفنون الطبخ ولم تخدعني قبل الزواج وليس لها صبر ابدا على الطعام ولا تفهم انواع التوابل، فمشاركتي لها في المبطخ ضرورة لابد منها الى ان تتعلم»، وأضاف «على الرغم من ذلك، أعتقد أن النساء افضل من الرجال في الطبخ، فلهن تكتيك خاص وسر مهنة يميزهن حتى عن بعضهن كبصمة اليد التي تختلف من شخص لآخر».
قالوا عن طهو النساء
الشيف الفرنسي فولفارت أحد أشهر الطباخين في العالم: «نادراً ما ادخل إلى المطبخ في بيتي لأني موظف برتبة شيف، لكن هذا لا يمنع من أن أدلل أسرتي بطبخ نوع واحد فقط في الأعياد».
الطباخ الإسباني والملاكم السابق فابيان مارتين والملقب بأفضل صانع للبيتزا في العالم، والذي نشر أخيراً كتابه «ألذ أنواع البيتزا في العالم»: «لا أدخل مطبخ منزلي ابداً، خصوصاً في وجود زوجتي التي تتقن فنون الطعام والطبخ بكل انواعها».
اشهر طباخ في العالم الفرنسي الان دوكاس: «من حق زوجتي ان تطبخ لي، ومن حقي ان اتذوق من يدها ما لا يتذوقه غيري باستثناء بعض الأصدقاء، فهذا بالفعل ما أستحقه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news