«الأيروفيدا».. علاج يجمع الأعشاب والتدليك واليوغا
يتجه كثيرون للاعتماد على علاجات الأعشاب المكملة، كونها أثبتت فعاليتها على مر العصور، ويعتبر «الايروفيدا» أحد أنظمة العلاجات القديمة الذي يعود تاريخه الى ما قبل 5000 سنة، وموطنه الأصلي الهند، ويعمل على معالجة الجسم ككل وليس الاعراض فحسب. ويعتمد على زيوت هندية الأصل هي مزيج بين أنواع متعددة من الأعشاب قد يصل عددها الى 50 نوعاً، ويجمع بين الأعشاب والتدليك، واليوغا، ولا يهمل «الايروفيدا» الفحوص الطبية الأخرى التي يحتاج إليها المريض، إذ تتطلب علاجاته تشخيصاً مبدئياً بالأشعة والفحوص.
وقالت الاختصاصية في نظام «الايروفيدا» ومعالجة القولون في مركز دبي الطبي والعلاج بالأعشاب، الدكتورة آشا راني، إن «نظام علاج الايروفيدا يعتمد على الاعشاب الهندية المتنوعة، ويعتبر من اكثر العلاجات الطبيعة قدماً»، وأوضحت أن العلاج يعتمد على الزيوت المصنوعة من الاعشاب الطبيعية الممزوجة، والجمع بين الادوية العشبية، والتدليك وحمامات البخار، بالاضافة الى اليوغا المهمة جداً للعضلات والجسم.
وأوضحت أن «هناك ثلاث طاقات في الجسم موزعة في ثلاث مناطق، وهي: واتا وتعني منطقة البطن، وبيتا وهي المنطقة بين البطن والبلعوم، فيما كافا هي منطقة الرأس. وان العلاج يعمل على ايجاد التوازن بينها».
وأضافت راني أن الاسباب التي تدعو الى علاج «الأيروفيدا» مختلفة، ما يؤدي الى اختلاف في انواعه، وذكرت أن «مركز دبي الطبي والعلاج بالاعشاب يقدم سبعة علاجات من نظام الأيروفيدا، بالإضافة إلى نوعين من التدليك».
وأكدت أنه «يعالج كثيراً من الآلام والأمراض، كأوجاع المفاصل والظهر التي تصيب النساء، بالإضافة الى علاج البشرة الذي يضمن تأخير شيخوخة الجلد»، وتتم بعض الإجراءات في مرحلة ما قبل البدء بالعلاجات، حيث يخضع المريض ـ حسب راني ـ للفحوص «وتجرى له بعض صور الأشعة العادية، والمغناطيسية ان دعت الحاجة، ما يؤدي الى تشخيص الطبيب للحالة، وتحديد نوعية العلاج ومدته».
وأوضحت أن نظام «الأيروفيدا» يجمع بين أكثر من علاج، لكل منها وظيفة خاصة «فالتخفيف من آلام الظهر يكون مع علاج كاتيفاستي هو زيوت طبيعية توضع في قالب مصنوع من المواد الطبيعية ايضاً، ويجب المحافظة على الزيوت دافئة، لذا، فالعملية تتطلب التغيير المستمر للزيوت كي تعطي نتيجة فعالة، ويستخدم للتخفيف من آلام الظهر المتعلقة بالعضلات ومشكلات الفقرات والأربطة».
مواد طبيعية
أما علاج «ابهيانغا»، فهو حسب راني «تدليك كامل للجسم، بدءاً من الرأس وحتى القدمين، باستخدام الزيوت، وهو مفيد لمعالجة الأرق والصداع النصفي، وان تحقيق الأهداف الرئيسة لعمله تتم من خلال إيجاد التناغم بين الروح والجسد»، لافتة إلى وجود اختلاف كبير بين تدليك الجسم الذي يتم في المركز، والتدليك الذي يتم في المنتجعات، ناصحة الناس «بالذهاب إلى المراكز الصحية؛ كون المواد التي تستخدمها طبيعية، بالإضافة إلى ان جميع من يقومون بهذا العلاج هم من اهل الاختصاص».
وأفادت بأن من الأنواع الأخرى لنظام الايروفيدا علاج كيزي المكمل للابهيانغا «ويستــخدم عدداً من الاعشــاب المطحونة، فتمزج مع بعضها بعضاً، ويفيد في علاج التشنجات، والتواء المفاصل، والتهاب الفقرات، وعرق النسا، وعلاج شيرودهار لازالة التوتر والتخفيف من العصبية عن طريق سكب الزيوت على الرأس بطريقة متواصلة معتمدة على إيقاعات محددة».
وأضافت أن من العلاجات الأخرى «علاج نيتراتادبان، وهو خاص للعينين، حيث يتم ملؤهما بسائل يمنع جفافها، ويخلص من الارهاق الناتج عن الاستخدام المفرط للكمبيوتر، او مشاهدة التلفزيون. بالاضافة الى انواع من التدليكات التي تعنى بكل الجسم من الرأس وحتى القدمين، كما ان هناك علاجات خاصة بالبشرة وتعنى بتأخير شيخوخة الجلد».
وأشارت اختصاصية نظام «الايروفيدا» إلى أن جلسة العلاج تتراوح بين 15 دقيقة وساعة، وتختلف فترة العلاج باختلاف الأجزاء التي تخضع له، وبينت ان «بعض الحالات تستلزم جلسات يومية، فيما عادة نعتمد على جلستين خلال الأسبوع، بالإضافة الى أننا نحتسب المدة الزمنية التي يستغرقها التحضير للعلاج وكذلك التنظيف الذي يليه».
وشددت على أن مرحلة ما بعد العلاج من الأمور المهمة للحفاظ على جسم سليم وخالٍ من السموم، وقالت «لذا ننصح بضرورة اتباع الحميات الغذائية أو على الأقل عدم تناول المشروبات الغازية التي تدخل السموم الى الجسم، لأن الحميات الغذائية السليمة تضمن جسماً صحياً معافى».
وذكرت أن أنواع الزيوت التي تستخدم في مختلف العلاجات هي مزيج من انواع متعددة من الأعشاب، وذكرت أن «هناك ثلاثة أنواع أساسية من الزيوت، وهي دانونترام المؤلف من 40 عشبة، وساهنشرادي أو كشيربالا وتتميز برائحتها القوية، كونها زيوتاً مغلية بالاعشاب لأيام متعددة على نحو متواصل».
وذكرت الدكتورة آشا راني في ما يتعلق بتكلفة الجلسات بأن«سعر بعضها يبدأ من 200 درهم، والحصول على أكثر من جلسة يؤدي الى تخفيض في سعر الجلسات بنسبة 25٪». وعن إمكانية تأمين الجلسات من قبل شركات التأمين، قالت «توافق بعض شركات التأمين على تغطية العلاجات، فيما ترفض بعض الشركات الأخرى هذه العلاجات باعتبارها مكملة».