ناصر علي: الجمهور لا يريد الفيلم العربي في «إنفينتي»
نفى مدير قناة إنفينتي الفضائية، ناصر علي، الباكستاني الجنسية، والذي لا يجيد التحدث بالعربية أن يكون التباين الثقافي الذي يفصله عن معظم مشاهدي قناة إنفينتي العربية، عائقاً في سبيل تقديم محتوى إعلامي للقناة يلبي حاجة الجمهور العربي. وقال «أعمل في القناة منذ انطلاقتها في عام 2004 ولأن خبرتي الأساسية إدارية في المقام الأول فإن هناك عدداً من المستشارين الذين يقدمون لي دعماً فنياً مناسباً في هذا المجال».
وبرّر علي في حوار لـ «الإمارات اليوم» تواري مساحة الأفلام العربية على شاشة إنفينتي قبل أن تختفي تماماً، على الرغم من تركيزها سابقاً على تقديم عدد منها يومياً، لمصلحة سيل من الأفلام والمسلسلات الأجنبية، بقوله «اختفاء الفيلم العربي من على شاشة إنفينتي يتواكب تماماً مع رغبة الجمهور العربي الذي أصبح أكثر ميلاً إلى متابعة الدراما الأجنبية، سواء في ما يتعلق بالأفلام أو المسلسلات»، مستشهداً بلجوء عدد من المؤسسات العربية بإفراد مزيد من القنوات لهذه النوعية من الدراما مثل «إم بي سي ماكس» و«فوكس للأفلام وفوكس للمسلسلات» التابعتين لروتانا.
وأضاف «لا سبيل سوى الاعتراف بأن القنوات المتخصصة في عرض الأفلام العربية ربحت السباق في هذا المجال، وبشكل خاص روتانا سينما، وقناتا إيه آر تي أفلام، في الوقت الذي لا يشهد الإنتاج السينمائي العربي زخماً يجذب القنوات الفضائية للتركيز على المداومة على شراء جديده».
200 فيلم
وقال مدير «إنفينتي» إلى أن «القناة نجحت في شراء 200 فيلم سينمائي انتهى للتو عرضها في دور العرض الأوروبية من شركتي وارنر براذر وفوكس العالميتين اللتين ارتبطنا معهما باتفاقات ستمنحنا الأولوية في عرض أحدث إنتاجاتهما الهوليوودية»، لافتاً إلى أن «إنفينتي» أصبحت تشتري ما يزيد على هذا العدد من الأفلام الأجنبية بشكل سنوي كي توفر لجمهورها متعة متابعة فيلم أجنبي جديد مساء كل يوم في موعد ثابت هو الـ11 ليلاً»
وحول استراتيجية القناة في مواجهة كيانات ومؤسسات إعلامية كبيرة أصبحت تستحوذ على سوق الإعلام والدعاية العربية عبر رؤوس أموال وميزانيات كبرى مثل مجموعة «إم بي سي» الإعلامية وشبكة راديو وتلفزيون العرب، ومؤسسة دبي للإعلام وغيرها، قال علي «هناك خطوات مستقبلية كثيرة تتعلق ببناء جسور من التعاون والشراكة مع فضائيات عربية غير منافسة، وهو اتجاه بدأناه مع قناة الجديد اللبنانية عبر برنامج المسابقات، دولارات وسيارات ، الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة ونعرضه حالياً على شاشتنا في توقيت متزامن مع عرضه على شاشة القناة اللبنانية التي تركز على الداخل اللبناني بشكل رئيس في الوقت الذي نستهدف نحن على شاشتنا الجمهور العربي من مختلف الأقطار العربية وخارجها، وهو أمر يجعل القناتين في منأى عن المنافسة المباشرة التي تتيح تعاوناً جيداً يصب في مصلحة الطرفين وجمهورهما على المدى البعيد».
وتوقّع علي أن تحذو قنوات عربية أخرى حذو هذا التعاون الثنائي الذي لم يستبعد أن تتوسع قاعدته ليصبح ثلاثياً او رباعياً في حال الإنتاجات الأضخم بشرط أن تكون الشراكة بين قنوات غير متداخلة في علاقة تنافس على جذب الشرائح نفسها من الجمهور.
تداعيات «الأزمة»
ولم يستبعد علي تأثر سوق الإعلانات التلفزيونية بشكل قوي بالأزمة المالية العالمية، موضحاً «الإعلام المرئي قطعاً سيكون احد المتضررين بشدة من تلك الأزمة، نظراً لارتباط سوقي الدعاية والإعلان مع الإعلام وتداخلهما بشكل معقد ، لكننا في «إنفينتي» نتبع في هذا المجال سياسة الخطوة خطوة، بحيث يكون لدينا دائماً فعل مناسب في توقيت مناسب، من أجل أن نتمكن من تخطي الاثار السلبية المتوقعة للمتغيرات العالمية في هذا الصدد».
ودافع عن وجود «إنفينتي» بين القنوات الكبرى خلال الموسم الرمضاني الماضي، مضيفاً «تمكنا من عرض ست مسلسلات عربية نوعية ما بين المصرية والسورية والخليجية، أما الآن فنعرض بشكل مستمر ثلاث مسلسلات عربية، لكننا بشكل عام أصبحنا أكثر ميلاً إلى استثمار إقبال الجمهور على مشاهدة الأعمال الدرامية الأجنبية التي اصطلح على تسميتها بـ «السيت كوم»، لذلك نعرض الآن بشكل يومي عملين مختلفين من هذه النوعية التي أثبتت البحوث الميدانية بأنها الأكثر مشاهدة على شاشة القناة».
واعترف علي بأن السماح لإحدى القنوات الفضائية ببث برنامج «دمعة وابتسامة في حياتي» الذي أنتجته إنفينتي في توقيت بث واحد خلال شهر رمضان كان قراراً خاطئاً، مؤكداً أن القناة الأخرى لم تكن شريكة في الإنتاج، وأنه غير مُلم بتفاصيل هذا التفويض بشكل دقيق.
رهان
وأفاد مدير قناة إنفينتي بأن الدورة البرامجية الحالية للقناة تراهن بشكل خاص على برنامجين هما «دولارات وسيارات» الذي تم تسجيله في 13 حلقة، وأيضاً «العاديات» الذي يغطي في أحد جوانبه سباقات القدرة الشهيرة، ويتعرض لسرد الكثير من المعلومات عن عالم الخيول العربية الأصيلة ومميزاتها عن سواها، والكثير من التفاصيل الأخرى المتعلقة بهذا النوع من السباقات الرياضية بأسلوب مشوق.
وذكر أن غياب البرنامج السياسي أو حتى الاجتماعي الذي يعالج هموم وقضايا الساعة يعود إلى أن «إنفينتي قناة عائلية في المقام الأول تسعى لاكتساء طابع ترفيهي، من دون أن يكون هناك غياب تام عن البرامج الجدية وذات الأهداف التي تصب في مصلحة فئة أو فئات عديدة من المجتمع، مثل برنامج «زعلان ليه» الذي قدم مساعدات كثيرة لعدد كبير من المستحقين للدعم المادي» .
وأشار علي إلى أنه في حين أن قناة إنفينتي الأولى موجهة للأسرة العربية بشكل عام، فإن انفينتي الثانية موجهة لشريحة معينة هي فئة الشباب الذي يهتم بعالم الموسيقى بشكل خاص على اختلاف أنواعها، مؤكداً أن استحداث هذه القناة كان ضرورياً لإتاحة الفرصة للقناة الأولى بشكل أكبر لتلبية الرغبات المتنوعة لمختلف أفراد الأسرة على اختلاف اهتمامات كل واحد منهم والتركيز على ما يمكن أن يجتمعوا لمشاهدته على شاشة واحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news