«إتيكيت» خاص يؤدي إلى نجاح مقابلة الوظيفة
يذهب أحد لإجراء مقابلة خاصة بوظيفة، فيفاجأ احيانا بعدم اجتيازه المقابلة، من دون ان يعرف الأسباب. والواقع ان معظم مقابلات الوظائف تنجح او تفشل جراء الاتيكيت الخاص الذي يمارسه الشخص، فيظهر جوانب محددة من شخصيته من خلال التصرفات التي تصدر عنه في أثناء المقابلة، لان عملية تقييم الشخص حسب الكفاءة والخبرة تتم قبل ان يخضع للمقابلة. فهناك شروط كثيرة تحكم اتيكيت المقابلة، بدءاً من اللبس ووصولا الى أسلوب الكلام، وكيفية الإجابة، وكيفية استخدام لغة الجسد للإقناع، ونبرة الصوت، بالإضافة إلى التركيز على الجلوس ومضامين الأجوبة.
يقول ناصر حسيني عن كيفية تحضيره لمقابلة الوظيفة، «غالبا ما ابدأ بسيرتي الذاتية، فأراجعها جيدا كي أتأكد من كل معلومة بداخلها وكيف سأجيب عن كل نقطة، بالإضافة الى الاطلاع على نشاط الشركة، لأن الشخص غالبا ما يُسأل ماذا تعرف عن الشركة؟».
ويلجأ الحسيني إلى ان يكون الشخص الذي يجيب وليس الذي يسأل، ويوضح «غالبا تكون أجوبتي مقتضبة وأعطي تفاصيل صغيرة مباشرة تهم الشخص الذي يسأل وليس تفاصيل مملة، ولا اعمد الى طرح الأسئلة، بل اترك المجال لمن يقابلني لطرح ما يشاء من أسئلة». وبشأن الأسئلة عن الأسباب التي تدفع الشخص إلى ترك العمل، فيعمد الحسيني الى «الموضوعية في الاجابة ويظهر ان طموحه هو الذي دفعه الى البحث عن عمل آخر». ولا يشعر الحسيني بالحاجة الى الكذب في إعطاء المعلومات، لانه يرى أن «الصدق يؤدي إلى راحة أكثر خلال المقابلة، كما انه يقلل من حدة التوتر».
علاء عيسى. ناصر حسيني. باتريك وجيه.
معلومات غير صحيحة
يقرأ محمد عبدالله السيرة الذاتية قبل ان يذهب الى المقابلة كي يتذكر المعلومات ضمنها، ليجيب عن الأسئلة بوضوح. اما عن طريقة إجابته على الأسئلة، فلا يشعر عبدالله بأن عليه ان يجيب بصراحة عن كل الأسئلة، ويقول «اخفي في بعض الأحيان الإجابات الصحيحة، لاسيما المعلومات التي أرى ان هناك معايير معينة يأخذها في الاعتبار الشخص الذي يجري المقابلة». ويحاول عبدالله القراءة كثيرا عن الشركة قبل الذهاب، كما اشار الى انه «يسأل أحيانا عن نظام العمل في الشركة إن كان يعرف أصدقاء يعملون فيها». بينما يرى باتريك وجيه، مصري الجنسية، ان «الصراحة من اهم الأمور التي تجعل الشخص ينال المنصب الذي يستحقه والذي يجب ان يكون عليه». اما الأسئلة التي تكون صعبة، بالنسبة لوجيه، فهي التي تجعل الشخص يتحدث عن نفسه. ويعتقد وجيه «انه يجب ان يطلب الشخص أجرا مرتفعا كي يتمكن من الحصول عليه، وكذلك كي لا يرى البعض انه غير مؤهل».
الانطباع الأولي
ويوضح مسؤول في الموارد البشرية في إحدى الشركات العقارية، علاء عيسى، ان نقاطاً عديدة يدرسها قبل ان يختار الموظف، بالإضافة الى مجموعة من الأسئلة التي تحكم سير المقابلة، ولكن للانطباع الأولي أهميته، وقال «أولا ان الانطباع الأولي كالتواصل عبر العيون ومظهر الشخص وكيفية تحدثه، تعتبر من الأمور المهمة التي تؤثر في انطباعنا الاولي». ثم بعدها نبدأ بالنظر إلى كيفية إيصال الشخص للمعلومة، ويرى عيسى ان «من الضروري ان تكون المعلومة واضحة ومباشرة وصحيحة وتخدم الإجابة عن السؤال، أما التفاصيل فمطلوبة بشرط ألا تكون مملة، ولا تدور حول السؤال». فيما يتوقف الإعداد للمقابلة على المنصب، كما اكد عيسى، «فهناك أسئلة تتحدد وفقا لعامل المنصب المعروض، فمقابلة المديرين والتنفيذيين تختلف عن مقابلات فريق العمل العادي، فهي بلا شك تستغرق وقتا أطول، وأسئلتها مختلفة».
معلومات مهمة
ومن الأمور التي غالبا ما يلتفت إليها فريق الموارد البشرية، وفقا لما ذكر عيسى، «معرفة أسباب ترك الشخص لوظيفته، وكذلك سبب عدم عمله لفترة من الزمن». وهنا يشير عيسى الى «ان غالبية المقابلات التي تجرى تكون مع أشخاص مازالوا على رأس عملهم، وهذا يدفعنا إلى السؤال عن سبب البحث عن عمل جديد، لأننا نهتم بمعرفة الأسباب التي قد تتنوع بين عدم راحة في العمل الحالي او رغبة في التطور او البحث عن دخل أعلى».
ويذكر عيسى بعض الأسئلة الأساسية التي تطرح في كل مقابلة، وكيف يجب ان يجيب الشخص عنها، وبداية السؤال المتعلق بالدخل، وقال «نسأل غالبا عن الراتب الحالي والراتب المتوقع، وهنا انصح الأشخاص بالإجابة بصراحة، لان البعض يعمد الى زيادة الراتب الحالي ولكن بعض المؤسسات تطلب صورة عن عقد العمل او شهادة الراتب، وهذا سيضع الشخص في موقف حرج». وينصح عيسى، الشخص بالإجابة بصراحة «حتى لو كان يطلب أضعاف راتبه، لأن مسألة الرواتب تتعلق بمعدل سوق الرواتب، وفقا لما يتناسب مع المنصب، والاختصاص والكفاءة». ثم من الأسئلة التي تعتبر مهمة بالنسبة للشركة، كما قال عيسى، «معرفة الشخص الذي نقابله حول الشركة، وهنا اظهر عيسى الإجابة المثالية، التي تظهر حماس الشخص للعمل». ومن الأسئلة الصعبة، كما أفاد عيسى، «ما نقاط القوة والضعف لديك؟»، وهنا كما اشار عيسى «يجب ان تدور الإجابة حول نقاط الضعف السابقة التي عمل المرء على تحسينها وتجاوزها».
ويرى عيسى انه ليس هناك من مانع، لأن يسأل الشخص من يقابله بعض الأسئلة التي تدل على اهتمامه، ومن هذه الاستفسارات «من سيكون مسؤولاً عني، وكم موظف في الشركة، وما المشروعات الجديدة للشركة، والمشروعات الموجودة حالياً».
أخطاء مميتة
ومن الأخطاء المميتة التي تؤدي إلى رفض الموظف، حسب عيسى، «ارتفاع صوت الشخص في حال تم استفزازه أثناء المقابلة لمعرفة مدى صبره، فعلى الشخص أن يتمالك نفسه، وان يظهر صبره الطويل». ويتابع عيسى «من الأخطاء التي قد يرتكبها البعض ويسجلها المقابل كنقطة سيئة بحقه: الإجابة على الهاتف الخلوي، وضع العلكة في الفم، او الشرود الذي يظهر عدم اهتمام الشخص». اما التوتر أثناء اجراء المقابلة، فهو كما بين عيسى، يعتبر العدو الأول لنجاح المقابلة «لان علامات التوتر تؤثر في طريقة ايصال الفكرة بوضوح، وتربكه في التعبير عما يدور في ذهنه، بالإضافة الى أنها تدل على عدم الثقة بالنفس».
ويوجه عيسى بعض النصائح للأشخاص يجب تطبيقها قبل الذهاب للمقابلة واثناءها، ومنها «تكوين خلفية واضحة حول نشاط الشركة، والقيام بالتمرين مع احد الأشخاص حول أسلوب إجراء الحوار، لاسيما للمتخرجين الجدد، بالإضافة إلى أهمية إظهار الحماس واستخدام اللغة الجسدية بنسبة ٥٥٪، لان الدراسات أثبتت أهميتها في الإقناع، وكذلك أشار الى أهمية الالتفات الى نبرة الصوت التي يجب الا ترتفع عن نبرة الشخص الذي يدير المقابلة».
وجهت المدربة على الإتيكيت غيسو مهربنزاد، نصائح للأشخاص قبل التوجه للمقابلة، وهي:
-
اختيار اللبس الكلاسيكي، وعدم وضع السيدات للمكياج القوي، بالإضافة الى عدم استخدامهن للمجوهرات التي تحدث أصواتا مزعجة.
-
من الممكن الاستفسار عن الزي الذي يجب ان يذهب به الشخص في حال عدم تأكده من ذلك عبر الاتصال بالشركة والاستفسار.
-
ينصح عادة بارتداء الملابس الرسمية، ويمنع ارتداء الجينز في المقابلة.
-
التحضير للمقابلة، والوصول في الموعد المحدد.
-
اختيار الطريقة المناسبة للجلوس، فلا ينبغي وضع رجل على رجل، فهي تظهر المرء مغرورا.
-
إجراء البحوث عن الشركة التي سيذهب اليها الشخص، لان ذلك يظهر اهتمامه بالشركة.