«إبداعات» بيران وفيروز.. تفاوت في الحرفية والابتكار
جمع اليوم السادس من عروض «إبداعات» التي ستختتم اليوم الجمعة في مركز برجمان في دبي، عرضين اختلفا في الفكرة والتنفيذ، لكل من المصممة طاهرة بيران، والمصمم الهندي أمبير فيروز، حيث بدا واضحاً التفاوت في الجودة والتنفيذ وغنى الأفكار والخامات.
بدأت العروض بعرض الهواة لبيران، التي قدمت مجموعة من الفساتين القصيرة الواسعة، وبدا واضحاً افتقارها للحرفية في التنفيذ، إضافة إلى البعد عن الابتكار، سواء في اختيار ومزج الألوان أو في القصات والتصاميم، وفي المقابل كانت مجموعة فيروز متميزة بحرفيتها العالية في التنفيذ والغنى الشديد في اختيار الخامات بحسب تناسبها مع القصات المختارة لكل تصميم، إضافة إلى الجدة والعصرية الشديدة في التصاميم الممتزجة بأنوثة طاغية.
تناقض
واختارت بيران لمجموعتها ذات الـ24 تصميماً ألواناً داكنة تتناسب وفصل الشتاء، من الأحمر الخمري، والأزرق الداكن الممتزج مع الأسود، إضافة إلى الأزرق التركوازي الداكن بدرجة تميل إلى الرمادية، إضافة إلى البيج المائل إلى الذهبي، والأسود، والأزرق، والفوشي الداكن، والكحلي، الأمر الذي تناقض تماماً وفكرة الفساتين ذات القصات الصيفية الربيعية، سواء بقصرها الشديد، أو باتساعها المبالغ فيه، أو بالأزهار المزينة للأكتاف، بالإضافة إلى اختيار الخامات الذي تنوع بين الحرير الخفيف حرير الشيفون، والشيفون، والتافتا الخفيفة، والشانتون، والتور، والتي انساب بعضها بهدوء وبساطة، بينما عانى بعضها الآخر من تفاوت النهايات وعدم انسدالها بالشكل الصحيح.
ولم تخرج مجموعة بيران بشيء جديد أو مبتكر، حيث بدت القطع مكررة ومتوافرة غالباً، بالإضافة إلى افتقار التصاميم إلى الابتكار أو الجدة في المزج بين الخامات، أو الألوان، أو الطبعات، وعلى الرغم من اختيارها للخامات السادة غير المطبعة، إلا أنها تمكنت من إدخال بعض تفاصيل التزيين على التصاميم، عند منطقة الصدر والأكتاف، والظهر، كما قدمت مجموعة من التصاميم المشغولة بشكل بسيط عند منطقة الجذع.
وعلى الرغم من عدم نضوج عدد كبير من التصاميم، وافتقار معظمها لعناصر، جعلتها مجموعة ناقصة، إلا أنها تمكنت في عدد من التصاميم، أن تقدم شيئاً أنيقاً قابلاً للارتداء، ذا لمسة تفصيلية متميزة، تجعل باب نضوج التصاميم وتميزها المستقبلي أمراً سهل المنال.
غموض عصري
لا يمكن وصف مجموعة فيروز إلا بالعصرية الغامضة، حيث تميزت القصات المستخدمة في تنفيذ المجموعة بالابتكار، والمزج الجديد للألوان الغنية اللافتة للنظر، وقابلية ارتداء معظم التصاميم، وإمكانية اعتبارها قطعاً نادرة ومتميزة في خزانة الملابس، على الرغم من وجود عدد من التصاميم التي بالغ المصمم في فانتازيتها، وتطرفها، على الرغم من جمالية مزيج الألوان والقصات، وإمكانية اعتبارها عملاً فنياً، وليس تصميماً قابلاً للارتداء.
تنوعت الألوان المستخدمة في المجموعة ذات الـ 22 تصميماً من ألوان الربيع الصاخبة المرحة، بين الفوشي الفاقع، والأصفر العنبري، والأخضر الزمردي الفاتح، والأبيض الناصع، واللؤلؤي، والآخر المائل إلى الرمادي، والنيلي، إضافة إلى مجموعة شديدة التميز من الأقمشة المطبعة بأشكال وخطوط تجريدية تميزت بألوانها الفاقعة المثيرة للحواس.
ومالت بعض الخامات المطبعة إلى الأصفر والأبيض والبنفسجي ولمسات بسيطة من الأخضر العشبي، ومال بعضها الآخر إلى الألوان الباستيلية من الأزرق السماوي، ودرجات البنفسجي الفاتحة، إضافة إلى لمسات من الأصفر العنبري وخطوط جريئة من الأسود، كما اختار اللعب في طبعات أخرى مالت إلى الألوان النارية من برتقالي، وأحمر، وأحمر ناري، وأصفر، وبنفسجي فاقع، والتي حرص على أن تكون جميعها من قماش الحرير الراقي الخفيف، ذي الانسيابية والخفة الشديدة التي تناسبت وفكرة التصاميم وقصاتها.
وقدّم فيروز عدداً من التصاميم من قماش الشيفون، وحرير الشيفون، إضافة إلى الحرير الثقيل المنسدل، كما تميز اللون الأسود في مجموعته، سواء عبر تقديمه فستاني سهرة شغلا بالمطرزات الذهبية الغنية، وبين مزجه بين الأسود في عدد من التصاميم الأخرى أكثرها كان الفوشي المطبع.
مزيج القصات
وتميزت القصات المستخدمة، بالمزج بين قصات الأكمام الواسعة المنسدلة الواسعة الشبيهة بأكمام أميرات شرقيات، وبين فساتين قصيرة محيطة بجسد العارضات، وبين قمصان قصيرة من الأمام ومظهرة جزئياً لمنطقة السرة، ذات أكمام قصيرة، وبين أذيال طويلة تتصل بها، تتهادى على سراويل سوداء ضيقة مع أحذية جلدية عالية العنق، إضافة إلى فساتين قصيرة تتجمع بانسدال عند منطقة الحوض، وعند منطقة الركبة، تحمل خلفها كمية كبيرة من قماش الحرير الذي يتموج بانتفاخات سريعة بمجرد حركة العارضة، لتبدو كذيل واسع، وهو المزيج الذي أعطى اختلافاً جميلاً للتصاميم.
وعلى الرغم من اتفاق كلتا المجموعتين في وجود عدد من الفساتين الواسعة، إلا أن فيروز حرص على تزيين فساتينه الواسعة بأحزمة قماشية زينت أعلى الخصر، كما فضل تزيين البعض الآخر بعقد جانبية بدلاً من الأحزمة، لإظهار نحول الخصر عند الرغبة، كما زين أحد التصاميم بحزام جلدي عريض، أعطى تأثيراً عصرياً في الفستان ذي القصة الكلاسيكية.
وتفاوتت القطع التي قدمها فيروز، بين الفساتين الناعمة المنسدلة القصيرة التي تتناسب مع غالبية المناسبات والطويلة المنسدلة بلمسات ذهبية غنية تتناسب وحفلات السهرة، والسراويل الحريرية الراقية القصيرة والطويلة، والقمصان ذات القصات المبتكرة، والمعاطف الحريرية المنتفخة.
تطرّف
وعلى الرغم من تميز التصاميم إلا أن عدداً قليلاً منها مال إلى التطرف وصعوبة الارتداء، حيث انسدل بعضها بكميات مكثفة من الحرير، والتي تبدو للوهلة الأولى تفتقر إلى القص، بل تجمعت بعقد كبيرة ومنتشرة على طول الفستان من دون تمييز، كما بدا بعضها كخامات ربطت فوق بعضها بعضاً بانسدال شديد الثقل، افتقر إلى التنفيذ الجيد للفكرة، خصوصاً عند منطقة الأكمام والصدر التي تقدمت إلى الأمام نظراً لثقل الخامات.
وقدّم فيروز إضافة إلى ذلك عدداً آخر من التصاميم التي تزينت بكثافة بالزهور التي ملأت منطقة التنورة، وانسدلت من الأكتاف إلى الخصر إلى التنورة، والتي بدت طفولية وملونة بشدة، منها القصير الواسع عند منطقة الجذع، ويتجمع عند الأرداف تزينت تنورة بالزهور بشكل كامل وهي الزهور التي وصلت حتى منطقة الصدر لتنتهي بكثافة شديدة على أحد الأكتاف، تاركة الكتف الآخر عارياً، كما زينت الزهور ذاتها فستاناً طويلاً آخر، من الأبيض الرمادي، تكررت فيه زينة الأكتاف المكثفة، والصدر، والخصر، منسدلة بحرية على التنورة.
تبديل
محاربات لا عارضات