التوتر وغياب التنظيم نجما حفل نانسي عجرم وتركي
التوتر والانفعال وغياب التنظيم الجيد، كانت الملامح الأبرز لحفل «ليالي شاعر المليون» الذي أقيم مساء أول من أمس في المجمع الثقافي في أبوظبي، وأحيته الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، والفنان السعودي تركي. حيث أدى توزيع منظمي الحفل عدداً كبيراً من دعوات الحضور، بالإضافة إلى التذاكر التي تم بيعها من دون مراعاة الطاقة الاستيعابية لمسرح الظفرة الذي تقام فيه حفلات ليالي شاعر المليون أسبوعياً، إلى تزاحم الجمهور الذي بدأ يتدفق على المجمع منذ ما يقرب من الساعة السابعة مساء، وحدوث مشاحنات بينه وبين المنظمين وأفراد «فزعة» .
وتكدس الجمهور الذي تمكن من الدخول داخل المسرح، حتى اضطر بعضهم لحضور الحفل بالكامل وقوفاً، بينما تمت الاستعانة بمقاعد إضافية ووضعها في طرقات وأركان المسرح، سرعان ما امتلأت هي الأخرى بالجمهور، في الوقت الذي بقي الذين لم يحالفهم الحظ، ولدى بعضهم دعوات أو تذاكر تم استرجاعها في ما بعد، خارج أبواب المسرح في حالة من الثورة والتذمر، كما علا بكاء أطفال ممن جاؤوا لغناء «شخبط شخابيط» و«شاطر شاطر» مع نانسي عجرم.
وبدا التناقض وغياب التنظيم بوضوح في ما يتعلق بدخول الأطفال، فبينما لم يتم السماح للأطفال دون سن العاشرة من الدخول - وفقا لتنويه جاء في الإعلان عن الحفل - ما دفع أسر هؤلاء الأطفال للانصراف، تم السماح لآخرين بالدخول، بل والجلوس في المقاعد الأمامية، ما يضع علامات استفهام على معايير التعامل مع الجمهور.
سطو على مقاعد الإعلام
ولم يسلم الإعلاميون من أجواء التوتر وغياب التنظيم التي سادت الحفل، فعلى الرغم من مواظبتهم على تغطية الحفلات أسبوعياً، ومعـرفة أفراد «فـزعة» لـهم، إلا أن بعضهم منع من الدخول من الباب المخصص للإعلاميين، في حين دخل الآخرون بعد عناء ليجدوا الأماكن التي اعتادوا الجلوس فيها شغلت بالكامل من الجمهور، وعندما حاولوا الجلوس في أماكن أخرى منعهم أفراد «فزعة»، باعتبار أن هذه الأماكن مخصصة لأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة، وليفاجأ الإعلاميون بعد قليل بجلوس أفراد من الجمهور أصحاب الدعوات الخاصة، والذين لا ينتمون للسلك الدبلوماسي، في هذه الأماكن، ما اضطرهم لتغطية الحفل وقوفاً، والانصراف في أسرع وقت ممكن.
خلف الكواليس، كانت الأجواء أكثر توترا، خصوصاً مع وصول نانسي عجرم إلى المكان، وعلى غير المعتاد، انزوى الإعلاميون الذين اعتادوا في الحفلات السابقة إجراء اللقاءات الصحافية مع الفنانين، بعيداً تاركين المكان (لأصحاب الحظوة) لالتقاط الصور التذكارية مع عجرم.
إحساس ودلع
أما الفقرات الفنية فكانت بدايتها مع الفنان السعودي تركي الذي قدم مع فرقته عدداً كبيراً من الأغنيات بصوت عذب واحساس متميز، تنوعت بين أغنياته الخاصة، مثل «نسيت الناس» و«دللوه» و«دنيا بلا عشق» و«وينه صوتك»، وبين أغنيات كبار المطربين في العالم العربي، حيث قدم «هوى يا هوى» للفنانة عفاف راضي، و«أكذب عليك» لوردة، و«عيون القلب» لنجاة الصغيرة، و«الأماكن» لمحمد عبده، كما غنى أغنية «سر حبي» التي قدمها الفنان راغب علامة حديثاً وهي تعود إلى التراث اليمني القديم.
بعد ذلك، بدأت فقرة الفنانة نانسي عجرم مع الساعة الحادية عشرة تقريباً، وظهرت مرتدية فستاناً ضيقاً جمع بين اللونين الأسود والوردي، بدا متناسقاً مع حملها الذي لم يمنعها من الحركة بدلال على المسرح كما اعتادت في السابق، بل والقيام بحركات تجمع بين الدلال والرقص في أسلوب تميزت به نانسي، خصوصاً في أغنية «أنت إيه» التي تمايلت فيها إلى جوار عازف الغيتار في فرقتها .
وعبرت عجرم عن سعادتها بالمشاركة في الحفل، وتوجهت بالشكر لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على جهودها في إطلاق برنامج «شاعر المليون» وتنظيم حفلات البرنامج، وقدمت خلال الحفل عدداً كبيراً من الأغنيات، منها «الدنيا حلوة» و«إحساس جديد» و«شاطر شاطر» و«آه ونص» و«مشتاقة ليك» و«مين ده اللي نسيك» و«هيك وهيك» و«لولا عيونك» و«قول تاني كده»، و«أخاصمك آه» و«بتفكر في إيه»، لتختم الحفل بأغنية «اطبطب وادلع» التي دعت فيها طفلاً من الحضور، إلى الصعود معها على المسرح . وبالطبع، ارتفعت وتيرة التوتر والانفعال بين المسؤولين عن التنظيم وأفراد فزعة مع اقتراب الحفل لنهايته، حتى أنهم من خلال تكتلهم قرب الأبواب وحركتهم المنفعلة لفتوا أنظار الجمهور لاقتراب الحفل من نهايته، ونقلوا إليه الشعور بالانفعال والترقب.
رأي الجمهور
وعبر عدد كبير من افراد الجمهور الذي احتشد لحضور الحفل عن غضبهم من غياب التنظيم، وعدم مراعاة التناسب بين عدد الجمهور المتوقع وعدد الأمـاكن في المسرح، وطالب بعضهم بمراعاة ذلك في الحفلات المقبلة، منهم محمد صبري الذي قال «لا أدري لماذا لا تقام حفلات الفنانين الذين يحظون بجماهـيرية كبيرة في مسـرح أكبر من مسرح المجمع الثقافي، مثل المسرح الوطني الذي سـبق وأقامت فيه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عرض مسرحية «زايد الحلم» لفرقة كركلا، ما مكن جمهوراً غفيراً من متابعة العرض والاستمتاع به».
وقالت جيهان مصطفى، ربة منزل، «منذ إطلاق برنامج حفلات «شاعر المليون» اعتبرتها العائلات متنفساً للترفيه، بصحبة كل أفراد العائلة، في أجواء تتميز بالنظام والمحافظة التي تتناسب مع الحضور العائلي، إلا ان القائمين على الحفلات اتجهوا منذ أسبوعين للتنويه في الإعلانات التي تنشرها الصحف عن الحفلات ونجومها عن عدم السماح بدخول الأطفال أقل من 10 سنوات، وذكرت أن ذلك يتناقض مع الطابع العام الذي تتميز به أنشطة المجمع الثقافي منذ سنوات طويلة، «كان خلالها قبلة العائلة بكل أفرادها، فإذا كان المجمع الثقافي سيمنع دخول الأطفال للحفلات، أين يمكن لنا ان نذهب كعائلة، وليس هناك بديل سوى الحفلات الخاصة في الفنادق الكبرى، وهي لا تتناسب مطلقاً مع الحضور العائلي، سواء من حيث أجواؤها أو أسعارها، لذا نرجو من الهيئة إعادة النظر في منع الأطفال من حضور الحفلات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news