«أماتو كوتور».. غيـوم بألـوان قــوس قـزح
كغيوم بألوان قزح، أطلت آخر مجموعات دار أزياء «أماتو كوتور» في اليوم الأول من الدورة الرابعة لمعرض الزفاف المميز في الشارقة، مساء أول من أمس، التي ضمت مجموعة تميزت بألوانها الصارخة، وتفردها المبتكر بالمزج الجريء بين الألوان، والتنفيذ المتقن للتصاميم التي بدت كما لو كانت منحوتات كريستالية، تزينت بالأحجار الملونة التي شقت طريقها بين طيات الأقمشة الشفافة، شديدة الأنوثة، محولة كل قطعة إلى حديقة ربيعية تنضح لوناً في صفحات حكاية خيالية.
لم يقتصر أول أيام المعرض على عرض «أماتو»، بل سبقه عرض للمصمم المصري هاني البحيري الذي أعيد مساء أمس أيضاً، وتلاه عرض لدار «أبو حليقة» للعبايات والشيل، حيث قامت رئيسة هيئة تطوير قناة القصباء كريمة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة بدور بنت محمد القاسمي، بافتتاح المعرض المستمر حتى الساعة 10 من مساء غد، والذي ينظمه مركز إكسبو الشارقة بدعم من غرفة تجارة وصناعة الشارقة.
أحجار كريستالية
على الرغم من استخدام «أماتو كوتور» ألواناً عدة، عند اختيار لون القماش الأساسي وهو التور، فإنها زادت على ذلك كميات كبيرة ومنتشرة من الأحجار الكريستالية الملونة المتفاوتة الأحجام، والتي تتراص في مجموعات متدرجة على الفساتين، ليميل أحد الفساتين إلى لون أحجار معينة دون أخرى، على الرغم من تعدد الألوان، بحسب لون القماش الرئيس، ما أعطى التصاميم غنى شديداً، وتنوعاً كبيراً في الاختيارات.
|
لم تزد تصاميم «أماتو كوتور» على 29 فستاناً للسهرة، ولم تخرج عن استخدام قماش التور أساسا لها بشكل كامل، في ما عدا فستان واحد استخدم بالكامل من الجلد الذهبي الداكن «الأوكسديه»، وعلى الرغم من التزامها بخامة واحدة، إلا أن تنوع الأفكار، والمزج الناجح بين الألوان في الفستان الواحد، جعل من الصعوبة الشعور بالملل، حيث تنوعت الألوان بين الفوشي، والبنفسجي الصارخ، والملكي، والليلكي، والأسود، والذهبي، ودرجات البيج الرملي والترابي، والمورد كلون البشرة، ودرجات الأزرق التي تفاوتت بين الأزرق الصارخ والكحلي الصارخ، والأزرق الداكن المائل إلى الخضار، والفيروزي، إضافة إلى الأخضر الزمردي، والأخضر التركواز، والأخضر الصارخ، والأصفر العنبري، والرمادي، والبطيخي المدخن، والوردي المدخن، والمشمشي الهادئ.
تأثير رومانسي
ونجحت مجموعة «أماتو كوتور» في التركيز على قماش التور أساسا لجميع الفساتين، حيث بدت طبقات التور الكثيفة المنتفخة بسبب انسدالها على بعضها بعضاً بطبيعتها الشفافة، كما لو كانت غيوماً ملونة، ذات تأثير شديد الرومانسية والأنوثة، كما ساعدت طبيعته الخفيفة الطيعة، والمنتفخة إن تم تشكيلها بالطريقة المطلوبة، على خلق مجموعة غير مكررة.
ومع وضوح البصمات والأفكار الخاصة بـ «أماتو كوتور» والتي تميزها عادة عن الدور الأخرى، إلا أن المجموعة تفردت بعدد من اللمسات الجديدة والمبتكرة، حيث أدخلت فكرة أزرار الأثواب المغربية بشكلها المكور والمصنوع من الخيوط، على بعض الفساتين التي فتحت أزرارها عند منطقة الصدر، مظهرة زاوية مثيرة منه، لتغلق مرة أخرى حتى منطقة الركب أو أعلاها قليلاً، كاشفة عن الساق، بينما تميزت كعادتها التفاصيل اليدوية في المجموعة، من الورود البارزة المنفرشة على سطح الفستان، والمصنوعة من الساتان والمخمل، بمزيج ألوان مميز متباين بشدة مع اللون الأساس للفستان، حيث تم المزج بين التور الأسود المبطن بالبيج الكريمي ومزين بحزام مخملي تركواز، أو فستان من التور الأصفر العنبري المزين بتطريزات فيروزية، وشرائط مخملية من التركواز، أو بين الأزرق الداكن بدرجة صارخة وبين البرتقالي المشمشي، مع الوردي الفوشي والأخضر.
كما قدمت المجموعة فكرة شديدة التميز بدت على عدد من الفساتين، وتمثلت في انسدال حبال حريرية كثيفة على التنانير المصنوعة من التور، لتتجمع كل مجموعة من الحبال من اتجاهات متعاكسة مكونة عقداً صغيرة وأنيقة منتشرة على التنورة التي أعطت شكل الأقواس التي انسدلت منها مختفية بين طيات التنورة.
واستخدمت التفاصيل الجلدية المقصقصة والمنتشرة على طول الفستان إلى جانب الكريستال المزين لها، كما استخدم عنصر الجلد أيضاً في تزيين منطقة ما تحت الصدر بفيونكات وشرائط رفيعة، إضافة إلى استخدام فكرة التطريز الكامل والكثيف لرسومات ونقوش أنيقة وكلاسيكية على التور، والذي أعطى الفساتين ثقلاً وغنى، حيث تفاوتت أشكال التطريزات بين المنتشرة بعشوائية على كامل الفستان وبين تلك التي طرزت كامله بطريقة عرضية، فصلت بين كل منها مجموعة شريطية من الكريستالات، لتتحول التطريزات بين كل فاصل إلى نقوش وأشكال جديدة، بعضها مزخرف، وبعضها هندسي ببساطة أنيقة.
قوالب قلوب
ولم تخرج المجموعة عن استخدام الفكرة المعتادة للقوالب والمشدات الحديدية، التي رسمت ونحتت الفساتين على أجساد العارضات، حيث تعرف دار «أماتو كوتور» بإتقانها الفذ لفكرة المشدات والقوالب التي تتناسب وتتوافق مع جميع الأحجام والأوزان، حيث تنوعت أفكار قوالب الصدر التي مالت أغلبها إلى شكل القلب، بينما تميزت قوالب الصدر الأخرى بقصاتها الجديدة، حيث بدا بعضها مستقيماً بحدة، لينتهي بزوايا حادة مرتفعة عند الجانبين، بينما بدا بعضها الآخر بارزاً إلى الأمام شبيهة ببابين مفتوحين قليلاً، يبرزان جزءاً من الأنوثة، وبدا بعضها مستقيماً بقماش مخروط بدقة يتزين بشريط مخملي تحت الصدر أو بعضها المائل، والمعلق بكتف واحد، كاشفا عن الآخر بشكل كامل، بينما تكررت فكرة الصدر الشبيه بالقلب الحاد، والمتصل بحبال على الكتفين التي بدت رقيقة وكلاسيكية، إضافة إلى قوالب الصدر المشــغولة بالكامل من الكريستال الأبيض اللامع.
وغلب على تنانير الفساتين الشكل المنفوش المنسدل من التور، عدا بعض الفساتين التي تم استخدام قماش الريش الناعم بدلاً منها، كما استخدمت فكرة الكشكشات الكاملة من أسفل منطقة الصدر وحتى نهاية الفستان والتي تخللها شرائط من المشغولات الكريستالية، إضافة إلى استخدام التور مع التور، عبر مثلثات منسدلة، تزينها مناديل تور مكشكشة بين التور الناعم المنسدل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news