عائشة حارب: الهدف في متناول اليد

أصابت في بطولة فزاع الأخيرة للرماية 75 هدفاً، من 80 محاولة، لكن هدفها الأهم الذي ترى الرقيب أول عائشة حارب العلوي أنها أصابته، هو تحقيقها لذاتها، امرأةً إماراتيةً، تجاوزت حواجز عديدة تتعلق بالرهبة والتردد. ولم تتوقف كثيراً عند ما قد يقوله الناس عن امرأة تحمل السلاح، وتقف في منتصف الظهيرة الصحراوية اللافحة، تنظف بندقيتها، وتجري لها الصيانة اليومية. واستطاعت في زمن قياسي خلق حالة من الألفة بينها وبين سلاحها، حتى إنها تقول «اليوم صرتُ لا أشعر بالأمان إن لم يكن بيدي».

اقتنصت عائشة ذهبية «فزاع للرماية» فئة السيدات، في دورتها السابعة، بعد أن استفادت من خبرتها العملية في إدارة المهام الخاصة التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي.

وعن هذا تقول العلوي «تعد الرماية الوجه الثاني للمهام الخاصة التي أدركت مبادئها، وأتقنت قوانينها، بفضل الدورات التخصصية المكثفة، منذ التحاقي بالعمل في القيادة العامة، والتي تتعلق بأدق تفاصيل فن الرماية»، مقرّة في الوقت نفسه، بأنها واجهت بعض الصعوبات، «في البداية كنت أشعر برهبةٍ قوية تجتاحني، لاسيما عند حمل السلاح، وتعبئة وتفريغ المخزن، ولكن مع مرور الوقت، بدأت أتأقلم شيئاً فشيئاً معه حتى بت أشعر بأنه رفيقي الذي يشعرني بالأمان والطمأنينة».

وتؤكد العلوي «بدأت بالمشاركة الفاعلة في مسابقات الرماية المختلفة التي تنظم داخل القيادة وخارجها، وبت أحصد فيها المراكز الأولى، مثل مسابقة الرماية السنوية للقيادة «الرامي الماهر». مشيرة إلى أن مسابقات الرماية والدورات المتخصصة فيها تمنح الرامي الثقة بالنفس والجرأة، وعدم الخوف، وتتيح له فرصة التركيز العالي، والمهارة في التصويب.

وكانت العلوي قد التحقت بالسلك الشرطي منذ 31 عاماً، وباتت أحد أفراد الدفعة النسائية الأولى في إدارة المهام الخاصة التي انطلقت لتثبت قدرة المرأة الإماراتية على تولي المهام الصعبة التي يحتكرها الرجال تاريخياً.

وعن بداياتها في هذا المجال، تقول العلوي «وحده القدر شاء أن أكون أحد أفراد الدفعة النسائية الأولى في إدارة المهام الخاصة، بعد أن خضت فور التحاقي بالقيادة دورة تدريبية تأسيسية للشرطة النسائية، استمرت ثلاثة أشهر، بعدها رُشحتُ لدورتين في حماية الشخصيات (قوة الأمن الخاصة)، إلى جانب مجموعة من الدورات التخصصية الكفيلة بتولي إدارة المهام الخاصة».

وتضيف «أشعر بالفخر الكبير كوني أنتمي إلى الدفعة النسائية الأولى في إدارة المهام الخاصة، التي أثبتت أن المرأة الإماراتية تمتلك القدرات والمؤهلات الكافية للقيام بالأدوار المهمة والخاصة في السلك الشرطي».

واجهت عائشة في بدايتها صعوبة في الالتزام بالقواعد العسكرية، وفي مقدمها «الالتزام بخطوات النظام العسكري التي تأخذ طابع الجدية والصرامة، فضلاً عن التقيّد بالنظام الذي يمثل الوقت فيه عاملاً أساسياً».

وعن نظرة المجتمع إلى الفتاة العسكرية تقول العلوي «لا أظن أن هذه النظرة مازالت قاصرة، حيث أدركت المرأة قدرتها على اقتحام شتى المجالات التي كانت بالأمس حكراً على الرجال فقط، وأثبتت قدرتها، من دون أن تتخلى عن وقارها واحترامها لأنوثتها، وهذا ما يظهر جلياً من خلال تعاملنا مع الجمهور من مختلف الفئات والجنسيات». وتختم العلوي بقولها «اقتحام المرأة السلك الشرطي وحتى العسكري لم يفقدها أنوثتها واحترامها، بل على العكس منحها احتراماً وتقديراً كبيرين».

تويتر