غالبية التصاميم تميّزت بدقة تنفيذها.. على الرغم من المبالغة في بعضها. تصوير: شاندرا بالان

ليلة مطرّزة بنقـوش خليجية فـي «الزفـــاف المميّز»

تحول ثالث أيام معرض «الزفاف المميّز» في الشارقة إلى ليلة خليجية معطرة بالعود والبخور، مع عرضين مميّزين للعباءات والشيل والجلابيات الراقية، لكل من دار «الوردة الحمراء» للشيلة والعباءة، ودار «فيرست مود» التي قدمت مجموعة مميّزة من الجلابيات والفساتين، والأثواب الراقية، وعددا من العباءات أيضا.

وبدأت أمسية العروض بعرض «الوردة الحمراء» الذي اقتصر على تقديم العباءات والشيل التي تنوعت قصاتها بين واسعة مفتوحة، وضيقة مخروطة من أماكن متعددة، والشبيهة بالرداء الكبير، وبين ذات الأكمام الاعتيادية، والأخرى ذات الأكمام المنسدلة بشكل جزئي، والمنسدلة بشكل كبير، إضافة إلى التي لا تحتوي على أكمام، بل على فتحات مطرّزة ومزيّنة في العباءة الواسعة لخروج اليدين . وكان من العباءات ما هو أشبه بالفساتين، مستخدمة فكرة خرط الفستان في أماكن وأجزاء مختلفة منه، وفكرة الأحزمة التي تنوعت بين المربوطة بشكل كامل وواضحة من الخلف، وبين الواضحة من الأمام، ومختفية من الخلف، مظهرة نحول جزء صغير من الخصر من دون بقية العباءة ذات الطبيعة الواسعة والأكمام غير الظاهرة.

مشغولات

واستخدمت أفكار عدة في تزيين العباءات، سواء عبر التطريزات والمشغولات المتعددة الألوان، والمزينة بالخيوط المطرزة والكريستالات، والترتر، أو عبر استخدام زينة من دوائر كبيرة وصغيرة أشبه بالترتر، ولكن بملمس أملس، تتدلى من جوانب العباءة بأطوال متفاوتة، أو عبر استخدام أقمشة ملونة شديدة اللمعان بخطوط متداخلة، منها الذهبي والوردي والأزرق، مزيّنة بها بطانة الأكمام الواسعة المتدلية، ورابطة إياها على خصور العارضات، كما تميّزت المشغولات والتطريزات بدقة تنفيذها، استخدم عبرها أنواع مشغولات ذات لون ذهبي منطفئ تداخلت معه ألوان أخرى صارخة، أو عبر تطريزات من ألوان أخرى، زيّنت أجزاء مختلفة من العباءات.

وفضلا عن الأقمشة المطاطة اللامعة، ركزت دار «فيرست مود»على استخدام خامات أخرى مع العباءات التي استخدمت خامات راقية من الشيفون، والدانتيل بألوان مثل البيج الكريمي الذي زين جزأين كبيرين من العباءة الأيمن والأيسر، واستخدامه خامة رئيسة في عباءات أخرى تزينت بالكامل بالدانتيل الأسود المزين بالكريستال والمناسب لحفلات السهرة والزفاف، كونه شفافا، يظهر مما ترتديه المرأة تحته الكثير.

واختتمت الدار العرض، بباقة ورود حمر ثبتت فيها حزام العارضة التي ومع مشيها على منصة العرض كانت العارضات يتقدمن واحدة تلو الأخرى لأخذ وردة من باقتها، وتبع ذلك، عرض رقص استعراضي لنساء بفساتين من الأسود والأحمر يرتدين أقنعة تغطي وجوههن، قدمن رقصة استعراضية سريعة ختاما للعرض.

دقة وجودة
وقدمت دار «فيرست مود» جلابيات وفساتين وأثواب وعباءات تميّزت بدقة تنفيذها وجودته، على الرغم من وجود جلابيات احتشدت عبرها الأفكار التي كان مبالغا فيها، والتي لو توزعت كل فكرة منها على تصميم منفصل لكوّنت مجموعة جديدة، إلا أن المجموعة نجحت في اختيار الخامات، والألوان والتطريزات وألوان التطريزات، والمزج الموفق بينها جميعا، ما أفضى إلى تقديم مجموعة ناجحة، تميّزت في تصاميم كثيرة .

 

وتنوعت الألوان التي استخدمتها الدار في المجموعة، والتي تفاوتت بين البيج، والأرزق الصارخ والداكن، والبنفسجي الصارخ، والآخر الملكي، الأصفر الفاقع، والليموني، والعنبري، إضافة إلى الأحمر الصارخ، والآخر الخمري، والأخضر الداكن، والفاقع، والزمردي، علاوة على استخدام خامة مطبّعة واحدة، والتي كانت على طبعات الحمار الوحشي، بخطوطه العرضية المائلة من الأبيض والأسود والذي تزين بتطريزات من الكريستال الأحمر المميز.

ولم تخرج المجموعة عن استخدام خامات مثل الشيفون وحرير الشيفون، والساتان الذي أعان على تنفيذ التصاميم بالشكل المطلوب لطبيعته المرنة والخفيفة السهلة التموج، والتلاعب مع نسمات الهواء بطريقة رومانسية وعفوية، والتي تمازجت بشكل ذكي في التصميم الواحد، حيث استخدم الشيفون وحرير الشيفون في تغطية الطبقة الظاهرة من التصاميم، عبر استخدامها بوصفها نوعا من الرداء الخارجي، أو العباءة الخارجية التي حملت على عاتقها التطريزات والمشغولات التي انتشرت على مناطق متنوعة من التصاميم، بينما ظهرت الطبقة الداخلية التي استخدم بها الحرير والساتان، طبقة داخلية ظهرت بخجل بين تارة وأخرى مع تموج وتحرك الشيفون أعلاها، مظهرة ألوانا مشابهة أو مختلفة في الدرجة عن الشيفون الطبقة الخارجية، كما استخدمت فكرة المزج بين لونين متباينين، مثل التركواز والبنفسجي الفوشي اللذين تعاونا على تشكيل أجزاء الجلابية.

وتميّزت التفاصيل اليدوية التي استخدمت على أغلب التصاميم، والتي تنوعت بين الورود البارزة القماشية المزينة بالكريستالات والأحجار، وبين تزيين مناطق معيّنة من الفساتين بالشرابات الحريرية، أو عبر استخدام التطريزات الذهبية على مناطق واسعة من التصاميم، أو من خلال استخدام عدد من الأكسسوارات المعدنية الفضية والتي اتخذت أشكالا متموجة جميلة، زينت أطراف الأكمام الطويلة المنسدلة، وحواشي الفساتين، كما استخدمت فكرة ربط الفستان من الخلف بطريقة الحبال المتناظرة والمتعاكسة بحبال غليظة تمتزج بين الحرير والخيوط الذهبية، تتدلى بغزل من ظهور العارضات.



كان من الواضح الخبرة العالية التي ميزت الجلابيات والأثواب الخليجية، وما شابهها من فساتين، إلا أن الأمر انتهى عند هذا الحد، حيث افتقرت الفساتين البحتة من المجموعة إلى الخبرة نفسها، أو الدقة في التنفيذ أو الجودة في تحويل الفكرة إلى شكلها النهائي، حيث افتقر هذا النوع من التصاميم إلى شكل القالب أو المشد، والذي بدا واسعا ومتدليا غير قادر على لم جسد العارضة واحتضانه، وهي الحال مع التنورة الفستان، التي بدت على شكل ستارة شيفونية مخروطة بمجموعات، وزاد عليها كثافة التطريزات الذهبية غير المنطقية.

زخارف

 

تميّزت التطريزات الذهبية التي غلبت على التصاميم، بنقوشها وزخرفاتها التراثية الخليجية، سواء على الأثواب الخليجية، أو على الفساتين الجلابيات، والتي زيّنت منطقة الصدر بشكلها المربع، لتنسدل منه خطوط ذهبية طولية متوازية حتى نهاية التصميم، تتخللها رقع من تطريزات ذهبية بين تارة وأخرى، وهي التطريزات ذاتها، التي زيّنت الأكمام وانتهت بكثافة عند حواشيه.

الأكثر مشاركة