مادة الكروم في مياه الشرب تسبب السرطان
أثارت نتائج دراسة أميركية حديثة حول الكروم جدلاً علمياً في الولايات المتحدة، حيث توصلت مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا إلى أن مادة الكروم المستخدمة في خزانات المياه قد تسبب مشكلات صحية خطيرة، منها السرطان. وقال العلماء إن الأشخاص الذين استنشقوا مادة «كروم هيكسافلت» على مدى 20 عاماً، قد يؤدي بهم إلى سرطان الرئة. ولم يتم التأكد بعد أن كانت المادة تسبب السرطان في حالة تناولها عن طريق الفم ومرورها بالجهاز الهظمي. ويؤكد فريق البحث من خبراء البحوث السمية أن التجارب التي أجريت على الحيوانات على مدى سنتين، أثبتت بوضوح أن مادة «كروم هيكسافلت» الموجودة في ماء الشرب مسرطنة. وأدى استهلاك فئران التجارب لمياه ممزوجة بكميات مختلفة بالمادة المذكورة، إلى إصابتها بسراطنات في الأمعاء الدقيقة والفم. يقول المدير المساعد في مكتب تقييم الأضرار على الصحة والبيئة في كاليفورنيا، جورج اليكسيف، «أعتقد أن الأمر قد حسم»، مشيراً إلى النتائج التي توصل إليها باحثو جامعة كاليفورنيا.
على ضوء النتائج المثيرة الجديدة، تعكف السلطات الاتحادية في الولايات المتحدة وهيئات حماية المستهلك في ولاية كاليفورنيا، على دراسة أضرار المادة وتقنين الكميات التي يجب عدم تخطيها في مياه الشرب. وتحديد «الكميات الآمنة» التي يجب اعتمادها. وتقول البيانات الأميركية إن أكبر تركيز لمادة «كروم هيكسافلت» في المياه الجوفية بالولايات المتحدة، يوجد بمدينة هينكلي الصحراوية. ويعود ذلك إلى الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بعد تسرب كميات هائلة من المادة إلى التربة، كانت تستخدم في مصنع لتوليد الكهرباء.
وفي ،1996 تم تعويض 600 شخص من هينكلي بعد إصابتهم بالسرطان وأمراض خطيرة أخرى، يشتبه أن لها علاقة بمادة الكروم. هذا على الرغم من أن الدراسات لم تثبت علاقة بين الإصابات واستهلاك المياه التي تحتوي على المادة. وفي المقابل قال الباحث في جامعة كاليفورنيا، روبرتو غويازدا، إن نتائج الدراسة الأخيرة «توفر إجابات شافية». كما أشار الباحث إلى إمكانية استخدام النتائج لتحديد وتقنين استخدام مادة الكروم، بشكل آمن للصحة العامة. وقد منعت بعض الحكومات استيراد المادة نظرا لخطورتها.
وفي سياق متصل، أشارت دراسة أسترالية، في ،2004 أن مادة الكروم الموجودة في تركيب حبوب التخسيس وفي حبوب بناء العضلات قد تتحول إلى مادة مسرطنة داخل الجسم. كما كشفت الدراسة خطأ الاعتقاد السائد أن مادة الكروم الموجودة في حبوب تخفيف الوزن والمسماة «كروم3» من الممكن أن تتحول إلى«كروم5» داخل الجسم. ونصح الخبراء بأن تجرى الكثير من الفحوص الدقيقة للتأكد من عدم إضرار هذه المادة بصحة الإنسان، خصوصاً الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من هذه الحبوب كالرياضيين والأشخاص المهووسين بإنقاص أوزانهم. ان بعض التركيبات المعقدة لمادة «كروم3» لديها اثر يؤدي إلى تركيز الأنسولين ما يرشحها أن تكون أدوية محتملة لعلاج السكري في المستقبل. وعلى صعيد آخر، وبعيداً عن عقاقير التنحيف، فإن الكثير من الناس لديهم الرغبة الحقيقية في خفض أوزانهم، إلا أن المشكلة التي تواجههم هي شعورهم المستمر بالجوع.
عن «نيوز فود» و«ساينس ديلي».