«مذاق دبي».. مــأكولات بنكهات الجهات الأربع
بدت الدورة الثانية لمهرجان مذاق دبي الذي افتتح أول من أمس، بمشاركة 22 مطعماً من اشهر المطاعم في دبي، مختلفة عن سابقتها في العام الماضي، حيث شهد المهرجان لهذا العام تنسيقاً مميزاً بين أجنحة المطاعم من جهة، وأجنحة الشركات التي عرضت بضائعها من جهة أخرى، الى جانب تقليص المسافة بين الأجنحة ومسارح مسابقات الطهو والسوق التي تعرض بضائع الشركات، بالإضافة إلى التنويع في المشاركات، حيث شهد المهرجان مشاركة المطبخ الإماراتي الذي يعرض ابرز المأكولات المحلية، ولكن في المقابل غابت بعض المأكولات العربية الشعبية عن المهرجان.
ويجذب مهرجان مذاق دبي محبي تذوق المأكولات، والنكهات من مختلف جهات العالم الأربع، حيث تختلط رائحة الباستا الايطالية مع النودليز الصيني والمقبلات التايلاندية، ما يضع المتجولين أمام حيرة في اختيار المأكولات.
ويتيح مسرح ويلنكسون ضمن فعاليات المهرجان مشاهدة مسابقات الطهو بين أشهر الطهاة في العالم، ومنهم الشيف التنفيذي لدى «فيري» ماثيو بيكوب، ورئيس كبار الطهاة لدى «إمباير» أكسيل غودفروا، والشيف التنفيذي لدى «زوما» كولين كلاغ، تحت إشراف الشيف غاري رودس. بالإضافة الى مسابقات الزوار التي يشرف عليها الطهاة.
ويقدم مهرجان هذه السنة مدرسة سبينس للطبخ التي تتيح تعليم تقنيات جديدة في الطهو، ويمكن للزائرين التسجيل فيها من اليوم الأول، كما تستقبل المدرسة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة.
مقبلات ومياه بالأعشاب
واختارت الشيف الخاصة بمطعم بينغرون في فندق دوسيت دبي نارلمون بولكون الأطباق المشهورة في تايلاند لعرضها في المهرجان الذي اعتبرته «فرصة للتعريف بالمطبخ التايلاندي»، مركزة على المقبلات، موضحة لـ«الإمارات اليوم» انه «من السهل ان يأكل الشخص من المقبلات أثناء سيره في المهرجان، لكونها غير دسمة ولا تشعر المرء بالشبع وهذا يتيح تذوق مزيد من المأكولات».
واستدركت «لكن هذا لا ينفي اننا حضرنا طبقاً رئيساً، في حين انني استغنيت عن الحلويات بسبب الحليب الذي نستخدمه في حلوياتنا، حيث إنه لا يمكنني وضعه هنا لمدة طويلة»، لافتة إلى أن مشاركتها في المهرجان ستسهم في الترويج لمطعمها وللمأكولات التايلاندية.
ولفتت الشيف المشاركة عن مطعم «ماغنوليا النباتي» كابريا كيرتز إلى ان «الإنسان هو ما يأكل»، مضيفة «لذا أركز من خلال الوصفات التي أعدها على هذه الفكرة، من خلال الطعام النباتي، واستخدام الخضراوات العضوية والأعشاب».
ونصحت «بالموازنة بين الخضار ان كان الشخص نباتياً، لأن هناك الكثير من المعادن التي نحتاج إليها، وهناك دائماً بدائل للمعادن والفيتامينات في الخضراوات»، مشددة على ضرورة الموازنة بين المعادن، ووجوب التنويع في ألوان الخضار من الأبيض والداكن كالكرز والتوت، لأن هذا مهم لتأمين المعادن والفيتامينات المختلفة حسب كيرتز.
وقالت عن الزجاجات المليئة بالمياه الباردة وبداخلها اعشاب، والتي يعرضها مطعمها «نضع الأعشاب بالمياه في الثلاجة ليلة كاملة، فتأخذ المياه نكهات الأعشاب ما يؤدي الى نقل فوائد الأعشاب الى المياه»، مشيرة إلى أن «تذوق المياه يؤدي إلى الاستفادة من الأعشاب، إذ يمكن ان يحصل المرء على الانتعاش او الهدوء او معالجة مشكلات الهضم في الأمعاء»، لافتة إلى ان استخدام هذه المياه للطبخ يجعلها تخسر نكهتها.
«كب كيك».. محلي
ورأى الشيف في مطعم انديغو في فندق غروفينور هاوس، فينيت باتيور، ان التنويع بين الأطباق المقدمة في المهرجان مهم جداً لجذب الناس، منبها الى ان الجنسيات التي تحضر إلى المهرجان أصبحت أكثر تنوعا هذا العام، إذ زادت نسبة العرب والمواطنين الذين يأتون، مضيفاً ان «التنوع في الجنسيات يمنح الشيف القدرة على الابتكار في النكهات». ولفت إلى «اعتماد الطرق الصحية في الطبخ كون الاتجاه العام يفرض التقليل من الدسم في المأكولات».
وقالت المواطنة فاطمة عباس وصاحبة «سباركليز للكب كيكز»، عن مشاركتها في المهرجان «لم أشارك العام الماضي، اذ تزامن المعرض مع معرض العروس الذي كنت اشارك فيه، لذا أردت ان اغير المشاركة لهذا العام»، مضيفة «المشاركة ستؤدي الى نتيجة جيدة في التعريف بمنتجاتنا، لاسيما ان هناك الكثير من الأفكار التي يمكننا ان نقدمها للناس».
وتابعت «تجاوب الناس مع فكرة «الكب كيك» يعود الى تقديمها الذي يعتبر أسهل وأنظف لاسيما في اعياد ميلاد الاطفال، وأحيانا ننسق الكب كيك على شكل قالب كبير». أما الأشكال الإماراتية التي قدمتها فاطمة فهي الكيك الذي يحمل اشكال شخصيات فريج، اذ حصلت على تصريح خاص لهذا الأمر، بالإضافة الى الكيك الذي يحمل ألوان علم الإمارات، او العود وغيرها من الرموز.
غياب
بينما كان للمتجولين في المعرض نظرتهم الخاصة عن المهرجان، اذ ذكرت المواطنة حصة سالمي أن المهرجان منظم وهناك تنوع في المأكولات، مضيفة «احببت طريقة عرض المشتريات في السوق»، مشيرة إلى إمكانية اختبارها الكثير من الأطباق كون اسعارها مقبولة. وطالبت حصة بضرورة ابراز المطعم الإماراتي على نحو اوسع، كون المهرجان فرصة لإبراز جزء من ثقافة الدولة. ولم يتفق طارق شاتيلا الذي اختبر المأكولات مع حصة بشأن الأسعار، موضحا «اعجبتني المأكولات المعروضة، ولكن نسبة الى الأسعار المرتفعة، أفضل الذهاب الى المطعم وأتناول عشاء كاملاً بهذا المبلغ الذي ادفعه مقابل تذوق عينات من الطعام»، مستدركاً أنه سيزور المطاعم التي أختبر مأكولاتها.
وقال طارق جمول الذي زار المهرجان بالمصادفة، على حد تعبيره «أتيت من السعودية في زيارة قصيرة وسمعت عن المهرجان فأتيت لأختبر المأكولات المتنوعة»، لافتاً الى افتقاده للمأكولات العربية كالشاورما او الأكلات العربية الشعبية التي اعتادها، وعزا الأمر الى التركيز على المأكولات الغربية، وذلك يعود الى ان دبي اصبحت مدينة عالمية لها طابعها الخاص.
أسعار البطاقات
اشتكى زوار للمهرجان من ارتفاع أسعار البطاقات، اذ تبلغ تذكرة الدخول للمهرجان 50 درهماً، مضيفين أنه لا يحق للمرء ان يتذوق أي من المأكولات. وتبدأ أسعار البطاقات التي تمكن حاملها من التذوق 150 درهماً للبطاقة العادية، اذ يمكن ان يحصل المرء على 100 درهم للتذوق، فيما بطاقة الـ«في أي بي» تبلغ 300 درهم، ويمكنه استخدام 150 درهماً لتذوق الطعام