«التحكم في الوزن».. برنامج تغيير نمط الحياة
«التحكم بالوزن»، قد تمثل هذه العبارة بالنسبة لبعض الأشخاص مهمة مستحيلة، لاسيما الذين يعانون من بدانة مفرطة، اذ يتطلب خفض الوزن اتباع الكثير من الحميات الغذائية، والحرمان من أطعمة عدة. ولكن بالنسبة لاختصاصية التغذية آن جاكارد التي تقدم برنامجها الخاص بالتحكم بالوزن في «كلينيك لا بيري» في سويسرا، إنه لابد من تغيير نمط الحياة، وتهيئة الشخص نفسياً، والابتعاد عن العادات الغذائية السيئة كالسرعة في تناول الوجبات، وكذلك الابتعاد عن أنظمة الحميات الغذائية.
وأكدت جاكارد خلال المحاضرة التي ألقتها أخيراً في نادي دبي للسيدات خلال ورشة العمل التي حملت عنوان «التحكم بالوزن» أن معظم مشكلات البدانة تأتي من الطريقة الخاطئة التي يتبعها الناس في تناول الوجبات الغذائية، إذ يجب ان يستغرق تناولها ما يقارب الـ20 دقيقة كي يتمكن الإنسان من الإحساس بالشبع.
وأكدت جاكارد، أن أهم ما يجب ان يلتفت إليه الناس هو التوقف عن اتباع الحميات الغذائية، لأن فعاليتها تكون لوقت محدد، موضحة «شبه نظم الحميات الغذائية بلعبة اليويو، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتبعون الحميات الغذائية، وبعد ذلك يكسبون وزناً أكثر من الذي خسروه اثناء اتباع الحمية». ولفتت إلى أهمية وجود النشاطات اليومية في الحياة اليومية، وقالت «بالنسبة لي ان الشخص الذي يتمتع بوزن زائد ويقوم بالكثير من النشاطات اليومية، أفضل من الشخص الذي لا يتحرك كثيراً ولا يعاني من زيادة في الوزن، لأن الحركة تحفّز عملية الاستقلاب في الجسم».
سرعة مضرة
ورأت اختصاصية التغذية أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها الناس، والتي تضاف الى قلة الحركة هي الاضطراب في تناول الطعام، والذي ينتج عنه الكثير من المشكلات النفسية أحياناً أو الملل. أما الحالات الأخرى التي تؤدي الى البدانة، فهي ـ حسب جاكارد ـ تتمثل في «كيفية تناول الناس للوجبات، إذ يجب ان يستغرق تناول الوجبة الغذائية نحو الـ 20 دقيقة كي يشعر المرء بالشبع، وبالتالي من يتناولون وجباتهم بسرعة، يأكلون أكثر كي يشعرون بالشبع، بالإضافة الى عامل الوراثة الذي يحتل نسبة 50٪ في اسباب مشكلة البدانة، وبالتالي يجب التعامل مع المشكلة من ناحية طبية ايضاً».
وقالت إن «هناك اكثر من قاعدة للتحكم بالوزن تضاف الى الذي ذكرته سابقاً، ومنها عدم تناول الأكل إن لم يشعر المرء بالجوع والحاجة للأكل، واني لاحظت ان كثيرين في دول الخليج يتناولون وجبة الفطور من دون ان يشعروا بالجوع، وذلك بسبب الوجبات الدسمة التي يتناولونها في وقت متأخر». وتابعت «أنصح بتناول الفطور لدى الإحساس بالجوع، وكذلك تأجيله ان لم يشعر المرء بالجوع، كي لا يصل الى الوجبة التالية وهو جائع الى حد يجعله يتناول الكثير من الطعام».
أما الوقت الفاصل بين الوجبات، فيجب الا يقل عن ثلاث ساعات، كما أفادت جاكارد موضحة أن «الثلاث ساعات وقت كافٍ ليتمكن الجسم من حرق المواد التي أخذها من الوجبة، كما أنني لا انصح بتناول الوجبات الخفيفة، بين الوجبات إلا في حال شعر المرء بالجوع، على خلاف الذين يفرضون على المرء ثلاث وجبات رئيسة ووجبتين خفيفتين».
أما لجهة تعامل الإنسان مع الطعام وعدم قدرته على السيطرة على ما يأكل، فلفتت إلى ان عدم قدرة الإنسان على السيطرة على ما يأكل والتحكم في طعامه من حيث الكمية والنوعية يكون بسبب الضغوط التي يعاني منها في حياته، وهذا يعني أن الشخص بحاجة إلى الراحة قبل البدء بأي نظام غذائي.
نظام صحي
وأضافت جاكارد في ما يتعلق بالنظام الغذائي الذي تتبعه «يتطلب التغيير في العادات الغذائية، وكيف يمكن أن يغير الإنسان في حياته، وطبعاً من دون ان احرم الشخص من أي نوع من الحلويات، ولا أمنع المرء من الأطعمة التي يحبها، لكن بشرط أن يتمكن من تحديد الكميات التي يجب ان يأخذها».
وأشارت الى أن هذا النظام الغذائي «لا يؤدي الى خسارة الوزن بشكل سريع كما الأنظمة الباقية، إذ إن الحميات الغذائية تحقق نتائج سريعة كونها تؤدي الى خسارة المياه من الجسم، وكذلك تدمر العضل وهذا الذي يسبب زيادة الوزن في وقت لاحق وبسرعة».
واستطردت «لا اعد بتقديم المعجزات لأن ما اقوم به هو تمكين المرء من خسارة الدهون، فشخصياً لا اقوم بإرشاد الشخص الى حساب السعرات الحرارية، لأنها تساعد الناس على تناول الطعام تبعاً للمعادلة وليس للحاجة». اما في حال كان يعاني المرء من بدانة مفرطة وتحتاج فعلاً الى خفض في الوزن، فقالت «أنصح بجراحة تمكن الشخص البدين جداً لاحقاً من التحكم في كميات الطعام فهذا الحل الأنسب لهؤلاء، لأني فعلاً أريد ان أجنب الناس مسألة اليويو في الوزن».
وقالت مديرة التسويق في كلينيك لا بيري ييل بريوم، عن اهم البرامج الموجودة في «كلينيك» «حصلـت كلينيك لا بيري على شهرتها الواسعة من خلال خدماتها الطبية التي تقدمها حول كيفية المحافظة على الوزن، كما أنها العيادة الوحيدة التي تقوم بالفحوص المبدئية والأولية اللازمة من اجل البدء بالتحكم بالوزن أو العناية بالجمال مع الإقامة لمدة اسبوع». ونوهت بأن العلاج الأهم والذي منح العيادة مكانتها العالمية هو برنامج تجديد الخلايا، والذي يتحكم في جهاز المناعة عند الفرد، إذ يؤدي إلى التخلص من العلامات التي ترافق التقدم في العمر كالنسيان واضطرابات النوم، وكذلك التحكم في الوزن. أما أسعار الخدمات التي تقدمها العيادة، فتبلغ ـ حسب بريون ـ 9000 دولار، للمكوث لمدة أسبوع مع الوجبات والفحوص، بالإضافة الى بعض العلاجات للبشرة. أما برنامج تجديد الخلايا فهو يكلف ضعف المبلغ المذكور سابقاً، وهو يجب ان يعاد كل سنتين.
«أوميغا 3» |
|
شددت اختصاصية التغذية آن جاكارد على اهمية وجود أحماض «اوميغا 3» في الطعام خلال الوجبات، لافتة الى وجوب تناولها من خلال الزيوت، وليس من خلال تناول حبوب زيت السمك التي غالباً ما تعطى بعد النوبات القلبية. وأشارت إلى ان «مزج ثلثي زجاجة من زيت الزيتون مع ثلث الزجاجة من زيت الكانولا واستخدامه في الأطباق التي نتناولها يوميا يكفي لحصول الجسم على الأوميغا ،3 بالإضافة الى أهمية الإكثار من الألوان في الطعام، وعدم استبدال الخضراوات بالفواكه». |