مجوهرات أم كلثوم.. تحف من «سـيرة الحب»
تشكل مقتنيات المشاهير ثروة يسعى كثيرون لتملكها، خصوصاً إذا كانت لقامة بحجم سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي توجت على عرش الطرب العربي «كوكباً للشرق»، وعلى الرغم من مرور 34 عاماً على رحيلها، إلا أن أي شيء يرتبط بها يعد قيمة تاريخية لعشاقها، وجزءاً من سيرة الحب المرتبطة بفن أم كلثوم.
وعرضت أول أمس دار كريستيز، في مؤتمر عقد في فندق أبراج الإمارات في دبي، أربع قطع من مجوهرات أم كلثوم، تمهيداً لطرحها في مزاد يقام 29 من الشهر الجاري، واختارت مجموعة من المجوهرات الثمينة، وهي عقد لؤلؤ كان المفضل لدى أم كلثوم، وساعة ومشبك وطقم من الزمرد والألماس. ومهما بلغت قيمة المجوهرات من حيث التصميم أو من حيث ما تحتويه من أحجار ثمينة وقيّمة، تبقى القيمة التاريخية الأهم بالنسبة لمرتادي المزادات الذين يدفعون مبالغ كبيرة لقاء قطع من هذا النوع.
وغالباً ما تحمل مقتنيات الفنانين المشهورين قصصاً خاصة، أو تكون هدايا مقدمة من أشخاص لهم وزنهم التاريخي، ما يضيف في أحيان كثيرة إلى القيمة الأساسية للقطعة، فيتضاعف سعرها. ومن القطع المعروضة للبيع في مزاد كريستيز، تميز المشبك المصمم على شكل إكليل من اللؤلؤ، لكونه يحمل قصة خاصة، فهو كان هدية من شاه إيران السابق، محمد رضا بهلوي، وأهداه إلى أم كلثوم بمناسبة زفافه إلى الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، ملك مصر السابق.
اختيار ات
وقالت مديرة دار كريستيز في الشرق الأوسط، إيزابيل دو لا بروير، عن القطع الموجودة وكيفية انتقائها للمشاركة في المزاد إن « عائلة أم كلثوم أحضرت القطع الموجودة في العرض، وما فعلناه هو أننا قيمنا القطع وبالتالي عرضناها للمشاركة في المزاد كونها تعود للفنانة العظيمة أم كلثوم»، مضيفة «لا يمكن القول إن هناك معايير تجعلنا نقرر نحن اختيار القطع، لأنه يمكن لأي شخص أن يقدم مقتنياته للمزاد، وبالتالي نحكم على القطعة لوضع السعر الذي يجب أن تباع به».
وعن أهمية معرفة تفاصيل قصص هذه القطع،أضافت «للأسف، لم تطلعنا عائلة أم كلثوم على أكثر من قصة البروش، لكننا نعرف أن العقد المصنوع من اللؤلؤ كان من أكثر قطع المجوهرات المفضلة لدى أم كلثوم».
وأفادت في ما يتعلق بالأسعار التي وضعت لبيع القطع، وكانت غير مرتفعة، بأن «وضعها يعتمد على قيمة المجوهرات الفعلية، وبناءً على ما تحتويه القطع من الماس وأحجار كريمة أو لؤلؤ يتم وضع سعر افتراضي للبدء بالمزاد»، منوهة بأن السعر الافتراضي الذي يوضع للقطع لا يعتبر ثابتا، لأن مجريات المزايدة قد تؤدي إلى أن يصبح سعر القطعة أضعافاً لما كان موضوعاً، بالإضافة إلى أهمية القيمة التاريخية التي تحملها، والتي تخولها الوجود في المتحف . وأوضحت «السعر المرتفع مرتبط بالقيمة التاريخية، وبالقصص التي تحملها القطع، ما يزيد من سعرها أحياناً، لأنها ستكون موجودة لمرة واحدة، وترتبط بأشخاص قد رحلوا».
ولفتت دو لا بروير إلى أن «كريستيز» لا تجلب المجوهرات الخاصة بالمشاهير فقط، فمن بين 150 قطعة من المجوهرات التي ستعرض في المزاد، هناك فقط أربع قطع لشخصية مشهورة ومعروفة، وهي أم كلثوم، في حين أن بقية القطع هي لأشخاص عاديين. و عن إمكانية شراء الأجانب القطع الخاصة بأم كلثوم أن 70٪ ممن يشترون من مزادات كريستيز هم من جنسيات عربية، لكن هذا لا يعني أن من سيشتري القطع الخاصة بأم كلثوم يجب أن يكون عربياً لأن الفنانة عربية، فهذا الأمر ليس شرطاً جازماً، لأن من سيقدر قيمة القطعة من سيتملكها .
أسعار
تميزت أسعار مجوهرات أم كلثوم لهذا العام بأنها معقولة، إذ وضع سعر لعقد اللؤلؤ يراوح بين 55 و73 ألف درهم. أما البروش والذي كان هدية من شاه إيران محمد رضا بهلوي فعرض بسعر يراوح بين 11 و15 ألف درهم، في حين أن سعر الساعة راوح بين 15 و22 ألف درهم.
ويعتبر الطقم المؤلف من أربع قطع من المجوهرات الأغلى بين جميع القطع، ويراوح السعر المبدئي له بين 146 و220 ألف درهم. و بعد أن بيع عقد أم كلثوم الذي عرضته دار كريستيز العام الماضي، و كان هدية من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بمبلغ يفوق الخمسة ملايين درهم، من الصعب توقع المبلغ النهائي الذي ستباع به القطع. وقد يكون هذا النجاح السبب في لجوء عائلة أم كلثوم إلى بيع مجوهراتها، بعد نجاح مزاد العام الماضي، حسب مسؤولين في دار كريستيز.
|
من اللؤلؤ
وتميزت المجموعة المنتقاة للبيع بأن معظمها كبيرة الحجم، باستثناء الساعة التي بدت صغيرة، ومتميزة بتصميمها البسيط الذي اخذ شكل طاووس يحيط الساعة بحبات اللؤلؤ المتصلة بالساعات، عبر أسلاك الذهب التي جمعت بشكل يشبه الطاووس . وانقسمت المجموعة إلى قسمين، هما عقد وساعة ومشبك مصنوعة من اللؤلؤ، ومشبك يجمع بين اللؤلؤ والألماس، وطقم يشمل مشبكا وأقراطاً وسواراً من الزمرد والألماس.
وبدأ عرض المجوهرات مع تقديم العارضة للقلادة التي كانت مصنوعة من 10 سلاسل من اللؤلؤ الهندي والمتدلية بشكل متوازٍ. وتجمع هذه السلاسل اللؤلؤية قطعاً مستطيلة من الذهب مرصعة بالفيروز، ويتوسط العقد طاووس مصمم من الذهب، تحيط جوانبه أحجار الفيروز. ويعتبر العقد من القطع الكبيرة الحجم التي تتميز بتصميم يحمل روح العصر الذي يعود إليه. اما المجموعة المؤلفة من أقراط ومشبك وسوار فتصلح بتصميمها الكبير لكل زمان ومكان، إذ يدخلها الزمرد بالإضافة إلى الألماس المقطع بطرق مختلفة.