ختـام خليجـي لآخـر أيام «دبي للأزياء»
تعطر اليوم الختامي لأسبوع أزياء دبي، مساء أول من أمس، بروائح العود والبخور العربي الأصيل، مترافقا مع جمال العباءات الإماراتية المتميّزة وانسيابيتها، في يوم كان خليجيا بالكامل، قدمت فيه عروض للمصممات الإماراتيات، أمل مراد، وريم وهند بالجافلة، واللاتي نجحن من دون استثناء بأن يأخذن بالعباءة الإماراتية، إلى مستوى جديد تماما عنها، عبر خطوط وبصمات جريئة وواثقة غير مكررة، ليختتم اليوم بعرض حصري شديد التميّز، للمصمم العُماني الأصل البريطاني المولد عمر علي عبر علامته العالمية «بودي آمر».
وعلى الرغم من الانتظار المتعب الذي استمر أكثر من ساعة للعرض الأخير، استطاع علي أن يهدئ الجمهور الشديد التململ بعد يوم طويل من العروض بمجموعة ثلاثينية نخبوية الخطوط، لخريف وشتاء 2009 ـ ،2010 بينما بدأ اليوم بورشة عمل نشيطة لخبراء الشعر والتزيين من شركة «ديسانغ» للعناية بالشعر، والتي كشفت للجمهور على المنصة آخر موضات الشعر والتسريحات المختلفة . لتبدأ بعد ذلك عروض الأزياء الإماراتية المتميزة التي بدأت بعرض مراد، ومن ثم عرض الأختين بالجافلة، ومختتما بعرض «بودي آمر».
العباءة المعطف
استوحت المصممة أمل مراد لعباءات مجموعتها الأخيرة الـ ،24 أفكارا متميّزة وغير مكررة، نجحت بأن تعطيها روحا وبصمة موحدة، جعلت منه عرضا لمجموعة غير مشتتة، بخطوط دقيقة، عالية الجودة في التنفيذ، وقصات تحتاج إلى أكثر من نظرة لاستيعابها، ما أعطى غموضا وعمقا للتصاميم التي أخذت بعض خطوطها من أفكار المعاطف الشتوية، تماشيا مع موسم الخريف والشتاء، على الرغم من سلاسة الخامة الرئيسية لقماش العباءة الحريري وخفتها، مطوعة إياها بذكاء.
تنوعت الخامات التي أدخلت على العباءات، بين المطبعة بخطوط متناظرة «كاروهات» بلونه التقليدي الأحمر، والأبيض والأسود، مزينة العباءة بجيوب عريضة مائلة، وبأكمام من هذه الخامة، ذات رسغ ضيق رياضي وشبابي القصة، ومضيفة إليها قلنسوة مبطنة بذات الخامة تضاف فوق الحجاب نوعا من طبقة ثانية منه، والذي يمكن أن يتناسب مع الفتيات المحجبات الشابات بيسر وقابلية سهلة للارتداء.
أفكار المعاطف والسترة الشتوية بدت أيضا عبر قصات الرقبة التي كان بعضها دائريا بأزرار كبيرة تزين نهايته، أو عبر تطريزات زيّنت منطقة الصدر والجذع بشكل جعلها أشبه بالمعطف الرسمي، أو السترة العسكرية مزينة بأزرار ذهبية على الجهتين، إضافة إلى تزيينها عباءة أخرى بشريط حريري أحمر متدل في منتصف الصدر والجذع تتدلى منه دائرة متوسطة الحجم، أشبه بميدالية شرف عسكرية كبيرة الحجم.
وعلى الرغم من استخدامها عددا من هذه الأفكار التي قد تبدو للقارئ قاسية أو رجولية، فإنها أضافت أناقة وأنوثة شديدتين للتصاميم، عبر حسن اختيار الألوان والخامات التي استخدمت فيها هذه الأفكار.
ابتعدت مراد في هذه المجموعة عن العباءات الضيقة أو المظهرة لحجم الجسم أو محيطه، مفضلة الميل إلى الفكرة الرائجة والدارجة لقصة الفراشة التي تداخلت مع القصة التي تغلق من الأمام بميل نحو جهة اليسار من الصدر، مفضلة التركيز على المواد والخامات والنقوش التي أدخلتها على الخامات، أكثر من فكرة تغيير القصات التي بدت واضحة جزئيا في منطقة الرقبة التي تفاوتت بين عالية الرقبة والمستديرة والتقليدية. وتنوعت الأكمام بين عديمة الأكمام سوى من فتحة لأخراج اليد، وذات الأكمام الواسعة الكبيرة، وذات الأكمام الشبيهة بالوشاح الكبير المنسدل، وذات الأكمام العريضة، المزينة بحاشية من خامات أخرى، إضافة إلى الأكمام الاعتيادية الضيقة الطويلة.
اختارت مراد عددا من الخامات في تزيين عباءاتها، بين صوفية خشنة من قماش الـ«تويد» الذي اتخذ مكانه على أكمام إحدى العباءات بالكمال، والحرير الأبيض المرسوم بنقوش سود، زينت حاشية عريضة من الأكمام، إضافة إلى ظهر عباءة بالكامل، تغطى بجناحين منسدلين من قماش العباءة الخفيف، ما أعطاه أناقة وغموضا، كما زيّنت مجموعات أخرى بخطوط طولية من الحرير الأصفر والبني، والأصفر والفوشي، ومسدلة وشاحين كبيرين من الشيفون الخفيف، مزين الأطراف بنقوش كريستالية ملونة . إضافة إلى تزيينها لأكمام بنقوش رمادية، تتدلى منها شرابات كبيرة، اتخذت مكانها في نهاية ذيل الظهر أيضا، متمكنة بأن تقدم مجموعة حصدت ردود فعل إيجابية عديدة، استقبلتها المصممة من حضورها بعد العرض بهدوئها المعتاد .
بصمات عالمية
اختارت الأختان ريم وهند بالجافلة، أن تزينا مجموعتيهما ذات الـ 30 تصميما، ببصمات درجت في عروض دور الأزياء العالمية، بحسب ريم التي التقتها «الإمارات اليوم» قبيل العرض، وقالت «ما يميّز عباءاتنا، تماشيها مع الخطوط العالمية وما يدرج على الساحة العالمية للأزياء، رغبة منا، في أن تبدو الفتاة أوالمرأة الإماراتية التي تميل إلى اتباع الموضة العالمية، متماشية مع ما تحمله من حقيبة وما ترتديه من ماركات عالمية، عبر عباءتها أيضا». ووصفت ريم عباءاتهما بأنها «تتناسب مع المرأة التي لا تخاف من أن تكون مختلفة ومتميزة بين الأخريات، وشديدة الاختلاف عن الدارج في السوق المحلية».
غلبت على المجموعة فكرة العباءة التقليدية الإماراتية القديمة، مع تطوير في قصتها، وضيقها عند منطقة الخصر، وتجمعها في مناطق جانبية من العباءة، لتنسدل من مناطق أخرى، بظهر واسع منسدل لا ملامح له . ولم تتردد الأختان بالجافلة من إدخال خامات أخرى بألوان صاخبة وفاقعة من حرير الشيفون، الذي توسع في مناديل جانبية على طول الفستان بلونين أو أكثر، بينما زين بكشكشات أكتاف عباءات أخرى، والتي اتخذت جزءا كبيرا من عباءاتهما، التي بدا عدد كبير منها أشبه بالفساتين، ذات قصة الحورية المعروفة.
تزينت العباءات أيضا بأحجام ضخمة من شكل «الفيونكة» الكبيرة والمنتفخة المزينة بالترتر، بألوانها الحمر والفوشية الصارخة، بينما تم استخدام الترتر زينة لأغلب تصاميم العرض، بنقوش بدا بعضها قريبا من بصمة المصمم اللبناني إيلي صعب، مستخدمتين ألوانا لامعة صاخبة، عادة ما تسمى بألوان «النيون»، إضافة إلى استخدامهما لخامات بطبعات حيوانية في أجزاء كبيرة من عباءات قليلة.
ركزت أغلب العباءات في المجموعة على فكرة إظهار نحول الخصر، بينما شفت أجزاء أخرى عند منطقة الساق بخامات شيفون سوداء مثيرة، وهما الأمران اللذان قد لا يتناسبان، سواء مع أحجام وقياسات جميع النساء، أوميولهن، إلا أن المصممتين أوضحتا في مؤتمر صحافي بعيد العرض «بأنها تفاصيل يمكن أن يتم تعديلها لتتناسب ورغبات الزبونات».
خطوط مستقيمة، تميل مع انحناءات الجسد ولمسات رومانية تزين سراويل وفساتين عصرية، اتخذت من تجمعات الخامات المنسدلة والمثبتة بأحزمة تزيد من انخراط الخامات، هي أكثر ما يميز مجموعة «بودي آمر» الأخيرة لخريف وشتاء ،2010 مقدما 45 تصميما بألوان هادئة غنية، وبساطة مترفة لا يمكن مضاهاتها، ودقة تنفيذ، لا يمكن أن توصف إلا لمصمم عالمي مثل عمر علي الذي استطاع أن ينسي حضوره بثوان معدودة تعبا وانتظارا وضيقا لأكثر من ساعة من الوقت، وقفها الإعلاميون والمدعووون في أرتال خارج أبواب دخول قاعة العرض.
بدأت المجموعة بفستان واسع من الأعلى، ويتدرج ضيقا حتى الأرض من قماش مطاطي أبيض كريمي، ونظارات شمسية كبيرة ومحفظة ذهبية صغيرة، أوضحت تماما، عنوان المجموعة، ذات الخطوط الثلاثينية لنجمات هوليوود ومجتمعها النخبوي وحفلاتها الصاخبة البذخة، لتتدرج التصاميم التي تداخلت فيها ألوان من البيج الرملي الفاتح جدا، والوردي البطيخي الفاتح، والرمادي بدرجة شبيهة بلون الرماد البارد المنطفئ الفاتح جدا، إضافة إلى الأسود، والفوشي الصارخ، والوردي المعروف بـ«وردي باربي»، والفستقي، والخمري الداكن، والكحلي بدرجة الحبر.
تفاصيل بسيطة
ركزت مجموعة «بودي آمر» على فكرة الكم الواحد، والذي تنوعت أفكاره بين الكم الضيق الطويل، واليد المكشوفة بانسدال لمنديل طويل، والكم الطويل عديم الملامح. بينما تزيّنت منطقة الخصر بأحزمة متنوعة بين الجلدية اللامعة والشامواه الوبري، إضافة إلى إضافة تفاصيل بسيطة على بعض القطع، مثل حواشي الترتر الأسود، أو المشابك الصغيرة عند الصدر، الذي غلبت عليه فكرة القصة الكبيرة على شكل (V) بزاوية منفرجة أو حادة، أو فتحات الساق التي تنوعت بين الوحيدة الكاشفة عن الساق كاملة، أو الثنائية، أو المتعددة، أو التي كشفت عن جميع الساق، متوارية تحت طبقات من الشيفون المتموج.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news