«كيتش» كعك الكأس بطريقة بيتية
راسيل شلهوب وداليا دجمش صديقتان منذ الطفولة، نشأتا معاً في باريس، وافترقتا في أثناء فترة الدراسة الجامعية، ثم ما لبثتا أن اجتمعتا من جديد لتؤسسا معاً متجرهما الخاص بكعك الكأس وسلطات ووجبات سريعة، بالإضافة إلى البوتيك الخاص بالأزياء في بيروت. ودفعهما النجاح الذي تحقق من المشروع الذي جمع بين الطعام والحلويات والأزياء إلى افتتاح محل «كيتش» الخاص بكعك الكأس في جميرا في دبي، وبوتيك خاص بالأزياء في سوق البحر. حيث تغلب على الكعك سمة التحضير المنزلي، كون داليا دجمش هي التي ابتكرت الوصفات والنكهات وتشرف بنفسها على تحضيرها، ولا ترضى بالبدائل الصناعية، بل تستخدم المكونات الطبيعية .
وقالت راسيل شلهوب عن انطلاقة كيتش من بيروت «بدأنا في بيروت منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وأردنا من خلال صداقتنا التي كانت منذ الطفولة أن نفتتح المتجر الذي يعبر عن حلمينا». وأضافت «ابتكرنا فكرة التسوق بطريقة لا مبالية في المحل، حيث يتسوق المرء، وبعد الانتهاء يتناول الكعك الشهي أو الطعام الخفيف، وهذا يمنح المرء تجربة ممتعة وغريبة».
وتختلف فكرة المحل في دبي عن التي في بيروت، حيث تم افتتاح محل الكعك بعيداً عن محل الأزياء، وأوضحت دجمش، «أردنا أن نتميز في افتتاح أول محل متخصص بكعك الكأس في دبي، حيث يقصده الناس للجلوس والاستمتاع خارج مراكز التسوق». وقالت «هناك عامل آخر مهم، وهو نمط التفكير السائد في بيروت، والمختلف عن الموجود في دبي، فطبيعة الحياة في لبنان لا تعتمد على مراكز التسوق، حيث المرء سيكون بحاجة لقطع مسافة حين يقرر الذهاب إلى أي مكان. أما في الإمارات، فمراكز التسوق أول الأماكن التي يقصدها الناس. لذا، فإن اختيار سوق البحر للبوتيك كان الأمثل لنا».
هدية للمناسبات
أجمعت داليا دجمش وراسيل شلهوب على ان كيك الكأس ليس مخصصا للأطفال فحسب، فمن الممكن أخذه إلى دعوات العشاء والمناسبات كهدية، على الرغم من أنها فكرة غريبة في العالم العربي إلى حد ما . وتابعت شلهوب، «تتميز الكيك بالصناديق التي ابتكرناها والتي يمكن ان توضع على الطاولة مباشرة دون الحاجة إلى إعادة توضيبها، وبالتالي يمكن الاختيار من النكهات المختلفة».
|
ابتكار الوصفات
وشرحت داليا دجمش مميزات وصفات الكعك الذي يقدم في «كيتش»، وقالت، «ليس هناك فكرة مماثلة للكعك الذي نقدم في دبي، لأننا نحضره بطريقة بيتية، ونستخدم المكونات الفرنسية، ما يمنح الكعك طعماً خاصاً ومميزاً». وأضافت « أهوى الطبخ كثيراً، وكنت دائماً أجرب نكهات جديدة كثيرة في مجال الكعك، بينما تهوى صديقتي شلهوب تذوق طعم الكعك. لذا، دائماً أبتكر الوصفات وأجربها، ونختبرها حتى نصل إلى الطريقة المثالية التي يجب أن يقدم بها الكعك».
ورأت شلهوب التي تشرف على البوتيك، وتحب تذوق الكعك، وليس إعداده، أن اختراع وابتكار النكهات يأخذ أكثر من تجربة والتعديل عليها من أجل الوصول إلى النتيجة المثالية، و«هذا يثبت لمتذوقي الكعك بأنه مصنوع منزلياً». وتوضح دجمش التي تشرف على كل تفاصيل إعداد الكعك بنفسها أنها لا تعمل على النكهات التي لا تحبها، على الرغم من أنه قد يكون هناك طلب عليها من الزبائن. وتقول «لا أضع النكهات التي لا نحبها في القائمة، لأننا نؤمن أن ما لا نحبه لن نتمكن من التميز به، كما أنه لن يمثلنا». وتضيف «بما أن الفكرة الأساسية هي أن نكون دائماً محلاً يقدم الأشياء المصنوعة منزلياً، بالإضافة إلى الاعتماد على المعايير الصحية في الكعك، باستخدام الفاكهة الطبيعية وليس الصناعية. لذا، علينا أن نقدم ما نأكله كي يقتنع الناس بنا». أما عن الملونات الصناعية التي غالباً ما تستخدم في صناعة كعك الكأس، فذكرت دجمش أنها تضع الألوان بناءً على الطلب، لأنها تحاول قدر الإمكان ألاّ تستخدمها في المحل، بل تستخدم الفاكهة التي تعطي ألواناً خفيفة. وهنا لفتت دجمش، إلى «ازدياد الوعي حول المأكولات الصحية، فقد باتت الناس تعرف كيف تختار ماذا تأكل، وهذا يجعلنا نتجه إلى استخدام المواد الصحية». وأشارت إلى أن هذا لا يعني أن الكعك الموجود في المحل يمكن أن يستخدمه الذين يخضعون لحميات غذائية، وتعد دجمش بالعمل على توفير أنواع الكعك الصحية وقليلة السعرات الحرارية في وقت قريب .
شائع الاستخدام
وعن إقبال الناس على كعك الكأس، توضح شلهوب أن الاتجاه إلى كعك الكأس اليوم بات كثيراً، لأن الناس تريد الاستمتاع بالكعك، وهو متميز ومختلف في الحفلات، ولاسيما في أعياد ميلاد الأطفال، كونه كثير الألوان. وتلفت إلى اتجاه الأمهات لاختيار كعك الكأس للحفلات، كونه أكثر ترتيباً، ويمكن أن يأخذ كل طفل قطعته الخاصة، كما أنه من الممكن التنويع في النكهات المختارة، بدلاً من الالتزام بنكهة واحدة لقالب الكعك الكبير التقليدي .
وفي ما يتعلق بالتوسع من لبنان وطرح الفكرة في دبي، قالت دجمش، «كان النجاح الأساسي بسبب اهتمام الناس به، بالإضافة إلى عامل مهم، هو أننا نشرف على العمل بأنفسنا، وهذا يوفر معايير النوعية الجيدة».
وللصداقة بين شلهوب ودجمش إيجابيات كثيرة في العمل، وذلك كما توضحان، لأن أفكارهما غير متطابقة تماما ، ما يؤدي إلى التكامل في الأفكار المطروحة في العمل. وتقول داليا دجمش « حبي للكعك يجعلني أبرع في تقديم النكهات الجديدة . ومن الناحية الأخرى، أثق بقدرة راسيل على اختيار كل ما هو مميز لمحل الأزياء الخاص بنا». ولا تعتقد دجمش أن الأزمة المالية تؤثر في طريقة تعامل الناس مع الطعام، «لأنه من الطبيعي أن تتأثر طريقة تعاملنا مع التسوق، أو حتى اختيارنا للمنتجات التي نشتريها. ولكن، ليس مع الطعام، لأننا باختصار نحن ما نأكل».
وعن السعر، تقول «المكونات وكذلك طريقة تحضير كل قطعة بعناية، بالإضافة إلى مكان المحل، كلها عوامل تلعب دورها في وضع السعر».