بدلة الرجل.. أسلوب حياة من قـماش

غالبا ما ننظر إلى البدلات «أطقم الرجال» بنظرة متشابهة تماما، فلا يمكننا أن نميز بين بدلة وأخرى إلا من حيث اللون والخامة. وغالبا ما يلجأ معظم الرجال إلى اختيار بدلاتهم بناء على هذا الأساس، من دون أن يأخذوا في الحسبان شروطا أخرى، في مقدمتها أسلوب حياة الرجل. لذلك، يرى خياط البدلات الرجالية البريطاني ليونارد لوغسدايل الذي افتتح أول صالة عرض له في الشرق الأوسط في دبي أنه لا بد من الالتفات إلى أسلوب حياة الرجل، وطريقة تنقله وعمله، وكذلك النظرة التي يحب أن يأخذها الناس عنه، قبل أن يختار البدلة، مع عدم إغفال طبيعة الجسم وما يناسبه من قصّات وألوان وخامات.

ويوضح «عندما نقول تصميم بدلات رجالية فهذا يعني أننا نتحدث عن موضة، ليس سهلا إحداث ابتكارات صاخبة فيها، لأن اللعب على التغييرات في البدلة سيكون من خلال جيوب السترة أو ياقتها، أو حتى الخامات». وهنا، يلفت لوغسدايل إلى «أنه عندما يفكر الرجل في تصميم بدلة، فهذا يعني أنه يبحث عن بدلة شخصية، وهذا يدفعني بوصفي خياطا إلى طرح أسئلة عديدة عليه، قبل البدء بخياطة البدلة». ومن الأسئلة التي يعمد لوغسدايل إلى طرحها على الرجل، «كيف يريد أن يقدم نفسه للناس، وثم نوعية عمله، وأسلوب تنقله والمكان الذي يعمل فيه، مكيفا أم لا؟ وهل يسافر كثيرا؟ فكل هذه الأمور تساعدني في اختيار قصة البدلة والقماش الذي يتناسب مع أسلوب حياته، ليبدو بمظهر أنيق على نحو دائم».

وهنا، لفت لوغسدايل إلى أن «الرجل ما زال لا يقدر أهمية خياطة بدلة خاصة له، ويلجأ إلى البدلات الجاهزة. لذا، لا بد من العمل كثيرا على تغيير نمط التفكير، كي يقتنع الرجال بوجوب الذهاب إلى خياط، وبأن البدلات الموجودة في السوق تجارية، وقد لا يتميّز بها الشخص».

أسس للاختيار

ويرى لوغسدايل أن معظم الرجال يخطئون في اختيار البدلات التي تناسب أشكال أجسادهم، وكذلك الخامات المناسبة لطبيعة عملهم . ويوضح أن على الرجل الذي يتحرك كثيرا خلال عمله اختيار الخامات التي لا تتجعد بفعل الجلوس الطويل والحركة، والاعتماد على الخامات الجامدة . أما الرجل الضخم، فيجب ألا يلجأ إلى الخامات ذات المربعات الكبيرة. وأضاف لوغسدايل « على من يعاني من البدانة أن يبتعد عن الألوان الفاتحة، أو أن يبدد الانطباع من خلال ربطة العنق أو الفولار الذي يوضع في الجيب العلوي، فهكذا لا تلفت النظر».

وأكد أن على الرجل القصير أن يشترى القمصان ذات الياقات العمودية نسبيا، فهذه تمنحه المزيد من الطول، على أن تكون الجاكيت ذات زرين وقصيرة، كي تمنحه مزيدا من الطول. وأن على الرجل ذا المعدة الكبيرة أن يلجأ إلى البدلات ذات الجاكيت بزرين، لأنها لا تحتاج إلى قماش كثير عند ياقة السترة، وهذا يظهر الرجل أرشق، لأن القماش الكثير يزيد من الحجم .

وبحسب لوغسدايل، فإن شعور الرجل بالراحة من الأمور الأساسية التي ينظر إليها، وقال «من الضروري أن يشعر الرجل بالراحة حين يرتدي البدلة. لهذا، لا أتدخل في اختيار الألوان أو الأقمشة التي يختارها الزبائن». لذا، يعمد لوغسدايل إلى طرح رأيه الخاص مع التبرير، كي يعرف الرجل ما يناسبه. وأشار إلى أن راحة الرجل تتأتى من مظهره الأنيق أيضا. لذا، يجب ألا يعتمد على تغيير القمصان وربطات العنق مع عدد محدود من البدلات في المنزل، بل يجب أن يمتلك ألوانا مختلفة، للمحافظة على مظهر البدلات التي يرتديها على نحو يومي .

خامات متعددة

ويفضل لوغسدايل الكشمير على باقي الأقمشة، لكنه يختار الخامة تبعا لحالات الطقس في البلد الذي يعيش فيه الرجل . وكذلك أسلوب حياته، سواء كان يعمل في مكان مكيّف أو من دون تكييف . ويعتمد اختيار ربطة العنق حسب لوغسدايل على المكان الذي يقصده الرجل، «فالعمل يفرض عليه وضع ربطة عنق بسيطة، وقد لا يتجرأ كثيرا في الألوان، بينما يمكن في السهرات أن يضع الرجل الألوان اللافتة». وأشار لوغسدايل الذي تعامل مع مشاهير في مناسبات وأفلام كثيرة إلى أن لدى مصمّم البدلات الرجالية مهمة تختلف تماما عن مصمم الأزياء النسائية، «لأن لدى مصمم الأزياء النسائية الحرية في اختيار القصات التي يريدها ومزج الألوان والأقمشة، بينما يفرض تصميم البدلات الرجالية على المصمم والخياط فهم جسم الرجل بشكل جيد، كي تكون البدلة مميّزة، وكذلك ليخفي عيوب هذا الجسم».

وتابع لوغسدايل في حديثه عن الفرق بين عالم الأزياء النسائي والرجالي قائلا، «تقام عروض الأزياء بشكل موسمي للفساتين. أما عروض البدلات فأعتقد أنها مهمة، وقد تساعد قليلا على التثقيف في كيفية اختيار البدلة. ولكن، هناك مشكلة نواجهها، أننا عندما نصنع بدلة نصمّمها ونخيطها لتكون شخصية، وليس بدلة متوافرة بأعداد كثيرة وألوان متعددة». لذا، يفكر لوغسدايل جديا في إقامة عرض للبدلات، على أن يحمل أشياء مميزة ومختلفة.

الأكثر مشاركة