لابد من وضع فكرة عامة تجمع بين ديكور وأثاث غرفة النوم.         تصوير: لؤي أبوهيكل

غرف النوم المنسّقة.. بوابات لأحلام جميلة

لا تعد غرفة النوم مجرد مكان عادي للاستراحة، ففيها يقضي الإنسان ثلث حياته تقريباً، لذا أكد مختصون ضرورة أن تكون مهيأة ومفروشة بأسلوب مريح يضمن للفرد الاستمتاع بالوقت الذي يقضيه داخلها، معتبرين أن تنسيق غرف النوم يعد بوابة تساعد على أحلام جميلة أثناء النوم بعد عناء يوم مليء بالمشاغل.

ويرى خبراء أن اختيار غرفة النوم وتنسيق جميع مستلزماتها ليس بالأمر السهل، مشيرين إلى أنه لابد من وضع فكرة ومفهوم موحد لجميع أغراضها بدءاً من الأرضية والأثاث ووصولاً إلى الإكسسوارات والستائر والإضاءة. أما الألوان فهي متنوعة ومن الممكن الاختيار بين الداكنة التي تمنح الغرفة شيئاً من الظلام ويشعر فيها المرء عندما يستيقظ انه مازال بحاجة للنوم، أو أن تكون فاتحة وتدخل من خلالها أشعة الشمس وتمنح الشعور بالنشاط.

وقال المصمم مدير قسم التصميم والإبداع في «أند سو تو بيد» ويين كلارك، إن النقطة الأساسية التي أنصح بها للبدء في فرش غرفة النوم هي أن يستمع المرء لقلبه»، وأوضح «لكل منا حلم في الحياة، وبالتالي ليس أفضل من أن تكون غرفة النوم المكان الملائم الذي نستمتع فيه بأحلامنا، فهو المكان الأهم والأكثر خصوصية في المنزل».

وتابع كلارك الذي أقام محاضرة خاصة بترتيب غرفة النوم في نادي دبي للسيدات «من الممكن ان يختار المرء اللون الذي يناسب شخصيته، أو حتى أن يذهب إلى الخشب الملون أو الكلاسيكي شرط التنسيق بين الإكسسوارات والخشب وكل متعلقات الغرفة».

إكسسوارات

قال المصمم ويين كلارك «تعتبر الأنوار على جانبي السرير من الإكسسوارات الضرورية في غرفة النوم لأن الضوء الخافت مطلوب في غرفة النوم»، مشيراً إلى أن «الإكسسوارات الأخرى تتبع ذوق المرء الذي إما ان يكثر منها أو على العكس يقللها ليظهر الخشب في الغرفة».

أما أفضل الإكسسوارات التي يمكن استخدامها في غرفة النوم، فهي كما عددها كلارك «مزهرية ورود، إطارات الصور، قفص عصافير قديم، بالإضافة إلى الحقائب القديمة التي تبدو وكأنها قطعة أثرية وكذلك بعض الكتب بالقرب من السرير»، لافتاً إلى أهمية ان يجمع المرء الإكسسوارات التي يرتاح لها من دون ان يقيد نفسه بما يوضع في المحال.

البدء بالأرضية

أما من الناحية العملية فيجب البدء من الأرضية، حسب كلارك الذي أضاف «يجب أن يختار المرء الأرضية لغرفة النوم قبل ان يختار الأثاث، وتبعاً للأرضية أي إن كانت من الخشب أو الموكيت يمكن ان يختار المرء خشب الغرفة»، مشيراً إلى أنه في حال كانت الأرضية من الخشب فلابد ان يكون لون خشب غرفة النوم قريب جداً من لون الأرضية، كما يجب الابتعاد عن التناقض بين لون الأرضية ولون خشب غرفة النوم، لافتاً إلى أن التنويع جائز بين ألوان خشب الغرفة فقط في حال كان المرء يجمع قطع أنتيكة (قديمة)».

وقال عن الجو العام الذي يسيطر على الغرفة «على الأشخاص الذين يحبون ان يسيطر الظلام على غرفة النوم أثناء النهار، ان يختاروا الألوان الداكنة كالبني والأسود، والإضاءة الخافتة في الغرفة». أما من يحبون ان تكون غرفة نومهم مشعة في الصباح الباكر، ليتمتعوا بأشعة الشمس، فنصحهم كلارك، بـ«اختيار الألوان الفاتحة كالأزرق أو الأبيض كونها تمد المرء بالشعور بالنشاط»، مشيراً إلى ان هناك فئة من الناس يحبون الأجواء الهادئة في الغرفة، ويمكنهم استخدام الأحمر أو الأخضر الفاتح.

ومن جهة تصميم السرير ومتعلقاته في مجموعة غرفة النوم، ذكر انه من الممكن أن يتجه المرء الى الغرف الملونة المزخرفة عند الأطراف بورق الفضة أو الذهب في حال أراد غرفة كلاسيكية وبسيطة، منوهاً إلى نقطة مهمة وهي ان عمر الشريكين يحتم نوع الغرفة التي سيختارونها، ناصحاً الصغار بـ«الاتجاه الى الغرف الرومانسية والبسيطة والسرير المصنوع من الحديد أو الجلد، على أن تكون في تصميمه الورود، هذا بالإضافة الى السرير الايطالي الذي يدخله القماش».

فيما يمكن لمن يريدون غرف نوم تستخدم لفترة طويلة انتقاء التصاميم المصنوعة من الخشب الملون أو البني، ومن الممكن ـ وفق كلارك ـ ان يقوم المرء بجمع قطع مختلفة لأثاث غرفة النوم من دون ان يلتزم بمجموعة من التصميم نفسه على ان تكون متناسبة من حيث الجو العام.

ترتيب السرير

واعتبر كلارك ترتيب السرير من المهمات التي تتطلب الدقة وكذلك العناية في كل التفاصيل التي أوضحها بقوله «يجب ان يكون الشرشف الداخلي للسرير وكذلك الشرشف الذي يوضع فوق الغطاء من اللون الأبيض او الألوان الأخرى الفاتحة كالعاجي والبيج، ويستحسن اللجوء إلى الأقمشة الخفيفة كالقطن، بينما للغطاء الأساسي يمكن استخدام الكشمير أو الحرير».

وأضاف عن جهة لون الغطاء الاساسي «يمكن اختيار الألوان المختلفة شرط ان يكون هناك لون واحد مشترك في جميع اغراض الغرفة، ومن الممكن وضع الغطاء الذي يدخله اللون الذهبي في غرفة خشبية اللون، شرط ان نكسر الألوان بقطعة من قماش وبلون واحد، وذلك كي لا تبدو الغرفة مزدحمة».

أما عدد الوسادات على السرير فيجب ألا تقل عن الستة وفقاً لكلارك الذي أضاف «تقسم الوسادات الى أربع وسادات مستطيلة، ووسادتين مربعتين توضعان في الأمام، كما يمكن وضع وسادات صغيرة كثيرة على السرير، شرط ألا تظهره مزدحماً بالألوان وغير أنيق».

وأفاد كلارك بأن هناك موضة تحكم تطور تصاميم غرف النوم، وان التغيير يكون في طريقة التصميم، وكذلك في الألوان. مبيناً ان «الغرف الملونة الأكثر موضة في هذه الأثناء، ولكن هنا لابد من الإشارة إلى انه عندما نتحدث عن موضة في الأثاث، هذا لا يعني اننا نتحدث عن شيء سيبطل في وقت قريب لأن تغيير نمط الأثاث يحتاج لسنوات».

ولفت إلى وجوب الابتعاد عن الموضة في اختيار حجم أثاث الغرفة لأنه يجب ان يتبع حجم الغرفة نفسها «ولا يجب اختيار السرير الكبير في غرفة مساحتها متوسطة، بل يجب اختيار السرير المزدوج، فيما يمكن اللجوء إلى السرير الأكبر في حال كانت الغرفة ذات مساحة شاسعة». كما انه يمكن اللجوء الى تجميع القطع في حال كانت الغرفة صغيرة لأن تجميع القطع يمكننا من الاستغناء عن بعض قطع الأثاث التي تلزمنا بها المجموعة.

الأكثر مشاركة