كسل العين.. لا علاج بعد السابـعة
تتعدد مشكلات البصر عند الأطفال، وتتنوع في أسبابها وأعراضها، إلا أن مؤشراتها غالباً ما تكون غير واضحة، وتستدعي إجراء فحوص دورية لاكتشافها والتعرف إليها، فالتدخل المبكر باستخدام الوسائل العلاجية في بعض الحالات، والجراحية في الحالات الأخرى كفيل بعلاجها، ومن أبرزها «كسل العين» الناجم عن قلة تنبيه العين في مرحلة الطفولة، والذي تنجم عن التأخر في علاجه مضاعفات صحية.
وكسل العين حسب استشارية طب وجراحة العيون في مستشفى البراحة الدكتورة منى المطوع «هو ضعف البصر من دون سبب عضوي ظاهر، وقد يتولد عن قلة تنبيه العين في مرحلة الطفولة، فالنظر ينمو منذ الولادة حتى نحو السبع سنوات، فإذا ضعف البصر في هذه المرحلة ولم يتم علاجه، فلن تسمح الفرصة لتحسينه لاحقاً».
وتوضح المطوع أن «أسباب كسل العين الرئيسة هي الحول، وهو عيب بصري تكون فيه العينان غير مستقيمتين وتنظران إلى اتجاهين مختلفين، وقد تكون عدم الاستقامة هذه ملحوظة دائماً، أو أنها قد تظهر وتختفي، حيث تكون إحدى العينين متجهة للأمام مباشرة بينما الأخرى تنحرف إلى الداخل أو الخارج، أو إلى أعلى أو الأسفل علماً أن العين المنحرفة قد تستقيم في بعض الأحيان، وتظهر العين المستقيمة انحرافاً في أحيان أخرى».
وتكمل أن «التركيز البؤري غير المتكافئ للأخطاء الانكسارية (قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية)، وإعتام العدسة الساد (الماء الأبيض)، أو ارتخاء الجفن أو غيرها، قد تسبب أيضاً إعاقة في الاستخدام الطبيعي للعين». وتعلق المطوع «أي عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين، يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل».
وعن تشخيص حالات كسل العين، تقول المطوع «يتم اكتشاف هذه الحالات عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص الذي يقوم به طبيب العيون لقياس قوة الإبصار، ومن الممكن تحسين الرؤية باستخدام النظارات الطبية المناسبة»، وتتابع «كما يقوم الطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين، بحثاً عن الأمراض التي قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية، مثل الساد (الماء الأبيض)، أو غيره من الأمراض».
ويتمثل علاجه كما تذكر استشارية طب وجراحة العيون في مستشفى البراحة في «دفع الطفل إلى استخدام عينه الكسولة وذلك عن طريق تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب وتعتمد على شدة الحالة وعمر الطفل، ووضع نظارات طبية لتصحيح الأخطاء الانكسارية، أو لتصحيح التركيز البؤري غير المتكافئ للعينين، ووضع بعض القطرات أو عدسات خاصة في العين السليمة، ما يجعل الرؤية بها غير واضحة الأمر الذي سيدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة»، وتضيف «في حالة اكتشاف عامل يسبب إعاقة في الرؤية مثل إعتام عدسة العين (الساد)، فإن هذا الأمر يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة التي تسببت في كسل العين، ثم علاج العين الكسولة». وتنوه المطوع «وفي حالات أخرى، يتم علاج كسل العين قبل إجراء أي جراحة في حالات الحول، إلا أن علاج حالة الكسل قد يستمر بعد الجراحة أيضاً».
وتقول استشارية طب وجراحة العيون في مستشفى البراحة الدكتورة فوزية أحمد القاسم إن «العلاج الناجح لحالات كسل العين يعتمد على مدى شدة الحالة وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكراً، فسوف تحسن الرؤية عند الطفل في أغلب الأحوال، وإذا تم اكتشاف الإصابة بكسل العين أول مرة عند بلوغ الطفل سن السابعة أو بعد ذلك، فلن يكون العلاج ناجحاً»، مشيرة الى أن علاج الكسل الناتج عن الحول أو العيوب الانكسارية (طول النظر، وقصر النظر، أو اللابؤرية )، «هو الأكثر نجاحاً في العادة من الكسل الناتج عن العتامة في مجال الرؤية مثل الساد (الماء الأبيض)».
وتضيف «يمكن لطبيب العيون توجيه الوالدين حول العلاج المناسب، إلا أن المسؤولية تقع في المقام الأول على الوالدين في ما يتعلق بتنفيذ العلاج، فما من أحدٍ من الأطفال يرغب في تغطية العين السليمة، ليعتمد في المقابل على العين الكسولة، وهنا يأتي دور الوالدين في عملية إقناع الطفل لاتباع طريقة العلاج المناسبة».
وتحذر القاسم، من مضاعفات إهمال علاج كسل العين الأمر الذي «قد يؤدي لضعف غير قابل للعلاج في الرؤية في العين المصابة، وإمكانية فقدان القدرة على إدراك عمق الأهداف المرئية».
تقول استشارية طب وجراحة العيون في مستشفى البراحة د. فوزية أحمد القاسم إنه قد لا تظهر مؤشرات واضحة يدرك الوالدان من خلالها إصابة عين الطفل بالكسل الوظيفي، إلا أنه يجب أن ينتبه الوالدان في حال:
وجود احمرار دائم في العين.
بياض في منطقة البؤبؤ.
هبوط في الجفن العلوي.
قرنية العين أكبر من حجمها الطبيعي.
اهتزاز العين باستمرار إما أفقياً أو عمودياً (الرأرأة).
ترميش العين باستمرار